رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«قاهرة» سيد محمود (1ــ 4)

أدعي أن لي علاقة ارتباط عاطفي بجريدة «القاهرة»، الإصدار الثقافي الأهم والأنجح القابل للاستمرار والتجويد لأسباب كثيرة ومتنوعة، لعل من بينها، ارتباطها باسم الكاتب الصحفي والمناضل والمؤرخ المصري العتيد صلاح عيسى كرئيس تحرير، وهو صاحب المؤلفات التي ارتبط معظم أبناء جيلي على الأقل بفكرها وإسهاماتها العظيمة في معظم مناحي الفكر السياسي والديني والصحفي،

وسبب أخر لأنني لم أكن من جوقة معارضة كل ما تقدمه وزارة الثقافة في عهد الوزير فاروق حسني (وهو كثير ومشرف ويحسب لوزير مجتهد) بسبب وبدون سبب وعبر إطلاق ادعاءات حنجورية من اليوم الأول لتولي الرجل لعمله (قالوا.. يعني إيه فنان تشكيلي وزير للثقافة؟!.. هوه مين ده إن شاء الله؟!.. بلد فيها عبد الرحمن الشرقاوي و.. و.. يكون ده وزير ثقافتها؟!.. ووصولاً لمهاجمة رذيلة من كتاب كبار وشعراء نجوم لأن الوزير شجع على إقامة واستضافة مهرجانات بغباوة وضيق أفق!!.. ثم رفض استلام الجوائز منه!!).. سبب كمان أنني سعدت أن الجريدة لم تكن حاملة مباخر للوزير والوزارة كما كان يحلو للبعض اتهامها به كذباً، ولكنها كانت تتابع أنشطة وفعاليات وزارة الثقافة، بل وكان لديها الصفحة الثانية التي تقدم عبرها التنويه الأسبوعي عن الأنشطة الفنية والثقافية الحكومية والخاصة وحتى في كل معارك الوزير لم تكن الجريدة طرفاً فيها إلى حد (التطبيل الحكومي) كما يزعمون.. سبب رابع أن تبويب صفحات الجريدة وتوجهاتها كانت تراعي الدور التنويري والوصول للعامة وأنصاف المثقفين بلغة وسياقات متنوعة بسيطة وغير متعالية ليكتمل دورها الفاعل في معالجة القضايا الثقافية الآنية (وخاصة في فترات مقاومة الفكر الطائفي باستثناء عمود النكد إياه للدكتور المتشدد والإصرار عليه بدون تفسير!!)، وفي هذا السياق استضافت الجريدة أقلاماً من كل أطياف أصحاب الفكر مهما كانت الانتماءات الأيديولوجية لهم.. سبب خامس أن الجريدة لم تنسق في مجال المعالجات النقدية للفعاليات الثقافية والفنية لمربع السياسة والانحيازات على أسس حزبية أو لحساب حركات وتجمعات بعينها.. السبب السادس و(هو شخصي) أنني ارتبطت بها ككاتب على مدى سنين كثيرة وحتى آخر عدد، ووجدت أن للكتابة على صفحاتها خصوصية ممتعة، وكثيراً ما كتبت أنتقد عمل بعض مؤسسات الوزارة، وتقديم مقترحات وبدائل للتطوير.
ولأنني، وعبر الكثير من كتاباتي أطالب بتجديد دماء إدارات كل مؤسسات الدولة، فما بالنا بالمؤسسات المعنية بالفكر والإبداع والتنوير والإصلاح، والتي أرى أن تكون نقطة الانطلاق الأولى على عتباتها.. أظننا في أشد الاحتياج لفكر جديد ونحن نشكل أو نأمل في تشكيل رؤية مصرية جديدة لبناء مستقبل البلاد والعباد دون إغفال البناء على الجيد من القديم.. عليه أسعدني ما قاله «يسري محمود حسن» رئيس التحرير الجديد لجريدة القاهرة في مقاله الافتتاحي الهام.. قال: «منذ رُشحت لرئاسة تحرير القاهرة والاستفسارات تُطرح من زملاء عن صيغة العلاقة التي ستجمع بيني وبين

الأستاذ الكبير صلاح عيسى الذي ترك مهمة رئاسة التحرير واختار التفرع لموقعه كرئيس لمجلس إداراتها، لم يكن لدي سوى رد وحيد أنه.. ربما كان من السهل أن أجيء مكانه، لكن الأصعب أن أحظى بمكانته، فهو أحد رجلين غيرا مسار حياتي، وأهديتهما أول كتاب ألفته عام 2000 كان الأول هو الراحل العظيم أحمد بهاء الدين بكتابه «أيام لها تاريخ» والثاني هو صلاح عيسى بكتابه «حكايات من دفتر الوطن» وبفضلهما قررت دراسة التاريخ الذي يعلمنا درساً مهماً هو «التغيير» والاستفادة من دروس الماضي.
إنها فقرة استهلالية رائعة لكاتب مثقف كنا نتابع إنتاجه الفكري بدأب، واليوم الرجل في موقع مسئولية يحدثنا بصدق أنه ذاهب بفكر الأوائل لبناء لا يتجاهل أو ينتقص من لبنات الأساس، بل التشييد عليها بالاستفادة بمعطيات العصر الجديد وإضافة ما عند جيله من رؤى ينبغي أن تجد نوافذ للعرض والمساهمة للتجديد وحتى التصويب إذا لزم الأمر وتطلبت الحياة الثقافية المغامرة النبيلة للخوض في معارك التطوير.
ومن بين تلك الرؤى، ما طرحه «سيد محمود حسن» في حلقة من برنامج «ستديو الثقافة» الذي تقدمه المذيعة المثقفة والكاتبة المستنيرة «بسنت حسن «على هواء «الفضائية المصري».. تحدث في رؤوس أقلام مهمة عن الثقافة الينايرية الجديدة في ميادين الحرية، وكيف لم يتم استثمارها وتنميتها (غناء وموسيقى وجرافيتي) لشباب مبدع.. وأهمية العودة للتفاعل الثقافي مع ما ينتجه المبدع العربي في كل الدنيا.. طالب بما أطلق عليه «العدالة الثقافية» وكيف يصل دعم المثقف المصري إلى مستحقيه في كل ربوع المحروسة.
كلام جميل ما أقدرش أقول حاجة عنه سوى التمنيات بالتوفيق ودعوة كل صاحب رؤية لتطوير العمل الثقافي بشكل عام لإثراء تلك الأفكار بالمشاركة.. وليسمح لي رئيس تحرير «القاهرة» بتلك المساهمة في عدد من المقالات، مع خالص التهنئة له ولرفيق دربه «طارق الطاهر» رئيس التحرير الجديد للرائعة «أخبار الأدب».

[email protected]