رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صح النوم يا غيطي

لا شك أن الإعلام المصري الخاص بكل وسائطه قبل وأثناء وبعد ثورة 25 يناير وحتى ثورة 30 يونيو وما بعدها كان له الدور الرائع والهام (باستثناء من باعوا وتآمروا وأسقطهم الوطن من حساباته).. لقد استطاع الإعلام تشكيل رأي عام مستنير ويقظ وشجاع في مواجهة الفاشية السياسية وفي مرحلة ثانية الفاشية الدينية.. لقد كشف الإعلام بصدق لأولاد بلدنا حقيقة من تستروا على فساد، ومن تاجروا بالأديان، ومن استدعوا الغرب للوصاية على البلاد والعباد، بل وأعانوا بعض النظم الغربية لها مصالح في حرق الوطن وتقسيمه، وأرى أن الإشارة لتلك الجهود وأصحابها ضرورة الآن. 

أحد أهم فرسان الإعلام في الفترة الأخيرة الكاتب الصحفي محمد الغيطي، وقد دخل الرجل معارك مع زعماء التيارات المتشددة عبر إبداعاته الدرامية وكتاباته الصحفية بجريدتنا الوفد وبرنامجه التليفزيوني اليومي «صح النوم»..
ولكن هل يسمح لي الكاتب أن أناشده بمثل ما يناشد مشاهديه «صح النوم ياغيطي» هو ومعظم فرسان الإعلام النشط والرائع، لأذكرهم أنهم من صنعوا معظم دعاة التخلف ونجوم تشويه العقائد.. نعم لقد رحبت برامجكم بمجموعة من شخوص نكرات على الأقل في مجال العمل السياسي.. أذكر منهم محام غير معروف (وفي هذه الحالة لا أخص الغيطي تحديداً).. نعم غير معروف اللهم إلا في حدود الحي الذي يلتقي بسكانه عبر منبر مسجد الحي الأشهر فيه فقط.. ثم نقل شباب الصحفيين عنه فتاوى وتصريحات مثيرة، تلقفها حريفة إعداد برامج المساء والسهرة، وذات صباح وذات مساء أصبح الرجل النجم المفضل المطلوب على معظم الشاشات، فهو حريف الدخول في جدل يثير فضول وحفيظة المشاهد، وهو المراوغ الكوميدي الذي ظل يزيف الحقائق حتى بات يصدق نفسه، وكبرت في دماغه قصة الزعامة، وباتت له جماعة مناصرة له، فكبرت في دماغه أكثر فرشح نفسه بذات نفسه لرئاسة الجمهورية، ولما تسرب للصحافة أن لديه مشكلة تحول بينه وبين صلاحية الترشح،  قاوم وراوغ واتهم السلطات بالتحيز وبكل ما ليس فيها..
ولكن هذه المرة كان من مصلحة الإعلام وحريفة الإعداد تجهيز جبهات مضادة وإشعال حرائق خائبة لرجل صنعوه على الورق وفي استوديوهات الإثارة.
وعلى طريقة الدبة التي قتلت صاحبها لقت وسائل الإعلام الجزاء من نجم الفضائيات، وكان الهجوم على مقر جريدتنا «الوفد»، ثم مقر جريدة «الوطن»، والأهم الهجوم على مدينة الإنتاج الإعلامي والاعتصام بمدخلها وترويع نجومها وبات أصدقاء الأمس أعداء اليوم، ولم يتبق من حدوتة الرجل الماثل الآن أمام جهات التحقيق سوى مجموعة دورات مياه  بناها الزعيم وميليشياته في مدخل مدينة الانتاج الإعلامي.. وكانت الفكرة خير ملهم لجماعات الإرهاب، فكان إعادة إنتاجها  وبتوسع وباعتداء على هيبة

الدولة ومكانتها في رابعة العدوية والنهضة وبإقامة كاملة وبتحد مقيت لحرية بشر باتوا رهينة حتى عودة مرسي للكرسي!!     
أعود للإعلامي محمد الغيطي، والذي يقدم بإحساس كاتب الدراما السيناريست حلقات برنامجه «صح النوم»، فلكلامه معالجة مسبقة يطرح موجزها في بداية الحلقة، ثم يشرع في بداية هادئة للاقتراب من عقل مشاهده بمداعبة مناطق التفكير لديه، وفي تصاعد منطقي لدراما الحلقة يُشير لبعض عناوين الإثارة أو الإفاقة للمشاهد الذي يخشى الغيطي أن يكون قد راح في غفلة، فيوقظه بهدوء، ثم يبدأ مراحل التصعيد بعرض تصريحات صحفية أو تليفزيونية تتعالى درجة جنونها أو عدم معقوليتها، فيصرخ الرجل في أعلى درجات الإثارة لإيقاظ من مازال نائما في زمن العبث واللا منطق، وفي نهاية كل مقطع تحليلي نقدي للتصريح أو الخبر يداعب الغيطي بشعبوية وبساطة المصري مشاهده بتعليقات مثل «يا ليلة سودا» أو «يا نهار أزرق».. باتت كلازمات شكلية له.
وفي بعض الأحيان يقوم بتهيئة مشاهده لاستقبال الخبر بحس كوميدي هكذا كمثال «أكيد يا جماعة عصام العريان ده ضارب حاجة جامدة جداً.. قالك لو حصل انتخابات مبكرة، مرسي هيفوز باكتساح.. يا ليلة غبرة ياجدعان !!!!»..
وبشكل ساخر يتحدث حول تغريدات علاء صادق وتصريحاته  «علاء صادق بيقولك عدم تأييد مرسي خروج عن الشرعية»، ومش بس كده  ده كمان رد علاء على مذيعة سألته عن رأيه في معالجة «المعزول» لقضية سد النهضة، فقال لها بكل أريحية «معالجة حكيمة لرئيس حكيم».. وعقب ساخراً «يا ليلتك الغبرة يا حاج علاء.. بتتكلم في السياسة ليه يا حاج، يا راجل ده أقرب الناس ليه وحبايبه البعدا شهدوا ضده في القضية دي بالذات !!!!!»..
إنه زمن العبث كاتبنا محمد الغيطي الإعلامي الوطني الجميل والكاتب المبدع.. «صح النوم»..

[email protected]