رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المعلم الصياد!!

فى واحدة من فرقعاته التراجيكوميدية المؤسفة، طالعنا التصريح التالى للفريق أحمد شفيق (المرشح الرئاسى آنذاك).. «إن الناشر إبراهيم المعلم رئيس مجلس إدارة دار الشروق، كان من كبار المتعاملين مع جهاز أمن الدولة المنحل

، بل وكان على علاقة شخصية برئيسه السابق اللواء عمر عبدالرحمن. وكشف الفريق عن واقعة حدثت خلال الأيام الأخيرة حينما حضر إبراهيم المعلم واحد من اللقاءات الخاصة بالعملية الانتخابية «جمعنا لقاء وقلت إن لدى ملفات من أمن الدولة عن المتعاونين السابقين مع جهاز أمن الدولة، وعندما انتهينا ونحن فى طريقنا للخروج فاقترب منى المعلم وطلب أن يرى هذا الملف فقلت له خليها للظروف الأيام جاية». وأضاف: «بعد عشرة أيام اتصل بى وقال الجلسة كانت فى منتهى الخطورة وأتمنى أن نلتقى، وأضاف الفريق إن إبراهيم المعلم قال لسوزان مبارك فى لقاء معها بمكتبة الإسكندرية «أنا خدامك قبل ما أكون خدام مصر»، موضحًا أن بعضًا ممن يدعون البطولة اليوم كانوا يتمسحون فى النظام السابق وتعاونوا مع أمن الدولة».
وكان رد الناشر الكبير إبراهيم المعلم فى بيان أصدره، على تصريحات الفريق أحمد شفيق المرشح للرئاسة حينئذ والتى أدلى بها فى حوار له مع الإعلامية هالة سرحان وهاجم فيها إبراهيم المعلم وقوله إنه من أشد المستفيدين من النظام السابق، الأمر الذى اعتبره المعلم حملة لتشويهه والتشهير به. وجاء فى بيان المعلم «حق على أن أسدد دائماً ثمن الكلمة ومقابل الموقف كأى ممن يتصدون للعمل العام دون أن أزعم لنفسى بطولة أو أنسب لغيرى خطأ .. وقال المعلم «فلقد تعرضت لحملة تشهير وإساءات مرسلة من المرشح الرئاسى أحمد شفيق رداً على خبر نشرته جريدة الشروق منسوب لمصادره حول تقرير هيئة المفوضين بالمحكمة الدستورية تحت عنوان «شفيق خارج سباق الرئاسة .. وتوصيات ببطلان الشعب». وما يهمنى قول إبراهيم المعلم «إن السيد المرشح يلجأ لخلط متعمد بين دور الناشر ودور مالك الصحيفة ودور التحرير ولم يلمح ببصيرته وخبرته أن السياسة التحريرية والمادة المنشورة لم ولن تكون موضع تدخل منى كمالك أو كشخص وأن القائمين على السياسة التحريرية فى «الشروق» هم من خيرة رجالات هذا الوطن ودورى هو حماية الكتاب والمبدعين والصحفيين..وصيانة حرية المحررين وكرامتهم».
وفى الواقع يا ناشرنا الكبير كان الأمر غير ذلك، لأن السياسة التحريرية والمادة والمانشيتات والعناوين، قد مسها طيف الانحياز للإخوان إلى حد كبير، وإلى حد وصف كاتب رئيسى فى جريدة الشروق أتباع الفريق شفيق (وفى الغالب أنه كان يقصد الأقباط) أنهم عُباد البيادة، وكأنه يذكرنا بالعسكرى أشرف عبد الباقى عندما رد على عادل إمام المتورط فى دور الإرهابى فى فيلم «الإرهاب والكباب» قائلاً بحماس أى حاجة تنكد على سيادة اللواء أنا معاك».. وبالفعل كان الانتقال للتعاطف مع أى حد ممكن ينكد على سيادة الفريق واللى يتشدد وله من قبل الجريدة .. ووصل التعاطف مشاركة نخبة زمن النكد فى وقفتهم التاريخية لتأييد المرشح الإخوانى، قبل إعلان فوز د. مرسى بالكرسى ليشكلوا فريقاً لمناصرة الجماعة وحزب الأغلبية فى سعيها للتنكيد على الفريق، وبالطبع جميعنا حر يؤيد من يشاء ويرفض من يشاء، ولكن الغريب أن من تحولوا فجأة  برروا تحولهم المفاجئ من مربع مناهضة الفكر الإخوانى ورموزه إلى مربع المبايعة بالحديث عن وفاق وطنى وتطمينات تمت فى اللقاء مع الرئيس المرشح قبل إعلان فوزه، بينما الرئيس المرشح يطلق اللاءات الشهيرة.. لا للامتثال لقرارات المحاكم، لا لحل البرلمان وهؤلاء قد نسوا أو تناسوا أنهم كانوا فى السابق  فى مقدمة صفوف العمل الوطنى المعارض، وهم ومن تنادوا لإعمال دولة القانون، وهاهم قد باتوا سُعداء بوقفتهم الداعمة لانتهاك القانون،

ولم يُبد أحد حتى مشاعر الامتعاض إزاء ما يسمعون من تصريحات من متحدثى كنبة السلطة الإخوانية، وعندما تحدث كبيرهم الإعلامى الشهير الذى سبق ووصف الإخوان بأنهم لا عهد لهم، لم يفهم منه أى أحد لماذا هم هنا، وأى دور قد رُسم لهم؟!
فى مقال لنجم من نجوم دار الشروق والفضائيات الكاتب أيمن الصياد رئيس تحرير «وجهات نظر»، والذى كنت أنتظر بكل شغف وحب كل ما يسطر أو يقول عبر الفضائيات، قد أصابه أيضاً فيروس التحول، ومرت به رياح تغيير المؤسسة.. فى مقال له بجريدة الشروق بعنوان «على هامش القرار والقضية.. ملحوظاتٌ عشر» يقول الصياد «لا أدرى أين كانت المفاجأة فى قرار «الرئيس» بإلغاء قرار «القائم بأعمال الرئيس» والخاص بحل البرلمان. خصوصا أن الرجل كان واضحا منذ اليوم الأول وفى خطابه «الرسمى» أمام كل رموز الدولة، رسميين، وشعبيين، وعسكريين أن «المجالسَ المنتخبة ستعود». كما أن الترتيب «البروتوكولى» لمقاعد الصف الأول يومَها كان دالًا، وتسهل قراءته. ولكنه الضجيجُ والصخب.. يُربكُ البعضَ من حسنى النية أحيانًا. ويستغله الآخرون ستارًا من الدخان لمعاركهم الصغيرة، ومواقفهم «المسبقة» من الآخر، فى معظم الأحيان. وعن قرار الرئيس بعودة البرلمان، أكد الصياد « إن قرارَ الرئيس لو كان قد صدر فى ظروفٍ عادية، اكتملت فيها مؤسساتُ الدولة، وتحققت لها «شرعيتها» لكنا أولَ معارضيه. ولاعتبرناه جريمةَ استبدادٍ لا تغتفر. ولكنه قرارٌ نحسبه «استثنائيًا» صدر فى ظروفٍ استثنائية. والضروراتُ تبيح المحظورات أحيانا فقهًا وقانونًا، وتاريخًا وسياسة (ياراجل!!)». وأضاف «الإنصاف يقتضى أن ننظر إلى قرار مرسى هذا على أنه قرارٌ «سياسى» ينبغى أن نقيّمه من منظور سياسى، بغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف حول الجوانب القانونية له (كمان لا كده زيادة قوى )».. إنها رياح  التغيير العاتية التى تُغير قناعات الرجال فى أزمنة الخطر.
مع المناضل اليسارى الكبير أحمد الجمال وحديثه عن النخبة أختتم مقالى «ولأننى من المغرمين بتقصى أصول المصطلحات، فلقد بحثت أيضاً عن معانى النخبة وليتنى ما بحثت، لأن معاجم اللغة العربية تحتوى معانى لهذا اللفظ مفزعة، تتراوح بين أنها الجماعة المختارة من الرجال، وأنها أيضاً ضرب من المباضعة أى ممارسة الجنس، وكذلك فإنها الاست أى المؤخرة !، ومن المعنى الاصطلاحى إلى ما نحن بصدده فى أوضاعنا الراهنة، قد نجد أن المعنى المعجمى يصدق على هذه الأوضاع.. ولن أشرح تاركاً المعنى المقصود حول تصنيف النخبة المصرية لبديهة القارئ».
[email protected]