عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هدايا ملوثة ..!!

تتكشف كل يوم حقائق جديدة ، تلقي الضوء على المواقف المخزية التي ارتكبها نظام حسني مبارك طوال الـ 30 عاما الماضية . وفي رأيي ان أسوأ هذه المواقف ما يتعلق بتلطيخ صورة مصر في الخارج . وقد تأثرت سمعة مصر وكل المصريين الشرفاء  كثيرا بقرارالقضاء الامريكي برفض كافة الهدايا التي تلقاها خمسة من الرؤساء الأمريكيين السابقين

والحاليين من الرئيس المصري المخلوع بداية من الرئيس الأمريكي رونالد ريجان الرئيس رقم (40) ثم الرئيس بوش الابن رقم  ( 41) وبل كلينتون رقم (42) وبوش الابن رقم (43 ) و إلي الرئيس الحالي باراك أوباما الرئيس رقم ( 44 ) . والمخجل  ، كما ذكرت صحيفة " روز اليوسف في تحقيق جرئ للزميل توحيد مجدي ، أن المحكمة الأمريكية العليا وصفت الهدايا بأنها ملوثة  بـ "الرشوة" الصريحة والمقنعة ، وقررت المحكمة الامريكية العليا نقل عطايا مبارك وزوجته سوزان المهداه الى الرؤساء  وكبار المسئولين الامريكيين الى المتحف القومي الامريكي. وقد صنفت كشوف البيت الأبيض هدايا الرئيس المصري المخلوع وزوجته الأغلي ثمنا وقيمة بين هدايا رؤساء وزعماء وملوك العالم حيث كان بعضها لا يقدر أصلا بالمال بسبب أنها أثار تاريخية قيمة تمثل جزءا من التاريخ المصري القديم ، وان القيمة التقديرية لتلك الهدايا تتجاوز ملياري دولار .
والشعور بأن هذه الهدايا تعتبر رشوة كان مثارا لدى دوائر الادارة الامريكية حتى قبيل حكم المحكمة ، فقد اعترف جوزيف بايدن نائب الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما بأنه شعر بالحرج مرات عديدة في لقاءات شخصية له مع مبارك بسبب الهدايا الثمينة التي كان يقدمها المخلوع له حتي أن بايدن طبقا لرواية البيت الأبيض الرسمية قدم تقريرا سريا للإدارة الأمريكية كتب فيها: "اعتقد أن ذلك الرجل( مبارك ) يعتقد أنه يمكنه رشوة أي شخص". وذكر البيت الابيض بايدن أول من حرك موضوع شرعية وقانونية هدايا مبارك ، وأنه أول من نقل دون قرار من المحكمة تلك الهدايا لأرشيف المباحث الفيدرالية الأمريكية
وتعتبر حيثيات قرار المحكمة الامريكية سبة في جبين مبارك وأركان حكمه ، فقد جاء في نص سربه البيت الابيض مايلي : "تنفيذا لقرار المحكمة النهائي تنقل هدايا الرئيس المصري السابق "محمد حسني مبارك" إلي أرشيف المتحف القومي الأمريكي لتوضع

في المكان المناسب كي تكون مزارا للأجيال الأمريكية المختلفة لتحكي عن قصة حاكم مصري ديكتاتور حاول رشوة الولايات المتحدة الأمريكية الحرة علي مدي 30 عاما ولم يستطع، فقررت المحكمة الأمريكية تخليد تلك الرشاوي في مكانها المناسب بالمتحف القومي الأمريكي". وفي رأيي أن صفة الحاكم المصري الدكتاتور لا تمس مبارك ونظامه فحسب بل تمس كل مصري حر وشريف ، لانها ستكون شهادة على مر الاجيال بأن المصريين ارتضوا على انفسهم ان يحكمهم رجل فساد طوال هذه المدة التي تداول فيها على حكم المواطن الأمريكي خمسة رؤساء. وتمس ايضا سمعتنا باعتبارنا شعبا لا نبالي بتراث اجدادنا ونترك الحكام الكتاتور يتصرف دون شرط او قيد  في تراثنا التاريخي وفي حاضرنا وفي مستقبلنا وكيفما يشاء هو وزبانيته.  
والاكثر مهانة أنه تم تصميم قاعة  خاصة بالمتحف القومي الامريكي لرشاوي مبارك لرؤساء أمريكا ، ووضعوا تصورات خاصة لطرق عرضها بحيث تجذب نسبة مشاهدة عالية من الزائرين.
بل والأغرب الذي أدهشني ان هدايا مبارك وزوجته للامريكان زادت كثيرا خلال الشهور الاخيرة من عام 2010 قبيل سقوط عرشه على امل ان يساعده اصدقائه في تثبيت رئاسته في مواجهة ثورة شعبية كانت تبدو في الافق . ولو انه انفق ثمن هذه الهدايا في تحسين احوال المصريين ربما كانت اوضاعه الان مختلفة .
وقفة :
قال الله تعالى في كتابه العزيز :"كم تركوا من جنات وعيون ، وزروع ومقام كريم ، ونعمة كانوا فيها فاكهين ، كذلك وأورثناها قوما آخرين ". سورة الدخان
[email protected]