رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فبراير الحزين

ذكرنى اتحاد كرة القدم بشلة مساطيل نزلوا فى بعض ضرب وعندما سقط نصفهم قتلى قال أحدهم لباقى زملائه كفاية هزار لأحسن تقلب بغم، موقف اتحاد الكرة بعد مذبحة ستاد الدفاع الجوى يشبه هؤلاء المساطيل عندما اقترح استكمال مباريات الدورى بدون جمهور بدلاً ما يعلن جمال علام وشركاه استقالاتهم اعترافًا بفشلهم فى إدارة اللعبة وتعريض حياة الجمهور للخطر، ووضع أنفسهم تحت تصرف النيابة العامة ومعهم وزير الشباب والرياضة لسؤالهم عن قرارهم الخاطئ الذى تشاركهم فيه وزارة الداخلية بعودة جماهير كرة القدم إلى المدرجات فى هذه الظروف المتوترة، ووسط حالة التربص بأمن الوطن، اننا ننتظر قرارًا عاجلاً بحل هذا الاتحاد الفاشل، وإلغاء مسابقة الدورى العام، وكشف ملابسات هذه الجريمة المؤسفة، وتقديم مرتكبيها والمساهمين فيها للمحاكمة العاجلة.

أيا كان سبب هذه المذبحة، فإن هناك شبابًا مصريين فقدوا حياتهم اثناء ذهابهم إلى الاستاد لمشاهدة مباراة فى كرة القدم، كما أن هناك أمهات وآباء فجعوا فى فقدهم فلذات أكبادهم، ووقفوا أمام المشرحة لاستلام جثثهم بدلاً من انتظار عودتهم من سهرة كروية غسلوا فيها همومهم، لماذا كتب علي شبابنا القتل بدون دية، وكتب علينا الحزن نفس هذه المشاهد التى وقعت فى ستاد 30 يونية بدار الدفاع الجوى، وقعت فى ستاد بورسعيد، وفى نفس شهر فبراير الحالى، أو فبراير الحزين، الفارق بين مذبحة بورسعيد التي سقط فيها 72 من التراس أهلاوى عقب مباراة الأهلى والمصرى ثلاث سنوات وسبعة أيام، مذبحة بورسعيد وقعت أول فبراير 2012 ومذبحة الدفاع الجوى وقعت يوم 8 فبراير 2015 وسقط فيها 22 من مشجعى وايت نايتس الزملكاوى قبل مباراةالزمالك وانبى.
ومن المحزن، أن قضية مذبحة بورسعيد مازالت منظورة أمام القضاء بعد إعادة محاكمة المتهمين، ومازالت دموع أسر ضحايا هذه المجزرة لا تجف، وتضاعفت آلامهم بجريمة جديدة، وضحايا جدد وحزن جديد الجميع يطالب عاوزين حقهم يا نموت زيهم، من المسئول عن هذا القتل المجانى لشبابنا، معقول كرة القدم أصبحت مصدر تعاسة بدلاً من ادخال البهجة والسرور إلي قلوب المشجعين.
هل يليق أن نصل إلى هذا المستوى الذى يؤكد عدم قدرة الدولة علي توفير الأمن لمواطنيها، معقول تتحول ملاعب كرة القدم إلي سلخانات تراق فيها الدماء بدلاً من المتعة والمنافسة الشريفة والروح الرياضية، هل هذا الحادث المروع حدث عفوى نتيجة تدافع الجماهير لدخول الاستاد، أم أن هناك استهدافًا، وطرفًا ثالثًا دبر عملية ارتكابه؟ أنا شخصيًا غير مقتنع بأى مبررات لهذه الجريمة البشعة، وأرفض ثقافة تبرير القتل، واستسهال الموت المجانى، فإذا كان هؤلاء الشباب سقطوا قتلى بسبب التدافع فإن ذلك يعنى سوء

تنظيم فى عملية دخول الجماهير الاستاد.
وإذا كانت عناصر مندسة وراء عملية القتل فإن ذلك يؤكد فشل أجهزة الأمن فى جمع المعلومات عن هذه العناصر المخربة.
لاشك أن هناك مسئولية جنائية ومسئولية سياسية عن هذه الجريمة، ولابد من إحالة جميع المسئولين عنها جنائيًا أو سياسيًا للمحاكمة فورًا، ويتقدم المسئولون المباشرون سواء فى اتحاد الكرة أو وزارة الشباب أو وزارة الداخلية من تلقاء أنفسهم للنيابة لسؤالهم. لا يصح أن تسيل الدماء البريئة بشكل يومى ونبحث لها عن مبرر وكبش فداء، لا نقبل تسييس هذه الجرائم، وأطالب المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء بأن يقول لنا ماذا حدث بالضبط أمام الاستاد، هناك شكل من أشكال الفوضى حدث، من المسئول عنه، لابد أن يصدر بيان عاجل مقنع من الحكومة، ويقول لنا ماذا حدث ولماذا، لابد أن نسمع من وزيرى الداخلية والشباب هل الاجواء الحالية كانت تسمح بدخول المشجعين لكرة القدم إلي المدرجات، أم أن الأمر كان هو البحث عن مجد شخصى، والايحاء بالاستقرار الأمنى هل كان مناسبا السماح بإقامة مباراة مهمة كهذه بحضور جمهور متعصب ليلة زيارة ضيف مهم لمصر وهو، الرئيس الروسى بوتين، هل المنظومة الرياضية فى مصر علي قدر المسئولية، وقادرة علي إدارة اللعبة أم أن الأمور تسير بعشوائية أدت إلى انهيار لعبة كرة القدم وسقطنا افريقيًا وعالميًا وخبنا محليًا، بجد نريد أن نعرف لماذا الكرة مصدر سعادة وترفيه فى كل دول العالم، وأصبحت عندنا كآبة وسوء منظر، لابد أن يكون هناك مسئولون عن هذه المذبحة، الذى قصر فيها لابد أن يحاسب ويحاكم، لابد أن نرى حركة تغيير واسعة يستبعد فيها كل الفاشلين الذين لا يتعلمون من أخطائهم، حتى نوقف نزيف الدم المجانى.