عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عبقرية شعب

المصريون مدهشون، غنوا، ورقصوا، وزغردوا، وسالت دموع الفرح على خدودهم، وتحدوا الإرهاب، ومنحوا الشرعية الدستورية للثورة بملايين نعم فى صناديق الاستفتاء، مثلما منحوها الشرعية الشعبية بنزولهم الى الميادين يوم «30 يونية» ليسقطوا حكم المرشد الفاشل، هذا الشعب العبقرى تعود على إبهار العالم، لا يخاف طعن الخناجر عندما يثور على حكم الخسيس، وشرط المحبة للوطن عنده هو الجسارة.

مصر اليوم مختلفة بعد أن أصبح لها دستور يحافظ على الهوية الإسلامية والعربية، وينهى زمن الانفراد بالسلطة، ويحقق التوازن بين السلطات، ولا يجعل أحداً فوق المساءلة من رئيس الجمهورية حتى أقل مواطن، لا توجد جماعة فوق الدولة، وفوق القانون لاتوجد جماعة دينية تحرك كل الأذرع، هذا انتهى، وثبت فشله، عندنا أحزاب سياسية تمارس السياسة، وتنافس على السلطة بشرف، صورة الديمقراطية التى رسمتها طوابير الاستفتاء التى جمعت السيدات والفتيات والرجال والشباب وذوى الاحتياجات الخاصة والمسنين تقطع الطريق أمام ادعاء الجماعة الإرهابية لأى شرعية مزعومة، هناك مزاج شعبى على طرد هذه الجماعة العقائدية المغلقة التى لاترى المجتمع المصرى، وترى نفسها فقط، هذه الجماعة فى غيبوبة كاملة، ورغم ذلك تتعمد ألا ترى الحقيقة رغم فشل تجربة حكمها، استغلت هذه الجماعة معركتها الأخيرة فى نشر الشائعات، ولا تريد أن تعترف بأن لها مشكلة، ولا ترغب فى قراءة الواقع وتصر على أن تعيش على الشائعات التى تعمق عزلتها.
موافقة الشعب على الدستور، صفعة على وجه الجماعة الإرهابية، ودق آخر مسمار فى نعشها، وتصريح بتشييعها الى مزبلة التاريخ، هذه الجماعة الإرهابية لاتريد الخير لمصر، لأنها ببساطة ليست من هذا البلد، ولا تعرف قيمة ترابه وكرامة شعبه الضاربة فى جذور التاريخ، لم تكن موافقة المصريين على الدستور على بياض. ولم تزحف الملايين الى لجان الاستفتاء لتقول نعم للدستور مجبرة ولامرتشية، بزيت وسكر وسمن، ولكنها خرجت من بيوتها عن قناعة للمشاركة فى وضع حجر أساس مصر الجديدة الذى يبدأ بالدستور حتى يكتمل بناء الدولة الذى ستكون قاعدته العريضة هى الشعب صاحب السلطة الآمر الناهى، الناس قرأت الدستور قبل أن تتوجه الى صناديق الاقتراع، وعرفت حقوقها وواجباتها، وعندما قررت تأييده، تحدت الإرهاب ولم تخش تهديداً لأن هذه الجماهير تأكدت أن هذا الدستور يحقق طموحها فى حياة كريمة مستقرة ويأتى برئيس خادم للشعب وليس ديكتاتوراً أو متآمراً على الوطن ويأتى بمجلس نواب يستطيع أن يقيل

رئيس الجمهورية إذا أساء استخدام سلطاته، هذا الدستور يصون الحريات، ويحمى الوطن والوحدة الوطنية، ويغلق الباب أمام أى فساد أو استبداد، ويمنع قيام الأحزاب السياسية على أساس دينى ليغلق الباب أمام حكم العشيرة والقبيلة وحكم المرشدين، خرجت المرأة تقول نعم للدستور لأنه حقق لها المساواة مع الرجل فى جميع الحقوق والواجبات وحماها ضد كل أشكال العنف، وخرج العمال لأن الدستور حافظ على حقوقهم وأرسى علاقات عمل متوازنة، وخرج ذوو الإعاقة لأن الدستور احترم حقوقهم فى العمل ورعايتهم صحياً، وخرج الفلاحون لأن الدستور حماهم من الاستغلال، وألزم الدولة بتوفير مستلزمات الإنتاج الزراعى، وشراء محاصيلهم بأسعار مناسبة، وحافظ على الرقعة الزراعية، والجميل فى المشهد الذى رأيناه على مدى اليومين السابقين، هو مشاركة الأطفال للآباء والأمهات الذهاب الى لجان الاستفتاء ليتدربوا فى السن المبكرة على الواجب الانتخابى ليؤدوه وهم شباب لأن الدستور أيضاً ألزم الدولة برعاية الطفل وحمايته من العنف وسوء المعاملة، ووفر له حق التعليم المبكر، كما خرج كبار السن لأن الدستور حافظ على معاشاتهم ورعايتهم صحياً.
ملايين نعم من كل هذه الفئات مواطنين عاديين ومثقفين ومتعلمين وغير متعلمين وموظفين، لم تكن نعم فقط للدستور، ولكن كانت نعم لمصر، التى نادتهم من على فراش المرض، وطلبت منهم تخليصها من العصابة الإرهابية التى تحاول الإجهاز عليها، وهذا هو سر هرولة الملايين إلى صناديق الاستفتاء ليقولوا نعم للدستور ويغنون لمصر ويرقصوا على أنغام بلادى.. بلادى لكى حبى وفؤادى وتسلم الأيادى، ويا أحلى اسم فى الوجود، غير عابئين بقنابل الفشنك هنا أو هناك.