عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الانتهازيون والموتورون يمتنعون

لا شك أن هناك حالة إجماع وطني نبيل (جيشاً وشعباً.. مسلمين وأقباطاً.. فقراء وأغنياء.. دعاة وكهنة.. كل عباد الله علي أرض المحروسة).. إجماع علي ضرورة مكافأة شباب ثورة يناير الذي لم يختر أن يلقي بنفسه في مراكب الموت، أوالتقوقع في دوائر الاكتئاب والموت البطيء.. وأيضاً ضرورة أن يكونوا طرفاً أصيلاً في الحوار الدائر الآن في الشارع والأوساط الثقافية والسياسية، وفي استوديوهات البث الإذاعي والتليفزيوني، ودون وصاية من أحد.. أيضاً لابد من مراعاة مصالح بشر باتت معاناتهم في كسب أرزاقهم مستحيلة، وقضاء احتياجاتهم المعيشية اليومية غير قابلة للاحتمال.. الأمر يحتاج وقفة ومراجعة عاجلة، وإيجاد سبل لإعادة دعم الثقة بين شبابنا ورموز الدولة وإدارة البلاد.. من منا يمكن أن ينسي مشهد شباب حرص أن يقدم رسائل للوطن والعالم ستكتب بأسمائهم في كتاب الوطن:

> في غياب مشروع وطني، يصيغون مشروعاً عبقرياً، ويقدُمون ويعملون بجدية لتحقيقه علي أرض الواقع..

> شباب أقباط يتحلقون حول أخوتهم المسلمين لتأدية صلواتهم في سلام، والعكس يحدث..مواطنون مصريون في ميدان الحرية ووحدة المشاعر والوجدان..

> لا شعارات دينية يتم رفعها في حضرة الميدان الوطن..

> لقد منحنا شباب يناير نفحة من الشجاعة ينبغي أن نشكرهم عليها، بكسرهم حالة الخوف التي تم تكريسها عبر حقب زمنية في نفوس المصريين، كانت فيها أحلام الناس يتم استيعابها عبر إتاحة المزيد من مساحات البوح وإطلاق الحناجر المعارضة فقط!!

يكفي شباب التحرير إنجازهم تصحيح الصورة الذهنية شديدة السخف عن شباب قلنا عنهم أنهم جيل ضيعته سياسات إعلامية وثقافية وتعليمية متراجعة، فإذا بهم قد تجاوزوا تبعات إخفاق تلك السياسات عبرنهج وفكر (عولمي) معاصر جديد، ومن خلال تواصل عبقري مع دنيا الإنترنت، فكان تشكيل نظام افتراضي تم نقل آلياته بحرفية إلي الشارع المصري، بعد أن رفعوا مع شباب العالم المتقدم شعار "نعم نستطيع"، فكان لهم ما حلموا بإنجازه..

لقد استطاعت ثورة يناير أن تُبدل أحاديث المواطن البسيط من السؤال عن ارتفاع سعر الطماطم إلي الحديث عن مادة ما في الدستور، ومدي صلاحيات حكومة التسيير.. بعد غياب لدور تثقيفي لمؤسسات ثقافية وإعلامية حكومية بليدة علي مدي حقب زمنية عديدة!!

ومن أجل أصحاب تلك الثورة، وإبداعهم السياسي والإنساني النبيل، لابد أن نحتشد جمعاً للدفاع عن إنجازهم الوطني.. احتشاد وليس إزاحة أو فرض أدوار، أو انتهاز الفرصة للحصول علي مكاسب فئوية، أو طائفية، أو مهنية..

إن انتهاز البعض فرصة فرحة الشارع المصري بهذا الحصاد الوفير من المتغيرات، والتغييرات التي شملت كل قيادات ورموز العمل السياسي والتنفيذي والتشريعي والإعلامي، للقيام بإعادة واستنساخ تجربة التظاهر والاحتجاج في العديد من قطاعات العمل الحكومي والخاص

والاستثماري، والنقابات المهنية أمر كان ينبغي التوقف عند تبعاته التالية:

> هل من اللائق والمقبول، وفي هذا الظرف التاريخي أن ينتهز الفرصة بعض أصحاب المصالح في نقابات مهمة حالة شغف وتعلق  الناس بوهج حالة التغيير لتوجيه سهام الاتهام (عن حق أو بغير حق) لنقيبهم بأنه قد تبني فكراً مناهضاً لثورة يناير، وعليه يطالبون بخلعه، ولعل ذلك يذكرني بحالة التصنيف والفرز التي عشناها عقب ثورة يوليو، فكان يتردد تصنيف أبناء الوطن، بان فلاناً وطني ثوري، أما علان فهو انتهازي رجعي...

> إن حالة الفرز المرضية وإقامة محاكم التفتيش بغرض تحقيق مصالح شخصية للبعض الموتور منا أمر خطير يضيع علينا فرصة تفعيل والبناء علي مكتسبات ثورة يناير..

> أليس غريباً أن يتصارع النقابيون علي كراسي رئاسة النقابات، وهي من المواقع القليلة في مصر التي يتولي فيها القيادة رؤساء منتخبون، ويتم فيها دوناً عن غيرها إعمال مبدأ تداول السلطة.. ولهذا يتأكد للمراقب لتلك الصراعات أن هناك مصالح شخصية عاجلة في غير انتظار لقضاء المدة المنصوص عليها!!

> هل من الوطنية، وبعد أن عشنا حالة من الزخم الجميل لتوفر مشاعر الانحياز لمصالح الوطن أن نساهم في تشتيت وقت وجهود وحدات الشرطة التي لم تكتمل أمور تجهيزها، وكذلك شغل سرايا القوات المسلحة بأعمال وأدوار ما كان لهم أن ينشغلوا بها؟!

> أما كان ينبغي أن ينشغل الجميع بالتشارك، وتوحيد الجهود نحو التحاورالجاد لوضع تصورات شكل وماهية رؤي الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وكيف يتخيلون بنود العقد الاجتماعي الجديد بين الدولة والمواطن، وأطروحاتهم للإصلاح الدستوري.. إننا بصدد بناء دولة جديدة.. فهل نحن جاهزون؟!

لا تتاجروا بدماء الشهداء، بل اجعلوها مداداً نورانياً عبقرياً لصياغة مجد جديد للأمة، وشعب كان في الانتظار لتلك الانتصارات العبقرية..

[email protected]