عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

انتخابات الأغنياء

من المتوقع أن يغلق ماراثون انتخابات مجلس النواب عند حوالى 7 آلاف مرشح للمقاعد الفردية والقوائم يتنافسون على 540 مقعدًا، يتم انتخابهم من خلال 55 مليون ناخب من المقيدين فى قاعدة بيانات الناخبين، قيمة التأمين التى حددها قانون الانتخابات للمرشح الفردى بثلاثة آلاف جنيه

وارتفاع تكلفة الدعاية الانتخابية إلى نصف مليون جنيه، وتكلفة الكشف الطبى التى تدرجت من 6 آلاف إلى 4200 جنيه تم إلى 2800 جنيه دفعت الشباب وقطاعًا كبيرًا من المجتمع منهم العاملون وفئات الموظفين للاحجام عن الترشح رغم تخفيض سن الترشح إلى 25 عامًا، كما سيكون لحالة السيولة السياسية وارتباك الأحزاب وسوء الأوضاع الأمنية وتردى الأوضاع الاجتماعية وارتفاع الأسعار وانتشار الفقر والبطالة دور كبير فى عدم اهتمام المواطنين بالانتخابات، وسيكون لذلك أثره على تدنى نسبة التصويت التى لن تزيد على 30٪ من عدد الناخبين فى أكثر الأحوال، احجام الناخبين عن التصويت يمنح الفرصة لأصحاب الأموال فى الحصول على المقاعد بفلوسهم عن طريق استقطاب الفئات المهمشة والانفاق عليها خلال فترة الدعاية الانتخابية حتى يحصلوا على مآربهم.
المواطنون متفهمون أهمية مجلس النواب القادم، ولكنهم لا يدركون أو أكثرهم على الأقل من الذين يقبلون بيع أصواتهم مقابل كرتونة مواد غذائية أو مبلغ ضئيل من المال لا يزيد على ثمن كيلو لحمة أنهم حصلوا على حقهم من النائب الذى مدوا يدهم إلى هداياه ولا يحق لهم بعد ذلك مطالبته بالحديث نيابة عنهم تحت القبة، هو اشترى المقعد ليتاجر به، الذى يدفع أموالاً للناخبين هو سمسار وليس نائبًا لأنه دفع للناخبين مقابل جمع هذه الأموال مضاعفة من خلال استثمار الحصانة، النائب الحقيقى لا يتذكر أبناء دائرته فى كل موسم انتخابات فقط، بابا نويل أفضل من نائب البرلمان لأن الأول يزور المواطنين بالهدايا كل عام، والنائب يزورهم كل 5 سنوات. بعض الناخبين يعرفون ذلك ومتأكدون أن المرشحين يتقربون منهم، ويدفعون مبالغ نقدية وسلعا عينية، ويزورون الناخبين فى الأفراح لتقديم التهانى وفى الأحزان للمشاركة والتعزية، الناخب هو سى السيد، إلى أن يحصل النائب على غرضه وآدى وش الضيف كما نقول فى الصعيد، قضت حاجتها وطينت حمارة جارتها، هل الناخبون ينسون هل الخمس سنوات تنسى،؟ النائب لا يدخل الدائرة إلا كل خمس سنوات يضحك مرة أخرى على الناخبين، نواب الأرياف يسكنون فى البندر، ويقاطعون الدوائر، والناخب الذى كان سى السيد، هرب منه ابن الدايرة، المواطن يعرف كل ذلك ولكن الحاجة هى التى تدفع معظم

الناخبين على تصديق المرشحين الذين لا ينجحون إلا بشراء الكراسى، بعض الناخبين لا يعرفون اللحمة إلا من خلال هذه المناسبة، وآسف إن كنت أجرح مشاعر البعض، وبعض الناخبين لم يقبضون خمسين جنيها أو مائة جنيه على بعضها إلا فى هذه المناسبة، بعض المرشحين يقدمون وعودًا وردية للناخبين ويصدقونهم أو يضطرون لأنهم يحلمون بالمياه النقية والكهرباء وسداد مصاريف الأولاد، والبحث عن وظيفة لأحد الأبناء الذى أدى الخدمة العسكرية ونام فى البيت فى انتظار فرصة عمل يمكن أن تتحقق على يد المرشح، الانتخابات فهلوة وفلوس، يمكن الناخبون يقولون لا للذين يسعون إليهم لشراء أصواتهم هم يعلمون أنها إهانة لهم، لكن الحاجة أم الاختراع، الفقر يذل أعناق الرجال. إذا قضينا على الفقر، وتمكن المواطن من توفير احتياجات بيته، لن ينجح أحمد عز وأمثاله، ولن ينجح المتستر تحت عباءة الدين. لو طبقنا قوانين الانتخابات لاستبعد أحمد عز بتهمة تجاوز السقف المحدد للدعاية الانتخابية، هل عز سيتوقف عند النصف مليون، هل يتوقع أن ينفق 20 مليونًا فى هذه الانتخابات لو تأكد المواطن أن القانون سيقول له قف، ما سار وراءه ناخب، ولو تصدى القانون للذين يستغلون الدين فى ترهيب وترغيب المواطنين ما نجح أحد من جماعة الضلال. دلونى على انتخابات تم فيها تطبيق العقوبات الواردة فى قانون الحقوق السياسية، كم مرشحا تم استبعاده؟.. لا أحد الناس معذورة فحالة الارتباك والسيولة السياسية ضاعفت من سوء أحوال الناس حسنوا أوضاعهم قبل أن تلوموهم.
الناس تعتبر ما تحصل عليه من بعض المرشحين هى حقوق لهم، وليست رشاوى انتخابية مقابل أصواتهم. أغنوهم عن السؤال قبل أن تطالبوهم بحسن الاختيار.