رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صدمتنا في نخبتنا!!

عبر مانشيتات وتصريحات صحفية ومقولات فضائية ومنازلات فسبوكية - أرى أن الإعلام بكل وسائطه السحرية الماكرة، قد كشف لنا بشكل مذهل أننا بالفعل نفتقد - في الأغلب الأعم - نخبة تعي الظرف التاريخي وخطورة

وتوابع مسئولية ما يعلنون من مواقف ومدي تأثيرها في الرأي العام عبر إلحاح إعلامي يلهث وراء المثير والمختلف، فيتسارع هؤلاء لتزويدهم بعينات بضائع تكشف الجديد فيسيل اللعاب، ويذهب الناس في الشارع المصري إلى حالة توهان وكأن هؤلاء لا يكفيهم ما يعانيه المواطن من حالة إحباط عاشها منذ قرر الثوار ترك الميدان عقب خلع الرئيس رأس النظام، وذهب من يدعون أنهم النخبة وصناع الرأي العام إلى حصد الغنائم، منهم من ذهبوا بانتهازية مقيتة عبر تغليب الخاص على العام إلى السعي لكراسي السلطة والجاه (تابعنا تشكيل حكومة من بين ضيوف برنامج حواري كان من بينهم من رشحهم لحقائب وزارية فشلوا في إدارتها هم ومن اختارهم)، ومنهم من ظهروا فجأة في الأيام الأخيرة قبل خلع رأس النظام، وراحوا وبصحبتهم بعض شباب الثورة كمحلل وميسر ومبرهن على حالة ثوريتهم للمشاركة في دوائر الحوار الوطني والوفاق القومي وأي حاجة فيها ظهور إعلامي، وفي مرحلة تالية ذهبوا وحدهم لشاشات الفضائيات، ووصل الأمر لإسناد تقديم برامج خاصة بهم أو تخصيص مربعات للكتابة الصحفية بعد أن اكتشفوا فجأة أنهم كُتاب وأصحاب قلم ووجه إعلامي جذاب، ولم لا فالجرائد والفضائيات هي الكسبانة مهما أجزلت المقابل المادي لهؤلاء، فقد كان ذلك بمثابة التطهر الفضائي من رجس التبعية للنظام المخلوع، فكانت المتاجرة بنجوم التحرير وعليه انتعشت بورصة المزايدة عليهم، وسلم لي على المهنية والاحترافية، فهم يشاركون في بيع الثورة جملة وقطاعي وكل اللي ليه نبي يصلي عليه ..
نعم، كل اللي ليه نبي يصلي عليه، فقد استثمر أهل النخبة الخايبة حالة الاصطفاف على أساس الهوية الدينية لينتشروا ويتوغلوا ويتمترسوا جالسين على وش طبق فتة الوطن، واكتفوا بالتعليق الانطباعي على الأحداث بداية من اختيار لجنة التعديلات الدستورية بمرجعية دينية، فموقعة الصناديق، فأحزاب دينية، فانتخابات برلمانية طائفية، فتشكيل برلمان بنفس ذات المرجعية، وصولاً لتشكيل جمعية وضع الدستور بنفس ذات القناعة، وأخيراً انتخابات اختيار الرئيس والأزمة التي يعيشها المواطن أمام أصعب اختبار واختيار، وما حدث هو نهاية منطقية لحالة استسلام بعض نجوم النخبة العبقرية، وهم الآن و قد سقطت عن وجوههم أقنعة الثورية والوطنية يولولون ويكشفون بخياراتهم أنهم كانوا بنا يلهون، وأن مسوح الحكمة والثقافة والوعي قد غادرت شخوصهم (الوطنية)!!
وعبر رحلة امتدت 17 شهراً، لم تغضب النخبة وتجتمع وتقرر وتؤثر إلا عندما أصدر د. علي السلمي نائب رئيس الوزراء آنذاك وثيقته الشهيرة ورغم توقيع معظم الرموز والنخب الوطنية عليها، وحتى جماعة الإخوان الموقعة عليها،أعلنت بشكل مباغت شجبها واستنكارها للوثيقة وصاحبها وسنينها السودة، وتقع النخب في شرك الإخوان فيدخلون مزاد الوطنية لرفض الوثيقة التي لو كان تم تفعيلها لكن في حال غير الحال، ولكنهم المزايدون من نجوم تغليب الخاص على العام عندما يبلعون بسذاجة طُعم أهل التديين لتثبيت أركان حكمهم !!.. والمرة الثانية التي فيها ثار أهل الفكر والرأي من نخب الثورة،هي عند تشكيل جمعية وضع الدستور بعضهم حقاً بدافع

وطني بإيمان ودافع وطني بأهمية التوافق على وضع الدستور عبر الحرص على تمثيل كل قوى وأطياف المجتمع، والبعض الآخر للأسف لمجرد خلو القائمة من وجودهم للأسف!.. وعليه أسأل رموز تلك النخب وأضع علامات الاستفهام التالية:
أين كنتم عندما تم تشكيل لجنة التعديلات الدستورية بهوية دينية، ليمر الأمر باستسلام غريب؟
أين كنتم من إدارة عملية الاستفتاء وفق نظرية صاحب مصطلح «موقعة الصناديق» ورضيتم بـ «لا» الكافرة و«نعم» المؤمنة، ويا دار ما دخلك شر واستفتاء ويعدي؟
أين كنتم من تمرير الموافقة على إقامة أحزاب دينية التي كانت السبب الأهم في الأزمة التي تعيشها البلاد والعباد وبتنا نلعب مسلم ومسيحي بدلاً من يمين ويسار؟!
أين أنتم عندما تم تمرير تشريعات كان يمكن تصويبها مثل أهمية طرح سؤال : هل الأهم ضرورة أن تكون الأم مصرية، أم الأهم أن يكون الابن مصريا.. أبو اسماعيل يخرج من سباق الرئاسة لأن أمه المصرية الراحلة قد تجنست بجنسية أخرى،فما ذنب الرجل ؟، بينما لا يضار د. مرسي من قام بتجنيس أولاده بجنسية أخرى وكأننا نتوقف عند أمر لا ذنب لمرشح فيه ولا يترتب عليه ضرر حقيقي، بينما نرضى بمستقبل أمة رئيسها الوطني يقوم بتجنيس أولاده وهم من يمثلون المستقبل بجنسية أخرى، ونرضى برئيس أولاده خواجات .. أين كنتم يا نخبة؟!
أخيرا لماذا تخيبون أمل الأمة فيكم عندما تشاركون البسطاء معاركهم الطائفية، فترددون «المسيحيون هم من صعدوا بشفيق» ويصل الأمر ببعضكم بطلب اعتذار الأقباط رغم أن خيارات فصيل من أبناء الوطن للرئيس هو حق أصيل لا يجب التوليم على فاعله، وإلى حد توجيه تهمة الخيانة ووصف البعض لهم بأنهم عُباد البيادة، وعلى الجانب الآخر تدفع النخب والرموز القبطية التهمة وتحرض بشكل غير مباشر على أهمية انتخاب شفيق، ويطالبون باعتذار الدنيا لهم، وهم يؤكدون أن المطروح في الحالتين سيئ، فإذا كان الأمر كذلك فلماذا ندفع في اتجاه السيئ، ولم لا نعلن رفضنا عبر إبطال أصواتنا على سبيل المثال ولا يحسب على المصري موقف تاريخي لون الهباب.
وعليه وجب تحية قيادات حزب الوفد لقراره بترك الحرية لاعضائه في اختيار مرشح الرئاسة.

[email protected]