رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مفاجأة منصور

هل مفاجأة أن يقول الرئيس عدلى منصور فى الحوار الذى أجرته معه الاعلامية لميس الحديدى، إنه لا يعلم أن المشير السيسى قرر الترشح لرئاسة الجمهورية؟ أنا شخصيًا لم أفاجأ بهذا

التصريح، وأثق فى كلام الرئيس عدلى منصور فهذا الرجل صادق فيما يقول، رغم أن كلامه عن عدم معرفته إذا كان المشير سيترشح لرئاسة الجمهورية أم لا قد جعل الخوف يدب فى قلوب الملايين من محبى السيسى، ويعتقدون أن البطل الشعبى الذى اختاروه لحمل الراية فى المرحلة القادمة تنصل منهم بعد أن وعدهم بأنه لن يدير لهم ظهره. الرئيس منصور لم يقل إلا صدقًا لأن لا أحد يعلم عن ترشح السيسى إلا السيسى نفسه، فهو صاحب قرار قبول أو رفض طلب الشعب له بخوض السباق الرئاسى، أمر ترشحه ليس قرار الرئيس ولا القوات المسلحة ولا يتحكم فيه أحد لا فى الداخل ولا فى الخارج، عندما يقتنع السيسى بأنه قدر المسئولية التي سيلقيها الشعب علي عاتقه  فسيقرر بإرادته خلع البدلة العسكرية ويستجيب لرغبة الملايين، السيسى انحاز إلى إرادة الشعب يوم 30 يونيه فى إسقاط حكم مرسى الإرهابى عندما خرجت الملايين إلي الميادين تهتف يسقط حكم المرشد، وعندما تم اختيار رئيس المحكمة الدستورية العليا المستشار عدلى منصور رئيسا مؤقتًا للبلاد لم يكن ذلك قرار السيسى، ولكنه كان قرارًا مشتركًا بين جميع القوى السياسية المصرية عند وضع خارطة المستقبل وعندما جلس المستشار منصور على مقعد الرئاسة لم يكن هناك اتفاق على أن يتولي السيسى رئاسة البلاد من بعده، لم يكن ما حدث فى 30 يونيه انقلابًا قام به الجيش للسيطرة علي الحكم بعد مرحلة انتقالية يديرها منصور، 30 يونيه ثورة شعب، واختيار السيسى رئيسًا رغبة نفس الشعب الذى قام بالثورة، وعندما يقول منصور إنه لا يعلم أن السيسى سيترشح فإنه صادق، لأن السيسى مازال يدرس تكليف الشعب المصرى له بأن يواصل دوره الذى بدأه منذ قيام ثورة 30 يونيه لإرساء دولة القانون واستعادة الكرامة والمكانة الدولية ودحر الإرهاب وتحرير المواطن المصرى من الخوف والفقر.
الذى عرف السيسى يتأكد أنه لم يهرب من أى مسئولية،ولذلك فإنه لن يخذل الشعب الذى طالبه بأن يكمل جميله، وسنرى السيسى يحسم أمره خلال الساعات القادمة ويخلع بدلته العسكرية ويتخذ إجراءات ترشحه للرئاسة، التأخير فى تلبية رغبة الشعب لم يكن بيد السيسى، هناك تعثر واجه قانون الانتخابات الرئاسية. جعل لجنة الانتخابات الرئاسية تتأخر فى فتح باب الترشح، ولكن بعد أن انتهت هذه المشاكل فكل شىء سوف يكون واضحًا خلال الساعات القادمة.
لم يكن جائزًا أن يستقيل المشير السيسى من منصبه للاستجابة للضغوط الشعبية عليه بالترشح ويظل كل هذه المدة فى البيت لحين فتح باب الترشح فى الوقت الذى يحتاج فيه الجيش إلي كل ثانية من وقته.
أعلم أن الرئيس منصور يعشق المشير السيسى لأنه وزير دفاع كفء يحب عمله، وأعرف أن منصور أعطى لمنصب الرئاسة قيمة وهيبة واحترامًا، وأحييه علي موقفه الصلب من أن ترشح السيسى أو غيره مسألة مصرية لا يتدخل فيها أحد من الخارج، ومرجع جميع المرشحين هو الشعب المصرى، الرئيس منصور قال: لا أعلق مصير بلد فى حجم مصر علي ما يريده الاخرون فى الخارج. وقال: الشعب المصرى هو صاحب قرار اختيار السيسى أو غيره. منصور يكشف عن جانب من شخصية السيسى المحترمة يقول إن مؤسسات الدولة هى التي تحكم مصر وعلى رأسها رئيس مؤقت وحكومة، ويقول إن السيسى لا يعمل إلا فى مجاله فهو وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة ونائب رئيس الوزراء، ورغم ذلك فهو آخر من يتكلم فى مجلس الوزراء، وفى مجلس الدفاع الوطنى لأن طبيعته يحب الاستماع إلي من يتحدثون لتكوين رأى. ويقول منصور إن السيسى لم يطلب منه فعل شىء أو الامتناع عن شىء، ولذلك فليمتنع الصائدون في الماء العكر.
منصور يرى أن الانتخابات الرئاسية ستكون تنافسية وتشهد سباقًا من نوع جديد،وأصدر تعليماته إلى الحكومة بأن يكون دورها دعم المشاركة والتوعية والتنوير وليس التدخل والتأثير فى الانتخابات.
منصور كما لم يسع للرئاسة فإنه لا يسعى للاستمرار، وينتظر قرار الشعب لتسليم الراية لمن يأتى بعده. ويقول منصور للرئيس القادم عن تجربة من يتصور أن كرسى الرئاسة أبهة فهو واهم.. كله قيود ياصاحبى لا أستطيع حصرها جعلتنى أصاب بالأرق.