رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

نواب ولكن

كان رجل الأعمال محمد فريد خميس عضوًا بالتعيين فى مجلس الشورى واختير رئيسًا للجنة الانتاج الصناعى وعضوا باللجنة العامة للمجلس، وقدم خميس عدة تقارير مهمة عن مشاكل الصناعة المصرية والحلول المقترحة لها، كما قدم تقريرًا رائعًا عن تنمية سيناء بعد زيارات ميدانية اصطحب فيها أعضاء اللجنة وبعض الخبراء، ولم تأخذ الحكومة بها شأنها شأن باقى تقارير المجلس، وكان المجلس والحكومة ومجلس الشعب ورئيس الجمهورية يحتفظون بهذه التقارير فى الأدراج، لأن مبارك كان يتعامل مع مجلس الشورى على أنه قهوة معاشات،

وساءت سمعة مجلس الشورى حتى تم إلغاؤه فى الدستور الجديد. لم يكن خميس رجال الأعمال الوحيد فى مجلس الشورى، كان هناك فرج الرواس تاجر العربيات الذى كان يأتى بالانتخاب فى دائرة السيدة زينب، وخاض حربًا متبادلة مع الدكتور فتحى سرور عضو مجلس الشعب عن الدائرة ورئيس المجلس، كلاهما كان يتهم الآخر بالتهرب من أداء الخدمة العسكرية، وانتصر سرور وطرد الرواس من مجلس الشورى. كما كان هناك هشام طلعت مصطفى وكيل لجنة الشئون المالية بمجلس الشورى الذى يقضى عقوبة السجن فى قضية قتل المطربة اللبنانية سوزان تميم، وممدوح إسماعيل وكيل لجنة السياحة والاعلام صاحب العبّارة الشهيرة التى غرقت بأكثر من ألف مواطن مصرى فى البحر الأحمر اثناء عودتهم من السعودية وهو صديق زكريا عزمى، وعدد آخر من رجال الأعمال المعروفين والمغمورين.
فى المقابل كان محمود خميس شقيق فريد خميس عضوا فى مجلس الشعب بالانتخاب عن دائرة بلبيس، وكان يجلس فى الصف الأخير ليكون قريبًا من باب الخروج بعد الاستماع إلى كلمة زكريا عزمى الذى كان يجاوره فى المقعد. عائلة خميس ليست الوحيدة التى كانت تحجز لها مقاعد فى غرفتى البرلمان، فكان هناك طارق طلعت مصطفى شقيق هشام الذى أصبح رئيسًا للجنة الاسكان بمجلس الشعب خلفًا لوالده رجال الأعمال السكندرى طلعت مصطفى الذى رأس هذه اللجنة عدة دورات قبل أن تذهب إلى رجال الأعمال فى مجال الأسمنت محمود على حسن الذى أصبح  بعد ذلك زعيمًا للأغلبية وتولاها طارق بعد رجل الأعمال محمد أبوالعينين، وتربع عليها «طارق» بعد انتقال أبوالعينين لرئاسة لجنة الصناعة التى رست عليه بعد منافسة مع رجال الأعمال محمد سيد أحمد صديق الدكتور يوسف والى الذى ساعده فى انشاء شركة تقسيم أراض ومنحه مساحات شاسعة من أراضى الاستصلاح للإسكان والزراعة، وبعد احتكام إلى قيادات الحزب الوطنى واقتنع محمد سيد بمنصب وكيل اللجنة، واحتفظ رجل الأعمال معتز محمود بمقعد والده محمود على حسن وأصبح وكيلاً للجنة الاسكان فى آخر برلمان شكله أحمد عز، أما عز فقد احتكر لجنة الخطة والموازنة، وسيطر على المجلس بأكمله، وكان كلامه يمشى على نواب الأغلبية أكثر من فتحى سرور، النائبان الوحيدان اللذان خرجا عن سيطرة عز هما زكريا عزمى ومحمد أبوالعينين، كان أبوالعينين لا يحب عز، ولكن عز كان قريبًا من جمال مبارك، ولذلك كان أبوالعينين يخشاه من بعيد لبعيد، وحانت الفرصة ووقع عز فى قبضة أبوالعينين

عندما تقدم عدد من النواب بطلبات إحاطة تتهم عز باحتكار الحديد والسيطرة على السوق، ورفع الأسعار، واضطر سرور إلى تكليف جهاز المحاسبات بإعداد تقرير عن تكلفة طن الحديد لمعرفة حجم ارباح عز، وأحيل التقرير إلى لجنة الصناعة برئاسة أبوالعينين، كما وقع فى قبضة اللجنة أيضا رجل الأعمال هانى سرور عندما تورط فى قضية أكياس الدم، وتدخل أولاد الحلال لانقاذ عز وهانى سرور، وتم حفظ التقريرين ولكن بعد أن علّم عليهما أبوالعينين، أما رجل الأعمال مصطفى السلاب فاختير وكيلاً للجنة الاقتصادية التى كان وكيلها الثانى هانى سرور ورئيسها الدكتور مصطفى السعيد، ثم رأسها بعده رجل الأعمال سعيد الألفى، الذى نجا من اسقاط عضويته لتهربه من التجنيد، ولم يستطع خوض آخر انتخابات أجراها نظام مبارك وتمت مكافأته برئاسة المجلس القومى لحماية المستهلك، كان السلاب أول رجل أعمال يتحدث عن الدور الاجتماعى لرجال الأعمال فى مجلس الشعب، وتعرض لإسفين عند محافظ القاهرة عبدالعظيم وزير وانقذه منه أحمد عز وسمعته الطيبة.
فريد خميس نصح رجال الأعمال بعدم الترشح لمجلس النواب الجديد، وقال الذى يتقدم للترشح إما حمار أو حرامى، وامتنع شقيقه محمود عن الترشح، واعتذر محمد أبوالعينين لأهالى دائرته بالجيزة، وقرر رجل الأعمال طلعت القواس الذى كان وكيلاً للجنة الاقتصادية بمجلس الشعب فى إحدى الفترات منافسة رجب حميدة فى عابدين التي تقدم بها 14 مرشحًا بينهم المطربة والراقصة سما المصرى وعبدالإله عبدالحميد عضو الشورى السابق. وقرر هانى سرور تكرار التجربة مرة أخرى فى الظاهر، وعز رفض نصيحة خميس وتحدى الشعب الذى طالبه بعدم الترشح، وقرر خوض الانتخابات على مقعده السابق فى مدينة السادات، وكان خميس على حق، وتم استبعاد عز من الترشح بسبب الذمة المالية لزوجته سيدة الأعمال التى كانت نائبة عن المنيل قبل أن يتزوجها عز وتعتزل العمل السياسى، ولكنها ترشحت مرة أخرى فى دائرة مصر القديمة لتكون سيدة الأعمال الوحيدة التى تخوض الانتخابات وتنافسها حنان الصعيدى ورجب موهوب وفتحى جنينة.