عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إدارة «اللا دولة» في وزارة بن عيسى!!

ذكر الدكتور حسام عيسى في كلمته التي ألقاها خلال المؤتمر التأسيسي لتيار الشراكة الوطنية، أن الدور الرئيسي في معركة الثورة منذ 25 يناير حتى 30 يونيو لعبته نساء مصر وليس رجالها. وانتقل عيسى للحديث عن الحكومة المصرية قائلًا:

«لم توجد حكومة في التاريخ منذ الثورة العرابية وحتى الآن تعمل في ظروف مثل هذه التى تعمل بها الحكومة الحالية»، منتقدًا من يصف الحكومة بالأيدي المرتعشة، مضيفًا: «نحن نعمل في اللادولة، فالوضع الصحي في مصر يشمل مستشفيات لا ترتقي أن يعالج بها خنازير». وأشار عيسى إلى أن مصر بلا تعليم واصفاً التعليم في مصر بـ «الخرابة».
وكان الدكتور عيسى قد أعرب عن ضيقه وانزعاجه من كم التوقيعات المطلوبة منه إلى حد قوله ساخرا: «أعمل لكم ختماً باسمي فردوا عليه ده خطر عليكم».
وبصرف النظر عن تحفظي على ما جاء في الخبر حول أن الدور الرئيسي في معركة الثورة حتى 30 يونية كان للمرأة وليس للرجل.. نعم كان للمرأة دور عبقري وعظيم وسباق منذ ثورة 1919 ولكن رجال مصر في كل المواقع قدموا أيضاً ملحمة وطنية رائعة في كل الميادين ، ولو أشرنا فقط لدور رجال الجيش على سبيل المثال لأدركنا أن مصر برجالها كما بنسائها يكتبون معاً أروع سطور الفخار في كتاب التاريخ المصري العظيم.
لقد تعود شعبنا (وكأنه طقس روتيني) على خروج كل رئيس أو وزير أو حتى أي مسئول فور تسلمه مهام عمله قائلاً: «لقد ورثنا تركة ثقيلة»، لكن د. حسام عيسى كمسئول جديد قفز بالحكاية إلى حد القول: «نحن نعمل في اللادولة».. أولاً: كيف تقبل أن تكون مسئولاً فيما سميته «اللادولة»؟! .. ثانياً: كيف تُحدث شعب قام بثورة وتم الإجهاز عليها من قبل نظام فاشي، فقام بثورة أخرى وكنتم أول حكومة بعد الثورة، وبعد 100 يوم محبطة بمثل تلك اللهجة فتفقدهم أي أمل بدلاً من تقديم كشف حساب؟!.. ثالثاً: مصر دولة مركزية كبيرة نالت دواليب عمل حكوماتها المتعاقبة معاول الفساد الإداري والمالي والتخلف التقني وغياب الشفافية.. نعم، ولكن الدولة في النهاية بنظم مؤسساتها قائمة وهو ما لم تدركه تنظيمات الإخوان، وها أنتم تكررون أحاديثهم لتبرير الفشل!!
الإدارة هي في النهاية فن التمكن بحرفية من وضع أطر خطط قابلة للتنفيذ مهما كانت درجة الصعوبة والمعوقات المتوقعة، وبشكل علمي دقيق لغرض محدد في زمن معلوم.. ولأن الإدارة عملية ضرورية لازمة كنشاط في حالة قيام أي جهد جماعي يسعى لتحقيق هدف معين، عبر خمس مهام: التخطيط والتنظيم والتوجيه والتنسيق والرقابة..
لقد اهتم الفكر الإداري المعاصر بحكاية إدارة إحداث التغيير بشكل كبير، ولعل التغيير يبدأ بتبديل المفاهيم القديمة الفاقدة للصلاحية في زماننا الحالي.. نعم كانت البداية بالرغبة الجماعية في التغيير عند الوعي الكامل بمدى الحالة الكارثية التي صارت عليها البلاد والعباد، ولكن غياب الإدارة والوعي بمعطيات الواقع، وتصور شكل التغيير وغياب جاهزية تصور البناء للنظام الجديد ذهب بنا إلى

التأكيد على مفهوم الدولة الفاشلة، وعليه كان توهان ما بعد الأيام الينايرية وبعد سقوط النظام وحزبه وبرلمانه ودستوره لم يركز الجمع الينايري في حدوتة لجنة البشري وعمايلها، ولا خدوا على خاطرهم من موقعة الصناديق مدفوعة الأجر، ومرت عليهم الدعوة لإنشاء الأحزاب التكفيرية والجهادية والإخوانية واللي ممكن تعمله في الإجهاز على حلم الدولة المدنية ، ولما الإخوان دخلوا قصر الوالي وحكموا وخابوا ووقعوا بفعل ثورة تانية أكبر وأهم ، كانت المفاجأة أن الإدارة هيه هية بحطة ايد عاطف عبيد.. هيه هيه إدارة ضد الإبداع والتطوير..
في مقال للضاحك الباكي فكري أباظة بعد ثورة التصحيح الساداتية كتب في مقاله الافتتاحي كرئيس تحرير مجلة «المصور» أول ما وقف عنده قلمي متردداً هو هذا «الروتين»! لأن ذلك «الروتين» أو هذا الروتين عاصرهما قلمي منذ ستين عاماً! وكنت أكتب صحفياً - وأخطب نائباً عن الأمة، وأذيع مذيعاً في الإذاعة.. كنت أقول وأكتب وأخطب وأذيع أن «الروتين « ولد بعد «الاحتلال البريطاني» سنة 1882 إلى سنة 1977 - أي زهاء 95 عاماً أي والله 95 عاماً أثناء وجوده وتركة «شيطانية» بعد رحيله! ذلك أن الاحتلال البريطاني حين كبس على أنفسنا عين مستشارين بريطانيين في كل وزارة ووكلاء بريطانيين في أغلب الوزارات. كانت السياسة الإنجليزية قد رسمت خطة هي أن ترجع كل أمر جسيم خطير، وكل شأن تافه إلى المستشار الإنجليزي  لكي يشرف على كل صغيرة وكبيرة، ويحتل بتأشيرته شئون البلد وشجونه! وأصدر آلاف القوانين، لكي يكون كل منهم هو الحاكم بأمره في كل التصرفات «الإدارية» في البلد!.. فشلت الثورة حتى ثورة التصحيح بل ربما تضخمت كوارثه الروتينية أثناء الثمانية عشر عاماً الأولى من الثورة!.. أرجو رجاءً حاراً أن أعيش حتى أرى «الثورة الإدارية» وأتمتع بشبعها وريها ومتاعها.. انتهى كلام فكري أباظة، لكن تفتكروا حصل حاجة جديدة ببلاوية عيساوية بعد ثورتين تقول عندنا حكومة ليها إرادة للتغيير؟!!!!
[email protected]