القانون والحرية
القانون ـ أى قانون ـ صدر ليطبق ويحترم، وليس لنزين به قاعات المحاكم وأرفف مكاتب المحامين، يتم تطبيق القانون على الجميع حاكمًا ومحكومًا حتى لو كانت به مواد غير راضين عنها إلى أن يعدل بالطرق الرسمية،
والبرلمان هو مكان مناقشة القوانين وتعديلها، وسلطة رئيس الجمهورية فى إصدار القوانين استثنائية فى غيبة البرلمان، لن تكون دولة قانون إلا إذا احترمنا القانون، وضربنا له تعظيم سلام. استمعت إلى مقدم برنامج على قناة فضائية كان مرشحًا لمنصب محافظ يقول إن قانون تنظيم الحق فى التظاهر غير ملزم وغير دستورى، وهذا جهل وتشجيع للمشاهدين على عدم احترام القوانين، لا يوجد قانون غير ملزم، ولا يوجد قانون غير دستورى إلا إذا صدر بشأنه حكم من المحكمة الدستورية العليا يؤكد عدم دستوريته، مذيع البرنامج يزايد على المواقف الوطنية التى اتخذتها الأحزاب السياسية بعدم الاحتفال بذكرى 25 يناير فى ميدان التحرير لتفويت الفرصة على جماعة الإخوان الإرهابية فى الاندساس بين الجماهير والقيام بأعمال تخريبية.
الأحزاب الوطنية رفضت النزول إلى ميدان التحرير رغم ما يمثله هذا الميدان من قيمة وايقونة لثورة الشعب إلا أنها قدرت حالة الفوبيا التى يمثلها ميدان العزة والكرامة لجماعة الإخوان الإرهابية.
وإذا كنا متفقين على أن القانون واجب الاحترام حتى نكون مواطنين محترمين يحكم بيننا القانون بالعدل فإن ما فعله بعض المنتمين لحزب التحالف الشعبى الاشتراكى الذين ذهبوا إلى ميدان التحرير يوم 24 يناير ليلة ذكرى الثورة للاجتماع أو للاحتفال أو لمسيرة أو لتظاهر أو لوضع إكليل من الزهور على النصب التذكارى لشهداء الثورة رغم عدم وجود نصب تذكارى أيا كان سبب هذا التجمع مع أعضاء الحزب، فإن الموعد الذى خرجوا فيه موعد مريب، أولاً أنهم لم يخطروا أجهزة الأمن على الأقل لتأمينهم، أو للحصول على إذن بالتظاهر أو بالمسيرة كما ينص القانون الحالى، ثانيًا أن المشاركين فى هذه المناسبة خرجوا عن الاجتماع الحزبى للأحزاب السياسية التى رفضت دخول ميدان التحرير فى هذه المناسبة، وكان يجب ألا يغيب عنهم وهم من الطبقة المثقفة أن الجماعة الإرهابية والمرتبطين بها قد يندسوا