رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المُبطلون.. أنا منهم!

«ما كانتشى كلمة دى» على رأى الجميلة شادية.. نعم كثيراً ما نردد ذلك المقطع الخفيف الظل من أغنيتها الشهيرة، عندما نُبدى دهشتنا لوقع كلمة قمنا بإطلاقها ببساطة، قد يكون لشعورنا بأنها تتعلق بأمر خاص جداً بنا، أو لأنها فى النهاية تمثل رد فعل منطقى نراه غير قابل للإدانة من قبل الغير،

وخصوصاً عندما ندعم تلك الكلمة التى هى فى النهاية رأينا بأسانيد تشفع لنا إطلاقها فى فضاء دنيا الناس الوسيع.. أذكر أنه وبمجرد إعلانى الذهاب إلى لجنة الانتخابات فى دور الإعادة (مرسى / شفيق) لكى أبطل صوتى، حتى كان على أن أواجه تهماً وشتائم ورذالات وسخائم تبدأ بوصفى بالجاهل وغير الناضج فكرياً وصولاً إلى الخيانة وانعدام الحس الوطنى والاشتراك فى جريمة لن يغفرها لى الناس والوطن..
وقبل أن أعرض وجهة نظرى التى دفعتنى لإبطال صوتى، والتى أراها لا تحتاج لشرح أو تفسير، فليسمح لى القارئ العزيز أن أعرض لنموذج فاقع وصادم فى اتجاه مصادرة الرأى، بدعوى ضرورة الانحياز إلى مصالح الوطن العليا.. تحت عنوان «المبطلون والمقاطعون لا يبنون أوطاناً ولكن يخربونها» للكاتب حسن أبو طالب بجريدة الأهرام المسائى يقول «باختصار نحن أمام أمر جلل، وليس أمرا شخصيا تنفع فيه معايير الحب والكراهية، أو مشاعر الغضب والعواطف الجياشة، وانما ينفع فيه الاختيار العقلى المنطقى والصحيح النافع الذى يضمن تعددية فى بنية السلطة، ويحول دون توحدها فى هيكل حزبى واحد كما كان الأمر من قبل ثورة 25 يناير. وينفع فيه ثانيا اختيار رأس للدولة يغنيها عن الوقوع فى مغامرات غير محسوبة فى الداخل أو فى الخارج.. ثالثا من يمكنه اتخاذ القرار الصائب فى اللحظة المناسبة دون الرجوع إلى هياكل ذاتية فوقية أخرى لا علاقة لها ببناء الدولة أو مؤسساتها الرسمية. اللحظة الراهنة هى لحظة فارقة بامتياز تتطلب المشاركة الايجابية من كل مصري، ولا تتطلب المقاطعة أو إبطال الأصوات..».. طبعاً الإشارة واضحة لرفض الكاتب لمرشح الإخوان فهو الذى ينبغى له الرجوع إلى هياكل ذاتية فوقية أخرى لا علاقة لها ببناء الدولة، وأن المعايير الموضوعية العقلانية المنطقية الصائبة هى جميعها تصب فى اتجاه تأييد صاحب القرار الصائب كرأس للدولة يغنيها عن الوقوع فى مغامرات غير محسوبة فى الداخل أو فى الخارج، والكلام هنا بالطبع المقصود به الفريق أحمد شفيق.. وأظن عزيزى أبوطالب أن من يصادرون حق الغير فى الرأى وتفتيش الضمائر والوصاية على منهج فكر المواطن هو الذى يخرب الوطن والعودة به إلى أزمنة التخلف!
وهكذا كتب الكثيرون عن معايير الاختيار المحايدة (على طريقة كاتبنا الأهرامى) فإذا بنا أمام انحياز لأحد الأطراف، وأنا معه تماما فيما ذكر عن مرشح الإخوان وأكثر، فما صدر أخيراً من جانب جماعة الإخوان من مواقف وتصرفات قد تجاوزت كل الحدود التى يمكن التماهى معها أو التغاضى عن دلالاتها، فكيف القبول بجماعة غير شرعية الوجود لا تخضع لأى لون من الرقابة الإدارية والمالية الحكومية أن تعلن ثورتها وغضبها على وثيقة السلمى، لأنها لم تشر بشكل أو آخر لضرورة خضوع المؤسسة العسكرية للرقابة المالية؟!.. كيف لقيادات الجماعة أن ترفض قرار المحكمة بحل البرلمان وهو الذى لم يحدث فى عصر البرلمان سيد قراره، بل والوقوف ببابه ومحاولة الدخول؟!.. كيف يُعلن المرشح للرئاسة نتائج غير رسمية بنفسه وينصب من نفسه رئيساً فى تجاوز مرعب واستخفاف باللجنة العليا للانتخابات ودورها، بل والمبادرة بإلقاء خطبة

العرش لإثارة الجماهير وتهيئة مشاعرها لرفض بل والقيام بثورة لو تم إعلان نتيجة مخالفة.. الإخوان وزعيمهم هنا يوجهون رسالة للسلطات والناس مخيفة، كيف يقف مرسى وكأنه يعلنها واضحة «أيوه أنا الرئيس وراجل لراجل.. حد ليه شوق فى حاجة؟!».
نعم كاتبنا الأهرامى أنا معك فى موقفك من الإخوان، ولكننى لا أوافقك (وهذا رأيى) أن الموضوعية العقلانية المعملية المنطقية الرشيدة الصائبة لابد أن تذهب بنا إلى اختيار الفريق شفيق لأننى لا أرى فيه كل ما ترونه، بل على العكس تماماً، فلا هو الحل الذى سيغنينا عن المغامرات ولا هو رجل الدولة كما يتم الترويج له من قبل حملته وجوقة حملة المباخر، الرجل (وعلى سبيل المثال) يؤكد أنه سيولى قضية المرور اهتمامه، وأنه قادر على حل مشاكل سيولة المرور وتدفقه خلال 48 ساعة عبر فرض عقوبة سحب الرخص لمدة ما وبصرامة، والتصريح على هذا النحو وفضلاً عن إهانة فحواه لعقل المواطن المصرى، فالأمر يشير لغيبة صاحبه وكاتب برنامجه عن معطيات الواقع المصرى، ألا يعلم صاحب القرار المزعوم أن الشارع المصرى بات تقريباً بلا أرصفة، وعليه فالمشاة يشاركون السيارات السير فى نهر الطريق، وأن الشوارع فى معظمها تحتاج إعادة رصف لضمان سيولة الحركة، وأن علاقة رجل المرور بالمواطن فى كل حالاتها تحتاج إعادة نظر، وأن المنظومة الإدارية لشرطة المرور تحتاج وقفة حول ما يثار من ممارسات سلبية مثل التغاضى عن المخالفات للبعض، والترخيص للقيادة وللسيارات بشكل ووفق آليات فاسدة للبعض الآخر، وغير ذلك من مشاكل لا تسمح مساحة المقال لسردها، كان ينبغى الاقتراب فيها من الناس والشارع قبل وضع تلك البرامج؟!..
عزيزى القارئ أستأذنك قراءة تلك الفقرة من مقال لمفكر مسيحى، وأعتذر من تضمين الكاتب فى كلامه بعض الألفاظ ثقيلة الوقع والظل.. «عندما أسمع الآن تعبير (قوى ثورية) تداهمنى رغبة جارفة فى التقيؤ، حتى من يرددونها هم شخصيات قميئة فى ذاتها!!.. اللى عايز يقاطع أو يبطل براحته، بس يا ريت حد من أقاربه يتولى إعلام أولاده مستقبلاً ماذا فعل أبوهم ومساهمته فيما هم فيه من بؤس.. صعب على نفسى جداً أن أتخذ موقفاً معاكساً، الوطن يضيع، لذا لا بد من وقفة تعيد الأولاد إلى رشدهم ودراستهم وأعمالهم، وكفاية بقى لعب عيال...».