رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الوزير و«القاهرة»

في تصريح لوزير الثقافة الجديد لبوابة الأهرام «هناك كمْ من الإصدارات بوزارة الثقافة تباع بكاملها وإصدارات أخرى تصل إلى 10% وهذا إهدار للمال غير مقبول.. لدينا جريدة مثل القاهرة توزع 33% فقط أو أقل من ذلك أليس ذلك كارثياً من يتحمل كل تلك الخسائر وينفق عليها آلاف الجنيهات، 92% من بعض مطبوعات الوزارة مرتجعات.. وكل الخيارات مطروحة من أجل أن نضع أموال الشعب فى خدمة ثقافة الشعب كله ولن تكون هناك مجاملات لأحد».

في التصريح ما من شأنه التقديم والتعريف بالوزير بشكل واضح غير قابل للمجاملة.
الرجل لا يدرك ببساطة أن وزارة الثقافة وزارة خدمات لها دور أصيل في التنوير ونشر المعارف، في سعي لتجذير الدور الأصيل للعمل الثقافي من خلال إثراء ودعم كوادر التثقيف وانتشارهم.. مطلوب إدراك دور الثقافة الحقيقي في تنشئة شخصية مصرية مستنيرة متعددة المعارف والأبعاد الإنسانية الراقية والنبيلة.
في الثقافة لا يمكن حساب المسألة بالدنانير.. فقط يا ريت الوزير يحاول إلقاء نظرة على جريدة «القاهرة» تلك المطبوعة الرائعة والمتفردة.. ليس لدينا إصدار ثقافي واحد آخر يقدم هذا القدر المتنوع من المواد الثقافية، وكنت أنتظر وأحلم وأطلب من الكاتب الصحفي والمؤرخ صلاح عيسى رئيس تحريرها أن تتحول لإصدار يومي، ولعلني أعرض بعض ملامح ذلك الإصدار الرائع قد تكون غائبة عن رؤية معاليه.
الجريدة تقدم بشكل أسبوعي أجندة الأنشطة الثقافية والفنية التي تقدمها مؤسسات الوزارة، بالإضافة لأهم الأحداث المعني بها طلاب الفنون.. ثم تقدم صفحات رائعة تحمل مسمى «شارع الفن» تتابع الإنتاج السينمائي والمسرحي والغنائي والموسيقي (أخبار - نقد فني - تحقيقات - حوارات).. وصفحات «تقارير الأسبوع» وتحتفي فيها بمتابعات خبرية كتقارير لأحداث ثقافية وفنية.. وأيضاً صفحة مهمة «صحافة وإعلام» يتم فيها نشر دراسات ومقالات حول قضايا الصحافة الثقافية والفنية، وعلاقة أنشطة الإبداع المختلفة بالإعلام والإعلان وغيرها من القضايا الصحفية.. وصفحات «معارك ومواقف» وتعرض لأهم القضايا المثارة على الساحة المصرية والعربية والإقليمية والتي منها القضايا ذات البعد الطائفي والاقتصادي والثقافي والتاريخي.. إلخ.. أضف إلى ذلك صفحات «وجوه وملامح» و«تيارات هوائية» و«آثار وتراث» و«أفكار ودراسات» و«شيء من الأدب» و«تواريخ» و«مراسيل ومراسلات» و«مخطوطات».. أما كُتاب عواميد ومقالات الجريدة فهم يمثلون توليفة رائعة من كبار الكتاب والنقاد والباحثين والمتخصصين والأكاديميين.
إن اتهام الجريدة بالفشل وإهدار المال العام لتراجع أرقام توزيعها في حال «القاهرة» ذات الطبيعة المتخصصة دون النظر لمعايير مهنية وحرفية وإبداعية أخرى يحرص عليها بامتياز فريق عمل الإصدار أمر ظالم لجريدة بروعة وأهمية «القاهرة»، لأنه كان ينبغي إدراك أن نظم التعامل الحكومي بتعقيداتها لا تسمح بدعاية لازمة للتعريف بدورها، أو التعاقد مع شركة تسويق وتوزيع محترفة.. إلخ.
لقد حرصت أسرة تحرير «القاهرة» ألا تكون نشرة دعائية لوزارة الثقافة، وأشهد أن الجريدة ظلت منبراً حراً لا تعمل بتوجيه من مسئول أو التطبيل له نفاقاً، وأتذكر مدى غضب صلاح عيسى من وصف البعض الجريدة أنها «لسان حال وزارة الثقافة»، ولعل في مقال وائل قنديل عام 2010 (والغريب أنه قبل حلول زمن الإخوان).. يدافع «قنديل» عن زميل له منتقداً كاتبنا الكبير دون فهم للموقف وبتهكم غير مقبول، يقول: «وقد فاجأنى الأستاذ صلاح بخطاب غاضب إلى رئيس مجلس إدارة الشروق يحذره ويقول «فى جريدة (الشروق) فيلق من الثعالب الصغيرة المفسدة للكروم، تعودت لسبب لا أدريه أن تُعرف العبدلله بمناسبة أو من دون مناسبة بأنه رئيس تحرير جريدة القاهرة لسان حال وزارة الثقافة».
والحكاية أن زميلنا سامح سامى المحرر بالقسم الثقافى الذى أتشرف بإدارته أعد قصة خبرية عن لقاء المثقفين بالرئيس مبارك استعرض فيه أسماء الحضور ومنهم الأستاذ الكبير صلاح عيسى رئيس تحرير جريدة القاهرة التى تصدرها وزارة الثقافة معرفاً الجريدة بأنها لسان حال وزارة الثقافة، وفى حدود علمى فإن وزارة الثقافة عندما تصدر جريدة وفيرة الصفحات الفاخرة وبتكلفة مرتفعة للغاية (كلام قنديل مبالغ فيه جداً)، فهى بالطبع ليست لسان حال وزارة الزراعة أو معبرة عن هيئة الطرق والكبارى أو مرفق الصرف الصحى.. كلام ما كنت أظنه يصدر من مواطن ينشد تفعيل دور رسائل التنوير في بلاده!
ولأنه يا معالي الوزير «العلم لا يكيل بالباذنجان» كما أقر بذلك الساخر العبقري عادل إمام، فجريدتنا «القاهرة» لا يمكن الحديث بصددها عبر هذه النظرة الضيقة (إلا في حالة وجود فساد مالي، وعندها يُحاسب من أفسد ولا نخسر إصدار فريد لا بديل له).
أما الحديث عن الأبنودي وعبدالمعطي حجازي وأحمد مجاهد وإيناس عبدالدايم وهيئات بعضهم بشكل غير لائق، فالاعتذار ضرورة وواجب.
[email protected]