مصر اليوم فى عيد
مصر اليوم مختلفة، استيقظت فى الصباح الباكر، وأدت صلاة الفجر، وارتدت ثوبها القشيب، ووضعت التاج الذهبى فوق رأسها،
ووقفت على مدخل الطريق تستقبل ضيوفها من زعماء العالم العربى والأجنبى الذين حلوا على أرض المحروسة لتقديم التهانى لابنها البار بمناسبة تنصيبه رئيسًا للجمهورية، وتهنئة الشعب على حسن اختيارهم لرئيسهم.
كل مصرى فخور اليوم بالإنجاز الذى تم فى الانتخاب الرئاسية بطريقة نزيهة ديمقراطية شهد لها العالم، وها هم الزعماء والرؤساء يحتفلون معنا بالاستحقاق الثانى الذى يأذن بدخول «السيسى» إلى القصر الجمهورى، ونصب عينيه تصميم أكثر من 90 مليون مصرى على تبؤ أرض الكنانة مكانها اللائق بين الأمم المتقدمة.
عندما تدق الساعة العاشرة والنصف صباح اليوم، يكون «السيسى» على مسافة قبضة واحدة من دفة السفينة التى تنتظره على شاطئ الأمل، وعندما ينتهى من أداء اليمين الدستورية أمام الجمعية العامة للمحكمة الدستورية العليا تكون دفة السفينة بين يديه، وينظر ليجد الشعب المصرى بداخلها يهتف بصوت واحد اعبر بنا إلى البر الآخر، بر الأمان، والاطمئنان، نحن معك، سنعمل معًا، فى اطار مؤسسى يحكمه القانون والعدل. أمام الدستورية سيلتقى السيسى مع منصور الذى أبكى المصريين فى خطاب الوداع، هذا الخطاب لن ينساه المصريون أبدًا، ولن تتسع موسوعات التاريخ لحفظه، فمكانه القلوب،. أخال أن المحكمة الدستورية العليا سوف تتمايل طربًا بوجود «السيسى» إلى جوار «منصور» وإلى جوارهما العاصى وسامى والشناوى وعبدالوهاب وباقى قضاة الدستورية الاجلاء، ثم تنحدر دمعة على جدران «الدستورية» تتذكر فيها الماضى الأليم عندما حاصرها التتار من أهل مرسى وعشيرته لتركيعها وإهانة قضاتها، ناسين أن هذا الصرح اهتز له العالم بأثره، عندما تعرض للإهانة من الخونة هذا الرمز تتأكد اليوم مهابته وقيمته ويقف أمامه الرئيس المنتخب، أو الرئيس الذى جاء بأمر المصريين عبدالفتاح السيسى يؤدى القسم والشعب المصرى بأثره يردد وراءه «أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصًا على النظام الجمهورى، وأن أحترم الدستور والقانون، وأن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة، وأن أحافظ على استقلال الوطن ووحدة وسلامة أراضيه».
المصريون على ثقة أن الرئيس المنتخب سيتقى الله فيهم، والسيسى على ثقة أن الشعب المصرى لن يملى عليه أحد إرادته، وأن الشعب الذى ثار مرتين وقام بثورتين وأسقط رئيسين يستطيع أن يثور فى أى وقت إذا