رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

قرار شجاع

القرار الذى اتخذته مصر بتخفيض التمثيل الدبلوماسى مع تركيا إلى مستوى القائم بالأعمال، وطرد السفير التركى بالقاهرة واعتباره شخصًا غير مرغوب فيه هو قرار صائب وشجاع يؤكد قيمة ومكانة مصر فى المنطقة وقدرتها على وقف أى أحد يتطاول عليها عند حده، ويتفق تصرف وزارة الخارجية مع سفير أردوغان إزاء بذاءات رئيس وزرائه مع مبادئ

الدبلوماسية التى أقرتها اتفاقية فيينا التى تعطى الحق للدولة المستقبلة للسفير الأجنبى فى اعتباره غير مرغوب فيه دون إبداء الأسباب وتمهله مدة لمغادرة البلاد، وإذا لم يستجب يتم حذفه من التمثيل الدبلوماسى لبلاده وتسقط عنه المزايا الدبلوماسية، وكانت الخارجية المصرية قد استدعت سفير تركيا بالقاهرة حسين بوصطالى وأبلغته بالقرار ومنحته مهلة حتى نهاية الأسبوع الحالى لحزم امتعته ومغادرة مصر.
كان لا يمكن أن تستمر مصر فى صمتها على وقاحة رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركى فى تطاوله على مصر وتدخله فى شئوننا الداخلية وتأليب الخارج على مصر ومصالحها وتحديه لإرادة الشعب المصرى فى 30 يونية بإسقاط حكم الإخوان، ومطالبته لمجلس الأمن والجامعة العربية باتخاذ مواقف صارمة ضد فض اعتصامى رابعة والنهضة، وزعمه أن عدة آلاف تم قتلهم اثناء فض الاعتصامين، باختصار فإن أردوغان استطاع بتصرفاته الحمقاء بناء جدار من العداء بين الحكومة المصرية الانتقالية والحكومة التركية التى تمادت فى انحيازها للإخوان فى مصر، أردوغان فقد عقله بعد نجاح ثورة 30 يونية وطرد الإخوان من السلطة، لأنه يخشى من تكرار هذه التجربة فى تركيا ويضيع حلمه فى إقامة الخلافة العثمانية، وتكوين قوى فاعلة فى المنطقة على حساب الإخوان وقيادة التنظيم الدولى.
وكلما اقترب حلم أردوغان من التبدد يأتى بتصرفات صبيانية لا تليق برئيس وزراء مثل رفعه لاشارة رابعة وقيامه بتخصيص حديقة فى اسطنبول باسم ابنة محمد البلتاجى رغم انه كان أولى بهذه الحديقة أحد شهداء مذبحة ميدان تقسيم التى ارتكبها أردوغان ضد شعبه.
بعض تصرفات أردوغان تتم من وجهة نظر

انتخابية ناتجة عن أزمة يمر بها فحزبه العدالة والتنمية صوت له فى الانتخابات السابقة 50٪ من عدد الناخبين ويواجه انتخابات جديدة عام 2014 وهى أهم انتخابات بعد تعديل الدستور التركى وتحويل نظام الحكم إلى رئاسى، ويطمع أردوغان فى رئاسة تركيا وهو حاليًا يمد جسور التقارب مع المحافظين للحصول على أصواتهم، كما يعمل على تقوية علاقاته مع الإخوان فى سوريا ومصر وتونس لتشكيل شبكة له فى العالم العربى.
لن تؤثر الوقاحة والسفالة التى يرتكبها أردوغان ضد مصر فى العلاقة بين الشعبين المصرى والتركى، فمصر تعلن اعتزازها بالشعب التركى والجالية التركية فى مصر تعيش فى أمان، إن مصر تحمل الحكومة التركية مسئولية تأليب البلدين وتتمسك بالروابط المتينة بين الشعبين، ولم يكن قرار مصر بتخفيض التمثيل الدبلوماسى انفعاليا ولكن سبقته عدة تحذيرات ومجموعة من الإجراءات، ولكن اعتبرت تركيا نفسها طرفًا أساسيًا فى أزمة مصر ولاعبًا داخليًا وهو ما لا يمكن السكوت عليه.
سؤال: هل صبرنا مازال لم ينفد ضد قطر الدويلة القزمة التى تتدلى من قناة جزيرة الشيطان، مطلوب قرار مماثل مع قطر وقطع رجل «الجزيرة». إن المبادئ التى تطبقها مصر هى عدم التدخل فى الشئون الداخلية لأى دولة ونرفض التدخل فى شئونها ولكن أردوغان والمسيطرين على دويلة قطر يحتاجون إلى ردع.