مبروك دستور مصر
دلائل الأرقام المشرفة التى سجلتها بطاقات الاستفتاء على الدستور تؤكد أن المصريين تخلوا عن سلبية الماضى، وغادروا الكنبة، وقرروا كتابة تاريخ جديد لهم، وساعدهم على ذلك حياد
الدولة، وتأمين الجيش والشرطة لهم ضد مخططات الجماعة الإرهابية لإفساد عرس الديمقراطية، نزاهة إجراءات الاستفتاء الذى أداره قضاة مصر الشرفاء تطابقت مع المعايير العالمية، وحصلنا على احترام العالم وتهانيه، لم تسجل المنظمات العالمية أو المحلية فى تقاريرها عن مراقبة الاستفتاء أى مخالفات جوهرية تؤثر على النتيجة التى جاءت فى صالح نعم للدستور بنسبة عالية تفوق ضعف النسبة التى حصل عليها دستور «2012» الطائفى الإخوانى، النتائج النهائية سيعلنها المستشار نبيل صليب رئيس محكمة الاستئناف ورئيس اللجنة العليا للانتخابات، تؤكد أن دستور مصر 2014، تفوق على دستور 2012 بنسبة عالية من الحضور والتصويت بـ«نعم»، وإذا دل ذلك فإنما يدل على رد المصريين على المشككين فى أن ثورة 30 يونية إرادة شعب، ويصرون على انها انتفاضة جيش، المصريون قالوا «نعم» لمصر الجديدة، ونعم للاستقرار و«لا» للإرهاب و«لا» للجماعة الإرهابية التى تصر رغم الصفعة التى وجهها إليها الشعب فى عرس الديمقراطية يومى الثلاثاء والأربعاء الماضيين على أن تعيش فى العالم الافتراضى، ولا نريد العيش في الواقع، ولكن الشعب قال ان الإرهاب ليس له مكان فى مصر.
مساء اليوم يبدأ العمل بالدستور الجديد، دستور 2014، وتلغى الإعلانات الدستورية وأى نصوص وردت فى دستور 2012، ولم تتناولها الوثيقة الدستورية الجديدة، ويستمر كل ما قررته القوانين واللوائح من أحكام قبل صدور هذا الدستور، ولا يجوز تعديلها، أو إلغاؤها إلا وفقاً للقواعد والإجراءات المقررة فى الدستور، ويستمر رئيس الجمهورية المؤقت فى مباشرة السلطات المقررة لرئيس الجمهورية فى الدستور حتى أداء رئيس الجمهورية المنتخب اليمين الدستورية.
الإنجاز الذى تحقق فى الخطوة الأولى من خارطة الطريق بإصدار الدستور، يتطلب استثمار حماس ملايين المواطنين الذين شاركوا فى غرس البذرة الأولى والإسراع فى دعوتهم لإنجاز الخطوة الثانية، وتقع مسئولية تحديد
تجربة الدستور تؤكد أن المصريين قادرون على انتخاب رئيس وبرلمان يليق كل منهما بمصر، والرئيس والبرلمان مسئولان أيضاً عن تنفيذ الدستور الذى يحصل به المصريون على حقوقهم، وهى كثيرة، معظمها لم يرد فى أى دساتير سابقة.