طريقة طهى الدستور
شاهدت جريمة محمد عبدالعليم داود نائب الوفد عن دائرة فوة ومطوبس بكفر الشيخ التي ارتكبها جهارًا نهارًا فى مجلس الشعب، حيث قام بتمزيق الدستور إربًا إربًا وألقى بالأوراق الممزقة بقوة داخل قاعة المجلس حتى تناثرت علي ملابس بعض نواب الحزب الوطنى الشداد الغلاظ الذين يجلسون فى المقاعد الأمامية،
واقتربت بعض القصاصات من منصة رئيس مجلس الشعب، والذي أطلق وصف الجريمة علي تمزيق عبدالعليم للدستور هم نواب الحزب الوطنى الذين جمعوا القبائل واهدروا دمه، بعضهم قال نحيله إلي لجنة القيم، والبعض الآخر طالب بطرده من الجلسة لاحراجه، والبعض بيت النية له بأنه لن يشم عضوية المجلس فى الفصل التشريعى القادم، وقال «عز» سبولى عبدالعليم فأنا أولى بتأديبه، وأرد له القلم عشرة، وشرح «عز» الخطة لقيادات الوطنى الحزبية والبرلمانية بأنه سيضع خطة اسقاط عبدالعليم فى الانتخابات التي جرت قبل قيام ثورة 25 يناير واستخدم عز كل الأسلحة المشروعة وغير المشروعة ضد عبدالعليم الذى كان مسلحًا بكلمة شرف من أهالى دائرته بأنهم لن يخذلوه، وحصل علي أصوات ضعف ما حصل عليه «عز» فى دائرته التي يسيطر عليها بنفوذه المالى والسياسى.
كان عبدالعليم داود نائباً خدمات تجده فى قسم الشرطة مع أى مواطن له مشكلة وفى المستشفى مع أى مريض يقوم بالتوصية عليه، كما كان نائب تشريع ورقابة قدم العديد من الاستجوابات والأسئلة وطلبات الإحاطة التى كشف فيها بعض حيتان الفساد، وأبدى رأيه فى جميع مشروعات القوانين المطروحة للمناقشة وأيد ما يستحق التأييد ورفض ما يتعارض مع مصلحة المواطن.
أما عن سبب تمزيقه الدستور فى إحدى الجلسات عندما احتدت المناقشات فقد اكتشف عبدالعليم أن الحكومة تخالف الدستور فى كل قراراتها، وأن المواد الدستورية لا تطبق فى الواقع، وانها مجرد حبر على ورق، واحتكم إلي الدستور فى أكثر من مناسبة فوجد أن الكلام الجميل فى الدستور الذى يتحدث عن الحقوق والواجبات للمواطنين، وعن التزامات الحكومة مجرد حبر على ورق، فقال إذا لم ينفذ الدستور فإن هذه الوثيقة لا تساوى قيمة المداد الذى كتبت به، ورفع الدستور داخل الجلسة، ومزقه أمام الوزراء وجبابرة نواب الحزب الوطنى.
استدعيت هذه الواقعة التي جرت أحداثها فى عهد نظام مبارك أيام مجلس الشعب الذى كانت تسيطر عليه أغلبية الحزب الوطنى الطاغية، وحاولت تقليد عبدالعليم فى تمزيق الدستور الحالى ولكن فى غرفة مكتبى بينى وبين نفسى، وكانت المناسبة عندما اكتشفت أن وزير العدل الذى أقسم على احترام الدستور والذى هو أولى باحترامه بصفته وزير العدل يخالف الدستور الذى حظر التمييز بين المواطنين، وينحاز إلي أبناء الأكابر
أما الزميل الصحفى النائب محمد عبدالعليم وكيل مجلس الشعب السابق فأقول له إنك عندما كنت عضوًا فى هيئة مكتب مجلس الشعب وكيلاً للمجلس عن العمال كان قيادات الحزب الوطنى الذين دبروا المؤامرات للانتقام منك فى قفص المحاكمة ومذبلة التاريخ.