رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكومة الوفد والحالة الدينية

 

فعلها حزب الوفد، وشكل حكومة ظل بنخبة من رجالاته من أهل العلم والخبرة المشهود لهم بالعطاء والتميز، وبأهداف وبرامج محددة ومعلنة لايختلف علي أهميتها وإضافاتها الفكرية والإبداعية والوطنية المخلصة أحد، وأري أهمية وصواب القرار يكمن فيما يشير إليه من ثقة متخذ القرار في الحزب من قدرة ذلك التنظيم السياسي في توجهاته الجديدة علي إحداث التغيير عبر رؤية سياسية موضوعية معاصرة، وآلية منجزة قادرة علي التطبيق..

إن تشكيل حكومة ظل من جانب أكبر حزب معارض علي أرض المحروسة، سيسهم في دعم جهود الحزب بشكل منهجي ومنظم لمتابعة ومراقبة ووضع البدائل العلمية لحل مشاكل الوطن..

وإذا كانوا يقولون في أمثالنا الشعبية " الجواب يبان من عنوانه" فإن اختيار الدكتور علي السلمي مساعد رئيس الحزب لرئاسة أول حكومة لحزب الوفد الجديد (حكومة ظل) هو اختيار موفق لرجل وطني مخلص صاحب رؤية وتاريخ في العطاء العلمي والسياسي بشكل عام، وفي مجال وضع النظم الإدارية المصرية والعربية بشكل خاص كأستاذ وعالم رائد في علوم ونظم الإدارة المعاصرة.

وأسعدني أن يؤكد د. السلمي، أن حكومة الظل تعد آلية سيستخدمها الحزب لدراسة أوضاع الوطن ومراقبة تصرفات الحكومة الموجودة في السلطة ورصد ما يصدر عنها من قرارات وتقييمها وتحليل ما ترتب عليها من سلبيات أو إيجابيات ثم تقديم الحلول لمعالجة المشكلات الآنية، وأن تشكيل الوفد لحكومة الظل ينفي ما يردده الحزب الوطني الحاكم من اهتمام الأحزاب المعارضة بأنها لا تقدم برامجا أو حلولا لمشكلات المجتمع ونقدم ذلك من خلال نموذج تسير عليه الدول الديمقراطية في العالم مثل إنجلترا وفرنسا وكندا واستراليا. وانه ليس الهدف من تشكيل حكومة الظل الحصول علي مناصب أو تحقيق شو إعلامي أو المظهرية.

فقط كنت أود السؤال حول الأمور التالية :

- هل تم مناقشة أمر تشكيل ما يمكن أن نطلق عليه جمعية وطنية، قد يتم ترشيحهم وانتخابهم من أعضاء الجمعيات العمومية لفروع الحزب علي مستوي الوطن، فتكون تلك الجمعية بمثابة مجلس لنواب الحزب، وبحيث تستطيع حكومة الظل الاقتراب من واقع الجماهير والتلامس مع مشاكلهم، وبالتالي الاستفادة من تلك الآلية الجماهيرية في دعم اتخاذ القرارات، ومن جانب آخر يمكن أن تمثل منبراً للحكومة الوفدية لعرض جهود الوزراء وإنجازاتهم ؟

لقد سبق وكتبت في ذلك الموقع من صفحتنا البديعة "قداس الأحد" تحت عنوان "ومن يفعلها غير الوفد؟ ".. قلت " إنني ألوذ بحزب الوفد وهو يعيش أصداء تجربة ديمقراطية رائعة أن يسارع رموزه وقياداته لإعلان مشروع وطني متكامل في مواجهة من يعبثون بسلام الوطن وأمنه.. قد تكون البداية بإعداد مشاريع قوانين لمناهضة الفكر الطائفي المقيت، ورفض التمييز الاجتماعي والديني وعلي حساب الهوية الإقليمية أو الجنسية..لم يعد كافياً رفع شعار الهلال مع الصليب دون وجود داعم لإنشاء ثقافة وطنية سائدة يدعمها نظام تعليمي متحضر، ونسق إعلامي مُحفز

للعمل والعيش الواحد المشترك بين أبناء الوطن الواحد..".. اليوم وقد تشكلت حكومة وفدية أجدها فرصة لتجديد الدعوة، وأن تشمل أهداف الحكومة لتبني ودعم ذلك التوجه الأصيل للحزب العريق، وكان الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد قد قرر إنشاء هيئة جديدة باسم "مرصد المواطنة" وتهتم بقضايا المواطنة والمشاكل ذات البعد الطائفي، تضم عددا من قيادات الحزب مسلمين ومسيحيين، لتكون بمثابة أداة جديدة للحزب لمحاولة تحقيق مبدأ المواطنة، حسبما كشف وقال مصدر قيادي بالحزب..

إن ما حدث بالأمس في إحدي كنائس الجيزة، ومظاهرات الغضب من جانب شباب الكنيسة، وما قابلها من غضب لشباب مسلم علي الجانب الأخر كنتيجة طبيعية لموجات من الشحن من دعاة التوجه الطائفي علي الجانبين، والإصرار علي تسليم ملف الأقباط والشئون الدينية للمؤسسة الأمنية، وعدم التعامل مع أسباب المشاكل الطائفية بموضوعية والسعي لإيجاد نظم وتشريعات لإحلال الأمن والسلام علي أرض المحروسة.. من شأن كل تلك الأمور، فإننا في انتظار حكومة الوفد والدور المأمول من جانبها لمواجهة ومعالجة الشأن والحالة الدينية.. إن سقوط ضحايا في حادث العمرانية من أهل الحي ورجال الأمن مؤشر جديد خطير لحالة من تعالي وتيرة ممارسة العنف الطائفي يراها البعض نتيجة ورد فعل طبيعية لحالة من التجاهل والتباطؤ لإقرار قانون بناء دور العبادة لأسباب غير معلومة.. مصر في خطر!!

في التجربة الليبرالية التي عاشتها مصر مع النصف الأول من القرن الماضي، فقد القيادي الوفدي الأشهر مكرم عبيد دائرته الانتخابية حين خرج من حزب الوفد، مما يعني أن نفوذه لم يكن لكونه قبطيا وله عائلة كبيرة بل لكونه ينتمي إلي حزب سياسي قوي له وزن في الشارع المصري آنذاك.. وهكذا كانت تدار الانتخابات بصرف النظر عن ديانة المرشحين.. فهل تُعيد حكومة الوفد ملامح ذلك الزمن الجميل؟!.. وأكرر من غير الوفد قادر علي توحيد الصف في هذا الظرف الدقيق؟

[email protected]