رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شرعية يناير في مواجهة شرعية أكتوبر

عقب تحقيق نصر أكتوبر العظيم خرج علينا الرئيس أنور السادات لإعلان أن نظامه قد تجاوز شرعية ثورة يوليو 1952، وأننا في رحاب شرعية جديدة هي شرعية منحها الانتصار الأكتوبري التاريخي إلي من صاغ مفرداتها، وصنع إنجازاتها، وكان انتقال الشرعية من وجهة النظر الساداتية عبر تنفيذ أسباب زوال الشرعية الناصرية الثورية. والتي من أهمها عدم تحقيق معظم أهداف وشعارات الثورة، وأبرزها الفشل في تحقيق حياة نيابية ديمقراطية وهو أهمها..

أيضا أن الشرعية تأتي من التحول من هزيمة يونيو المحسوبة لثورة يوليو 1952 إلي نصر أكتوبر الساداتي الهوية، وانتقلت الشرعية إلي عصر الرئيس مبارك باعتباره أحد أهم فرسان أكتوبر، وبتوريث تقليدي علي الطريقة المصرية.

وفي ميدان التحرير استطاع الشباب المصري في 25 يناير 2011 أن يختطف بقوة شعبية شرعية جديدة غير مسبوقة من صناع ملحمة أكتوبر بعد أن رأوا تفريطهم في روح وعبقرية الأداء الأكتوبري المصري عبر الإغراق في حالة من التوهان كانوا أحد أهم ضحاياه..

يري الينايرون »نسبة إلي موقعة يناير« أن أهل أكتوبر قد أضاعوا النصر فور تورطهم بالتوقيع علي اتفاقية كامب ديفيد، وعقب الإجهاز علي إنجازات ثورة يوليو في مجال الصناعة والالتحام الشعبي عبر مكاسب اجتماعية، وبعد أن اختفت من الوجود المصري ما كنا نطلق عليهم »الطبقة الوسطي« في مقابل نمو طبقة عشوائية في تكوينها ومعيشتها وأرزاق رجالها وشبابها.

يري الينايرون أن رجال أكتوبر كانت معاركهم محدودة جغرافيا بمساحة سيناء بينما الجبهة الداخلية في حالة استنفار وتكاتف إنساني داعم.. أما هم فقد شملت حركتهم الشارع المصري في معظم المحافظات في عمل وطني مخلص، ورغم عفويته، فإن دافعيته مبنية علي فهم ووعي هائل من جانب شباب مصري بديع.

يري الينايرون أن أهل أكتوبر كانوا يتفاخرون بكسر حاجز دعاوي العدو بأن لديه جيشاً لا يقهر فكانت الإرادة والإدارة الوطنية قادرة علي التحدي والمواجهة، ومن ثم القدرة علي تحقيق الأهداف كاملة غير منقوصة، وفي المقابل كان لشباب يناير تحد من نوع آخر في مواجهة تراث من البلادة في الفعل والتفاعل والوقوف في المكان في مواجهة الصعاب، فتراكمت السلبيات علي الصعيد السياسي والاجتماعي والاقتصادي.. فرأي الينايرون الأهمية بمكان كسر حاجز الخوف في مواجهة السلطة، ولكن من جانب بشر عاديين لم يتم تجهيزهم أو تدريبهم سياسيا عبر تنشئة متوازنة في المدرسة والجامعة والمصنع وكل مواقع وجودهم، وعليه كان التحدي - من وجهة نظري - يحمل من الأهمية والخطورة ما يجب أن نتوقف تاريخيا عند الحدث وأصحابه للحصول علي شرعية الوجود، ومن ثم الشرعية الجديدة للمرحلة القادمة.

يري الينايرون أنه بشرعيتهم قد فرضوا أمرا ضروريا أن يعي كل من يعتلي كرسياً من كراسي السلطة في مصر في المرحلة القادمة الاستفادة بمكتسبات الشرعية الجديدة، وبنفس القدر تكون القراءة الجيدة والموضوعية لأسباب ضياع الشرعية الأكتوبرية عبر استمرار حالة من العناد

والمكابرة والاستنكار في التعاطي مع آمال وآلام المواطن المصري.

يري الينايرون أنهم بشرعيتهم المستمدة من دوافع وطنية، وعبر نتائج وقفتهم الإبداعية الإيجابية غير مسبوقة وفي أيام قليلة، وأنه في سبيل تحقيق الهدف لا شيء مستحيلاً، ولكن الحدث ووقفة التحرير وتبعاته ينبغي أن تفرض علي المواطن المصري طرح علامات الاستفهام التالية:

> هل الحصول علي جائزة نوبل تمنح الحق لصاحبها ممارسة دور الزعيم والسياسي دون سابق خبرة أو تعريف بقدراته العبقرية في حضور مفاجئ (مع الاعتذار للبرادعي وزويل)؟!

> هل أدركنا أننا في مصر المحروسة، ليس لدينا خطط بديلة علي مستوي المؤسسات للإدارة، وغياب نظام لإدارة المخاطر؟!

> لماذا لم يدرك أصحاب القرار في التعامل مع نوبة الصحيان العبقرية لشباب مصر أن حالة فقدان الثقة من جانبهم فيهم، يرفع من سقف مطالبهم عبر التأخير في الاستجابة، وعليه تزداد صعوبات فك شفرات الاشتباك؟!

> لم تكن الكارثة في مفاجأة الفرار الأمني فحسب، ولكن مفاجأة الفرار الجماعي لكل المسئولين، فمتي يعرف الناس تفاصيل ما حدث؟!

> أين كان التليفزيون المصري يا من جرح كبرياء وطنيتكم مبالغات قنوات الغير، وكيف يتم التجديد لوزير الإعلام بعد تكرار حالات الإخفاق في كل أزمات الوطن؟!

> ألا يخجل أشاوس الفضائيات الدينية المسيحية والإسلامية الاستمرار في إثارة قضايا طائفية رذيلة، وهو يتابعون شبابا رائعا يحمي المساجد والكنائس بحب ووئام؟!

> أين زعامات الحزب الوطني (الوطني!!!)؟!

> هل يدفع الشعب ٠٢ مليار جنيه كميزانية لوزارة الداخلية كي يسلمونا ليد الغدر والخيانة؟!

أعتذر، ويعتذر جيلي والأجيال السابقة لأننا ارتكبنا في حق مصر وحقكم الكثير.. تركناكم نهبا لنماذج تافهة في دوائر العمل الشبابي والسياسي والاجتماعي والثقافي، وصدرنا لكم عبر إعلام رسمي بليد وجوها كريهة كنجوم في المجتمع، مطربون نجوم هاربون من التجنيد، برلمانيون لصوص وآخرون يرتادون صالات اللهو والقمار وأصحاب أدوار فاعلة في إثارة الفتن والحرائق، ووزراء كان ينبغي محاكمتهم بالخيانة العظمي.. سامحونا..

[email protected]