رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

برلمان بالملابس الداخلية

لا تختلف اللائحة الداخلية لمجلس الشعب عن لائحة مجلس الشورى إلا فى تلاوة الآية القرآنية التى كان يفتتح بها رئيسا المجلسين الجلسة، فيقول رئيس مجلس الشعب: «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون»،

بينما كان يضيف إليها رئيس مجلس الشورى: «وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون»، وفى احدى الجلسات صاح أحد أعضاء مجلس الشعب مطالباً رئيس المجلس باستكمال الآية الكريمة فنهره رئيس المجلس قائلاً: أنا ملتزم باللائحة، ويمكنك التقدم باقتراحك عندما يتم تعديلها فى المرة القادمة، وحدث هرج ومرج من بعض النواب، وقال نائب معارض لزعيم الأغلبية: حسابكم عسير يوم القيامة عشان كده مش عاوزين حاجة تفكركم بأعمالكم السودة، وضحك الزعيم وقال له: وانت شريك معانا، فرد النائب المعارض أنا برىء من أعمالكم. واستمر هذا الاختلاف الوحيد بين لائحة مجلس الشعب ولائحة مجلس الشورى أكثر من 30 عاماً، وعندما نقل أحد أعضاء مجلس الشورى ما حدث فى مجلس الشعب الى رئيس مجلسه قال له: يبقى لا تشريع ولا دين.
مرت هذه الواقعة بسلام ولكن مجلسى الشعب والشورى اصطدما مرتين، الأولى فى عهد الدكتور مصطفى كمال حلمى، عندما قام الدكتور محمود محفوظ وزير الصحة الأسبق ورئيس لجنة الخدمات بمجلس الشورى بتسخين نواب الشورى للمطالبة بضم المجلس عضواً أساسياً فى الاتحاد البرلمانى الدولى على اعتبار ان البرلمان المصري مشكل من غرفتين.
كان سرور خارج البلاد فى هذه المناسبة، وعلم بالأزمة فى مطار القاهرة بعد عودته، وشن هجوماً حاداً على مجلس الشورى وقال إن مجلس الشعب هو مجلس التشريع فقط، والشورى رأيه استشارى، وأمام إصرار مجلس الشورى على عضوية البرلمان الدولى وتهديده بتصعيد الأزمة إلى مبارك عقد سرور اجتماعاً مع هيئة مكتب مجلس الشعب، وتمت ترضية مجلس الشورى بسفر عضوين منه ضمن وفد مجلس الشعب الرسمى للمشاركة بصفة مراقبين وليس أساسيين فى اجتماعات البرلمان الدولى،ويتحمل الشورى مقابل تكلفة سفر عضويه وحصته فى الالتزامات الأخرى، ويكتفى نائبا الشورى بالفرجة على المناقشات فى اجتماعات البرلمان الدولى، أو يقضيان الوقت فى الفسح والتسوق وتقتصر المشاركة الرسمية على باقى أعضاء الوفد وهم  نواب مجلس الشعب، أما المرة الثانية التى وقع فيها صدام شديد بين مجلسى الشعب والشورى، فكانت أيام صفوت الشريف، وكان الشريف قد طرد من وزارة الإعلام بعد اشتداد الصراع بين الحرس الجديد داخل الحزب الوطنى الذين يقوده جمال مبارك وعز وآخرون وبين الحرس القديم الذى يقوده الشريف وعزمى والشاذلى

وآخرون. وتمت ترضية الشريف عن طريق تدخل مبارك بتولية رئاسة مجلس الشورى عام 2004، علىحساب مصطفى كمال حلمى، كان الشريف يحتفظ بمنصب أمين الحزب الوطنى وكانت هذه الصفة تزعج فتحى سرور وتخيفه بسبب استمرار نفوذ الشريف داخل مؤسسة الرئاسة وأنه يستطيع استبعاده من رئاسة مجلس الشعب فى أى وقت ولم يلتزم الشريف خلال رئاسته لمجلس الشورى بالدستور ولا باللائحة ولا بالقوانين وقام بتوسيع سلطات مجلس الشورى بالذراع وكان يلزم رئيس الوزراء والوزراء بحضور جلسات الشورى فى أى وقت، وكانت الحكومة تتجاهل مجلس الشعب وتذهب الى مجلس الشريف خوفاً من بطشه وركز الإعلام الحكومى من تليفزيون وصحف قومية على تغطية مجلس الشورى، وأفردوا له الصفحات وساعات البث، وأصبحت صور الشريف تتصدر الصفحات الأولى ونشرات الأخبار وتوارت صور سرور وأخبار مجلس الشعب،  وقادت نار وبردت نار بين الشريف وسرور الى أن وقع حريق مجلس المجلس، وزار مبارك  موقع الدمار،واستمع من الشريف ما يؤكد أن سرور ومجلسه وراء الحريق واستمع من سرور بأن الشريف ومجلسه وراء الحريق، وهددهما مبارك بالاستبعاد من رئاسة المجلسين، وأنهى المهندس ابراهيم محلب رئيس شركة المقاولون العرب الأزمة، ونجح فى ترميم المبانى المحترقة فى وقت قياسى وبدأت الدورة البرلمانية فى موعدها بعد أن ترددت أنباء عن نقل المجلسين الى مكان آخر بسبب شدة الدمار وزار مبارك التجديدات، وأعرب عن انبهاره بجهود المقاولون العرب فى إعادة الشىء الى شبه أصله، وقرر تعيين محلب عضواً فى مجلس الشورى،والذى كان له الفضل فى انقاذ مستقبل سرور والشريف بل وانقاذ مبنى البرلمان التاريخى بعد أن حول البوصة الى عروسة.