رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«حَمام» والعدالة الاجتماعية

أشكر الله أن انتهت أيام شهر يوليو «الموسم السنوي» للهجوم على ثورة يوليو 1952 وجمال عبد الناصر، ولأن «يوليو» السنة دي كمان تم عرض دراما «صديق العمر» والعامر

بحكايات «عامر» مع «ناصر»، فكان الجدل بزيادة شوية من أول مقولة «يوليو مش ثورة» ومروراً بــ «ناصر إخواني أصلاً» وبالطبع وصولاً لهزيمة يونية 1967، وأذكر أنه بمناسبة الاحتفال بالثورة من سنتين، قررت واحدة من قنواتنا المصرية المتميزة إدارة مناقشة موضوعية حول جوانب النجاح والفشل لثورة يوليو، والدروس المستفادة، وفي الحلقة المخصصة حول «الأقباط وثورة يوليو» تمت دعوة كاتب تلك السطور، وقلت في بداية كلامي بسؤال مالوش علاقة بالمحور المطلوب مناقشته ليتعايش المشاهد معي مشاهد الطلعة الأولى لناصر القائد الحقيقي للثورة.. قلت: لأول مرة في التاريخ الحديث يحكم مصر مواطن مصري.. لأول مرة مصر «جمهورية».. مستعمر بريطاني (بريطانيا التي لم يغرب عنها الشمس) يحمل عصاه ويرحل.. ثم مواجهة حازمة لملكية للأراضي بمئات الأفدنة لمجموعة محدودة من الباشوات والبكوات ورموز الإقطاع، والغلابة اللي بتزرع وتقلع كان مطلوباً ليهم مشروع سريع لمكافحة الحفاء!!... فكانت قرارات يوليو بتمليك الغلابة والمعدمين 5 أفدنة للمزارع خطوة في سكة تحقيق العدالة الاجتماعية..
إنها «العدالة» مُفتتح أي كلام حول أي محور لقياس مدى إحداث ثورة يوليو لتغيير الواقع على الأرض.. وتحدثت في الحلقة عن أمثلة بالإضافة لقانون الإصلاح الزراعي، مثل تخصيص مكاتب للتنسيق لقبول الطلاب بالجامعات وفق المجموع والموقع الجغرافي، وثقافة للجميع بدعم وجود بيوت للثقافة في كل المحافظات وأيضا بناء مساكن شعبية واقتصادية وتعاونية، ووحدات صحية ومجمعات استهلاكية.. كل تلك التوجهات كانت في اعتقادي داعمة لضمان عدم التمييز وبالتالي محل رضا للأقباط، فإذا أضفنا العلاقة الحميمة الرائعة بين البطريرك والرئيس فالرضا يزيد دون شك، ولكن ياريت حكاية ناصر وثورته ما كانش فيها تمييز تماما، لأن قرار إنشاء جامعة علمية لا تقبل للتعلم فيها مواطن إلا صاحب هوية دينية محددة قرار يدعم فكرة التمييز، وكمان إعلام لا يسمح بنقل شعائر صلوات المواطن المسيحي من خلاله، ومناهج تاريخ لا وجود فيها للفترة المسيحية التي امتدت لستة قرون، كلها أمور سلبية في مجال تعطيل تحقيق العدالة بين الناس، وكنت أتمنى ألا تنسب لثورة يوليو العظيمة!!!..
أعود للعدالة الاجتماعية، وأرى أن رؤية الرئيس «السيسي» وقناعته مهمة ورائعة في أن بداية الذهاب والتمكن من تحقيق العدالة الاجتماعية يكون عبر دعم

مشاريع تنموية كبرى، ولذلك كان قرار إنشاء قناة السويس الجديدة بالفعل «ضربة معلم».. فإتاحة فرص عمل، وتحقيق موارد مالية، وكمان تخصيص صندوق «تحيا مصر» لمساهمة القادرين لدعم مثل تلك المشاريع، كلها أمور تعجل بتحقيق العدالة.. لقد كنا نقول ونكرر «ياريس ادينا أمارة» إننا رايحين عهد جديد قادرين فيه على التغيير لصالح الغلابة والمعوزين بعقد اجتماعي جديد، وها هو الرجل وضربته للبداية الرائعة..
لكن يا ريس، الناس البسيطة الغلابة فرحوا بقرار رفع أسعار الكحوليات، وزعلت من رفع سعر بنزين الغلابة بتوع الميكروباص.. زعلانين من عدم الترشيد في مجال الاستيراد بالعملة الصعبة للكثير من السلع الاستفزازية مثل الآلاف من نوعيات الشيكولاتة والجبن وأغذية القطط والكلاب وغيرها.
الناس واخدة على خاطرها يا ريس من عدم إصدار قرارات حازمة ملموس تطبيقها في مجال ترشيد الإنفاق الحكومي ومراقبة سابقة وأنية للأداء المالي والإداري وعدم الاكتفاء بالرقابة اللاحقة..
حكاية مستفزة عدم الاستجابة للتعامل بشكل جدي في موضوع الصناديق الخاصة وبشفافية.. حدوتة استمرار عمل عدد هائل من المستشارين على رأس عملهم وبمكافآت كبيرة..
عبر إعلان تليفزيوني مستفز عن فيلات واسعة أهم مواصفاتها وجود مساحات رائعة لتريض وفسحة الكلاب، وعلى الغلابة قبول الأمر حكاية غير مقبولة.. وحكاية تدليل الكلاب والنظر برفعة شأنها عن فقراء الأمة قديمة.. الشاعر محمد مصطفى حمام من أكثر من نصف قرن يقول في تدليل الكلاب..
يا مدلعين الكلاب والآدمي منسي / ضحكي على الكلب بكاني على نفسي / وفضلت أفكر في سعد الكلب وفي نحسي / وأقول لروحي ياريت الدنيا تتشقلب.. / وادخل في جنس الكلاب وألعن أبو جنسي.
[email protected]