رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تِمشى يا محافظ يا "أخى"!!!

وكأنه كان يعلم بحال "المُحافظين" فى مصر.. ماهم إلا دعاة شهرة، وضاحكون على الذقون، يسعون لإرضاء السلطان، لا المواطن الذي جاءوا من أجله، ينام ليحلم بمكالمة عابرة ممن توسط له ليصل لهذا المنصب،

حتى لو كانت توبيخا، أو أمرا لإنهاء مصلحة شخصية، ويعد مركزا إعلاميًا بديوان محافظته ليرافقه فى كل خطوة، ويصور له أنه يعمل ويجد، وهو فى الأساس يوجه الشتائم والسباب، تجاه من يطلبون مساعدته من رعيته، ولا يخشى سوى رضاء من عينوه، يرى نفسه مُنقذا وهو منفذ ومُرضى لسلطانه، محافظً على كرسيه، ليظل عليه أكبر فترة ممكنة.
إنه الفنان أحمد مكى، فى مسلسله الأكثر من رائع "الكبير أوى"، بجزئه الرابع، عندما جاءه المحافظ ليراقب العمل فى قريته"المزاريطه"، وأقتنع بأن الأمور تسير على مايُرام، وأن "الكبير قوى"، محقق لآمال وطموحات رعيته، كعمدة قريته، واقتنع أيضا بأن "عبد العزيز"، الشخص المعاق ذهنيًا، والهارب من مستشفى المجانين، بأنه رجل أعمال، وصاحب تجارب عملاقة فى الاقتصاد والتجارة والبيزنس والصحة والتعليم، وكل شيء، وينجح"عبد العزيز بيه" فى إظهار المحافظ أمام الجمهور بأنه لا شيء، ولا يفقه وظيفته ويقول قولته الشهيره:"أنت مسخرة يامحافظ ياأخى".

هكذا ينطبق الحال على المحافظين فى مصر،- إلا مارحم ربى- لا أوجه ذما أو شتائم فيهم، ولهم كل الاحترام والتقدير، ولكن واجبهم التنفيذى لا يؤدى على الوجه الأكمل، فنرى مانرى فى الشارع المصرى، من مشكلات لا تُحل، ومساحات قمامة، وعشوائيات لاترى النور، ومساكن آيلة للسقوط، وبشر لا يرى الماء ولا الكهرباء، ولا غطاء من برد قارس، وسقوط عمارات بدون تراخيص، وأيضا بلطجة سائقين وباعة جائلين، وغيرها من معضلات يعلمها المسئول قبل المحافظ، لا داعى لذكرها، وللأسف المحافظ يمر عليها بشكل يومى، بموكبه الفاره، ويتعظم فى النظر إليهم أو حل مشكلاتهم بل يعقبوا بحديثهم الدائم:"هو ده أسلوب المصريين مش هيتعدلو أبدا".
معكم يا"محافظين"، بأنه أسلوبنا، ولكن مادوركم، ولماذا جئتم فى هذا المنصب؟ ألم تأتوا لتغيروا؟ ألم تأتوا لتكونوا وسط المواطنين للاطلاع على مشكلاتهم؟ أم لتوجيه السباب والشتائم لهم، وتوزعوا اتهاماتكم الملفقة دون أى أدله لهم؟، أم مايشغلكم هو الحفاظ على كرسيكم دون أى تحرك لأداء واجبك؟ ألم تخجلوا من رئيس حكومتكم المهندس إبراهيم محلب، المقاتل ليل نهار من أجل راحة مواطنيه، وفى الشارع بشكل دائم من أجل التعرف عليها.
قد يُعقب على حديثى أحدهم بأن هذه المشكلات من صلب عمل الأحياء، والمحليات، وأنهم من يضعون الخطط والاستراتيجيات فقط، وأرد عليه وهؤلاء يتبعون من؟ ومن رئيسهم؟ وإذا كانت النتائج سلبية، فخططكم تكون بالمثل أيضا، وبهذا لا تستحقون الاستمرار، وأيضا لا تستحقون أن تسيروا وسط المواطنين تبيعون لهم الوهم، أمام وسائل الإعلام، ويتم تصويركم على أنكم أبطال تحاربون من أجل الفقير والشباب العاطل، وأنتم تعملون ذلك من أجل مصالح شخصية فى أن يراكم سُلطانكم فيصدر قراره باستمراركم على الكرسى.
لا أتحدث بهذه الحدة من فراغ فلنا فى محافظ القاهرة الحالى المهندس جلال السعيد، وزير النقل الأسبق، الذى تمت الإطاحة به فى حكومة د.كمال الجنزورى، هذا الرجل يراه المشاهد للتلفاز يوميًا، والقارئ للصحف، ومواقعها الالكترونية، بأنه يعمل وينزل الشارع وغيره، ومن لا يعلم فالمحافظ لديه مركز إعلامى من مختلف الصحف، يذهبون معه بشكل

يومى منها يستلم أتوبيسات، ويسلم ميكروباصات، ويزور العشوائيات، وسط حراسات مشددة، وعندما يقترب منه مواطن يكون الشتائم والسباب موجها له، وآخرها أمس عندما تعرض لانتقاد حاد من أحد المواطنين، أثناء جولته بعزبة "جرجس"، بسبب انتشار أكوام القمامة، فضلا عما وصفه بـ"تفشي الفساد".
وقال المواطن لمحافظ القاهرة "الفساد في كل حتة، والزبالة في كل حتة"، فرد المحافظ على المواطن "والله أنت ما عندك دم"، تخيل هذا رد محافظ يُرجح أن يستمر فى منصبه بالحركة الجديدة.
ومثال آخر على المحافظ السيادى، د.على عبد الرحمن، وهو قيمة علمية كبيرة، ورئيس سابق لأكبر جامعة مصرية،- المستمر فى منصبه منذ الرئيس الأسبق حسنى مبارك حتى يومنا هذا- يعنى مبارك ماشى، ومجلس عسكرى ماشى، إخوان ماشى، النظام الحالى ماشى، عندما استوقفه أحد المواطنين أثناء جولته التفقدية بمنطقة أرض اللواء لدراسة توسيع كوبرى مشاة أرض اللواء، طالبا منه تخصيص أحد الأماكن له للبيع فيه, حيث قام عبدالرحمن بطلب بطاقة الرقم الشخصى له وفوجئ بأنه من سكان محافظة أسيوط وليس من سكان الجيزة،قائلا له :" مترميش بلاك علينا نشغل سكان الجيزة بعدين أنت".
هذه مواقف بسيطة ولكن لها معاني كثيرة، وتعبر عن رؤية مثل هؤلاء المحافظين تجاه المواطن المصرى، وحرصه على الحفاظ على منصبه، وما خفى كان أعظم فى المحافظات الأخرى،غير المرصودة إعلاميًا بشكل كبير، تثار التساؤلات حول كيفية أداء عملهم وأسلوبهم، وتصورى أنهم لا يختلفون كثيرًا- إلا مارحم ربى- وهذا لا يمنع أن منهم من يقوم بأداء عمله على أكمل وجه ونظن فيه خيرًا لكن لا نراه ولايوجد صدى له على أرض الواقع.
أكتب هذه الكلمات ونحن فى انتظار حركة محافظين على وشك الإعلان عنها، نتمنى أن يكونوا أشخاصا على قدر المسؤلية، وأن يأتوا من أجل عملهم، وألا يتصورا أنه مكافأة لهم، ويسعون لإرضاء رعيته، وليس سلطانه، ومن يقومون بالاستهزاء بالمواطن والحط من شأنه لا يجوز إلا أن نستشهد لهم إلا بزيارة المحافظ "للكبير قوى" ويستطيع المعاق ذهنيا أن يحط من شأنه ويقول له:" أنت مسخرة يامحافظ يا أخى..وأنا أقول له: حضرتك تمشى يا أخى ولك الأجر والثواب عند الله".