رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فساد برعاية حكومية


 

الله يرحمه حسن مصطفى ناظر مدرسة المشاغبين التي أسست منهج ضرب المدرسين، ظهر فى مشهد واحد فى فيلم مرجان أحمد مرجان كشف فيه فساد رجال الأعمال وطريقة تكوينهم لثرواتهم، كان دوره موظفًا فى جهاز رقابى وتوجه إلى شركة مرجان أحمد مرجان (عادل إمام) لمراجعة حساباتها، وشرب شاى بالياسمين عندما زغلل مرجان عينيه برزم البنكنوت، واشتغل له على الوتر الضعيف، مصاريف الأولاد فى المدارس، وسأله تشرب شاى بالياسمين فوافق، وخرج حسن مصطفى من الشركة وهو يحمل رزم البنكنوت ويشيد بانضباط الشركة ماليًا وإداريًا، وكانت الرزم تتساقط منه وهو فى طريقه إلى الشارع، هذا النموذج للموظف المرتشى هو صاحب الفضل فى الثروات التي جمعها رجال الأعمال الفاسدون.

ليس كل رجال الأعمال مرجان أحمد مرجان إذا كان هناك رجال أعمال جمعوا أموالهم من الحرام، فهناك شرفاء بدأوا من الصفر وكونوا ثرواتهم من كدهم وعرقهم، فى المقابل هناك من كانوا أصفارًا وتحولوا إلى أرقام فلكية من الفهلوة والنصب والاحتكار والتمسح فى السلط الفاسدة أيام نظام مبارك، ارتموا تحت أقدام رجال النظام الأقوياء وفادوا واستفادوا ونهبوا أموال الشعب، وهربوا المليارات إلى الخارج، وكونوا امبراطورياتهم من أموال المودعين فى البنوك، رجال الأعمال الفاسدين عقدوا صفقات مع رؤساء بنوك فاسدين وحصلوا علي قروض مقابل نسب للذين سهلوا لهم الحصول على المليارات.
قال المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، لبعض المستثمرين الذين التقاهم فى الأسبوع الماضى ان رجال الأعمال الذين يتسترون على فساد.. فاسدون، ولأن الفاسد لن يسهل له فساده إلا فاسد مثله، فلن يكشف الفاسدون من كانوا سببا فى تكوين ثرواتهم رجل الأعمال الشريف لن يبحث عن الموظف الفاسد، ولكن الطيور علي اشكالها تقع،  رجل الأعمال الفاسد فى مجال البناء بحث عن مهندس التنظيم المرتشى، والأخير مستعد يبيع أباه مقابل مائة جنيه، ورجل الأعمال الذى يعمل فى مجال الأراضى الصحراوية أو الزراعية يبحث عن موظفى الدولة المرتشين الذين يسهلون له الاستيلاء على المساحات التي يريدها، ويحول الزراعية إلي سكنية مقابل استضافة الموظف علي الشاى بالياسمين، رجل الأعمال الشريف لا يعرف إلا الموظف الشريف، ورجل الأعمال الفاسد لابد أن يتستر وراء الموظف الفاسد.
دعوة محلب لم تلق استجابة من رجال الأعمال، لكن فى المقابل إذا تسترت الحكومة على فساد فإنها تكون فاسدة أيضًا، هناك رجال أعمال معروفون بالاسم وتعلم الحكومة الكثير من فسادهم ولكنها تدللهم ولا تقترب منهم، وهناك رجال أعمال احتكروا استيراد السكر، وأغرقوا البلاد بالسكر المستورد الرخيص الذى ينتج رخيصًا فى بلاده، ما هدد صناعة السكر الوطنية بالانهيار، وبلغ المخزون من السكر فى شركة واحدة هى شركة سكر نجع حمادى ملايين الأطنان من السكر وقارب من انتهاء صلاحيته بسبب سوء التخزين وفشل الشركة فى تصريفه، عدم بيع انتاج السكر هذا الموسم دفع الشركة إلى الامتناع عن سداد باقى مستحقات مزارعى القصب البالغة 50٪ من قيمة المحصول، معظم المزارعين استدانوا من البنوك للانفاق علي زراعة المحصول الجديد، والعاملون فى شركات السكر بالصعيد مهددون بعدم صرف مرتباتهم، مصانع السكر على وشك السقوط وحيتان الاستيراد يمرحون وينعمون بالمكاسب التى حققوها، والحكومة تعلم ولا تتحرك لإنقاذ المصانع الوطنية أو إنقاذ زراعة القصب أو تفادى ثورة المزارعين، الحكومة لم تحاسب الفاسدين الذين تربوا فى نظام مبارك ويحاولون التقرب من النظام الحالى بنفس الأسلوب الذى اتبعوه فى السابق فمنهم المنافقون ومنهم الهتيفة ومنهم من يعمل من وراء ستار، لكنهم اتفقوا على مص دم الشعب، بموافقة الحكومة، وعندما تطالبهم الحكومة بعدم التستر علي فساد فإن ذلك معناه دعوتهم للاستمتاع بالفساد فى رعاية الحكومة على طريقة الحرامى الذى قالوا له أحلف فرد جاءنى الفرج!