رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحزان محمد رمضان

شاهدت «عبده موتة» فى السينما، كنت أسير فى منطقة وسط القاهرة، فى أحد أيام عيد الأضحى الماضى، وشاهدت زحاماً شديداً من جميع الأعمار أمام احدى دور السينما، وصل إلى حد الشجار للحصول على تذاكر الفيلم، وقام بعض الشباب بالقفز فوق أكتاف بعضهم للوصول إلى الشباك، وحصلت على تذكرة بعد مشقة

، وجلست فى الصفوف الأمامية داخل قاعة العرض.. بطل الفيلم محمد رمضان شاب أسمر نحيل يشبه الفنان أحمد زكى، اختلفت مواصفات فتى الشاشة الأول  حالياً عما كان فى الماضى، كما اختلفت قصص الأفلام باختلاف الأحداث التى تظهر فى المجتمع، ومالت المعالجات الفنية الى العنف بعد أن كانت الرومانسية هى الغالبة فى الماضى.. الفيلم السينمائى ابن بيئته، وشاهدت محمد رمضان أو «عبده موتة» البلطجى يمارس كل فنون البلطجة المعجونة فى الجنس، وبصراحة لم أكمل الفيلم، المشكلة ليست فى محمد رمضان الذى أدى دوره باقتدار، ولا فى الكتابة التى هى مهمة المؤلف ولا فى المخرج، المشكلة فى أن «رمضان» كان يتحدث عن بيئة متخلفة، وأوضاع شاذة ـ للأسف ـ موجودة فى المجتمع، و«عبده موتة» البلطجى، هو واحد من آلاف البلطجية، الموجود فى الواقع، وعاملين مش شايفينهم، قاع المجتمع الذى جاء منه «عبده موتة» لا يسأل عنه محمد رمضان، البطل والمؤلف والمخرج سلطوا الضوء على البلطجة والجنس الحرام،  لتوصيل رسالة إلى المسئولين وإلى المجتمع، لعلاج هذ الظاهرة، ثم شاهدت لنفس البطل فيلمين من خلال الشاشة الصغيرة هما «الألمانى» و«حصل خير»، وهو يجيد تجسيد دور البلطجى، ويمثل بإحساسه، وأصبح له جمهور ومعجبون من الشباب والفتيات والكبار أيضاً رغم صغر سنه.
وبسبب شهرته، واستمرار العقلية الضيقة فى جهاز الأمن أحيل محمد رمضان أو «عبده موتة» للنيابة وتم إخلاء سبيله بكفالة «20» ألف جنيه، قال محمد رمضان إنه كان يصور فيلماً جديداً فى مدينة عرابى بطريق الإسماعيلية الصحراوى، وأوقف «الكمين» سيارته وعندما شاهده العساكر أخذوا يحبونه يشاورون له بأيديهم، ويضحكون مرددين اسمه الحقيقى مرة، واسمه الفنى مرة أخرى واشتهر به بعد فيلمه الناجح الذى حقق أعلى الإيرادات «عبده موتة»، واقترب أحد الضباط من السيارة وسأل العساكر عن سبب ضحكهم، فأشاروا إلى

محمد رمضان، فقام الضابط بسب العساكر بالأم، كما سب محمد رمضان بأمه، وقال للفنان الشباب «انزلى»!
عقلية الشرطة لم تتغير، نفس المعاملة السيئة التى كانوا يمارسونها مع خلق الله لم تتغير عما كان يحدث قبل 25 يناير، القانون ليست له قيمة، الإهانة والجليطة هى لغة أساسية فى التعامل مع المواطنين، ورد رمضان على هذه الإهانة، قائلاً للضابط: ما هو المطلب منى؟، فطلب منه الضابط الوقوف على جنب، فرد رمضان جميع أوراقى مضبوطة، ثم فوجئ بسيل آخر من الشتائم، انتهى بتحرير محضر بحيازته مسدس خرطوش، وجاء فى المحضر الذى أحيل للنيابة أنه تم العثور على السلاح تحت قدميه، وهو يقود السيارة، قال رمضان، النيابة عاينت السيارة، وأثبت لهم أن قصر قامة الضابط لا يساعده على مشاهدة سلاح تحت قدميه من شباك السيارة.
الفنان محمد رمضان تساءل بعد الإفراج عنه، واتصال مدير الأمن به للاطمئنان عليه، إذا كنت أنا شخصية مشهورة يحدث لى كل ما حدث، أمال الغلابة يعملوا فيهم إيه؟!، ويضيف فى غضب وصلت إلى هذه الشهرة وأنا عمرى حالياً «24» عاماً، وحصلت على جائزة فى التمثيل وعمرى «18» عاماً، وأنا مش بلطجى، وأدرس حالياً فى معهد السينما وعندى أسرة وطفل.. ويختم رمضان كلامه: فيه شوية عدم ضمير محتاجين إزالة، حتى يسود القانون، فعلاً الأمن فى حاجة إلى إعادة التوازن، وأن يعود شعار الشرطة فى خدمة الشعب وليس فى خدمة العنف وتحقير المواطنين.