عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

التسمم السياسي

كما يوجد تسمم غذائي، فهناك أيضاً تسمم سياسي، وهو أخطر أنواع التسمم، لأنه إذا كان التسمم الغذائي يصيب عدة أشخاص، ويتم إنقاذهم بالعلاج السريع في المستشفيات، فإن التسمم السياسي قد يقتل أمة إذا تأخر  اكتشافه وتوغل مثل السرطان، لأن المجرم في الحالة الأخيرة يخطط لجريمته بإتقان

، ويمارسها علي طريقة دس السم في العسل، وغالبا يقع التسمم السياسي مع معسول الكلام، ويتكون من مقادير كراهية  ومؤامرة وإقصاء وغل مضروب بعضها في بعض مضافاً إليها شوية كلام حلو. وإذا كان بعض طلاب جامعة الأزهر قد أصيبوا بالتسمم الغذائي مرتين  خلال شهر «ابريل الماضي» في المرة الأولي بداية الشهر من وجبة فراخ بالدود، والمرة الثانية في نهاية الشهر من تونة فاسدة، ومازالت تحقيقات  النيابة مستمرة للوصول الي الفاعل، وبالتوازي مع واقعتي التسمم الغذائي، سارت واقعتا التسمم السياسي، وتقريبا هناك علاقة بين الجناة في الحالتين، وإذا كانت النيابة مسئولة عن كشف مرتكبي جريمة التسمم الغذائي، فإن مهمة القوي الوطنية كشف مرتكبي جريمتي التسمم السياسي اللتين استهدفتا الأزهر وشيخه للسيطرة علي المشيخة واقصاء الشيخ، لماذا يريدون التخلص من الإمام الأكبر  الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر إذا عرف السبب عرف الفاعل، ولماذا تبدل حال طلاب جامعة الأزهر  الذين كانوا يعدون احتفالية لاستقبال الامام الأكبر بعد تسلمه جائزة شخصية العام الثقافية من رئيس دولة الإمارات العربية الشقيقة  الشيخ خليفة بن زايد في احتفال ضخم أقيم في الامارات بهذه المناسبة؟!
لماذا تبدل حال الطلاب من حفل استقبال الي هتاف بسقوط الإمام، وترديد.. إلحقونا..  إلحقونا.. المشايخ سممونا.. ولماذا الطلاب المنتمون لجماعة الاخوان هم الذين تسمموا وهم الذين حاصروا المشيخة لمطالبة الدكتور الطيب بالاستقالة؟!.
الإمام الأكبر لم يحصل علي جائزة العام الثقافية فقط، ولكنه أدخل الفرحة الي قلوب أسر 103  مصريين كانوا محبوسين في الامارات و أفرج عنهم رئيس  الدولة خليفة بن زايد وسدد الغرامات المطلوبة منهم تقديرا لشيخ الأزهر الذي يتمتع بحب وتقدير جميع الدول العربية والإسلامية، كما قدمت دولة الإمارات  دعما للأزهر الشريف تقديرا للشيخ.. هناك فرق بين شخص بحجم

شيخ الأزهر يسافر الي دولة عربية شقيقة يحظي باحترام قيادتها وشعبها، ويعربون  له عن حبهم للمصريين ولشخصه، وبين شخص تكلفه جماعة لا يتمتع كما لا تتمتع جماعته بقبول الأشقاء.
هناك فرق بين القيمة والقامة للشيخ الطيب،  وبين الركوع  والإبتزال الذي مارسه الآخرون فحصلوا علي خفي حنين في مفاوضاتهم للإفراج عن الخلية الاخوانية، وتجاهلوا باقي المصريين المحبوسين في الامارات علي ذمة قضايا عادية رغم علمهم بأزمتهم من خلال القادة الإماراتين. لماذا وقع التسمم الغذائي لطلاب الأزهر والشيخ خارج البلاد  يتم  تكريمه.. إنها  المؤامرة للتشويه علي انجازات الإمام الأكبر الذي نجح فيما فشل فيه النظام، وأعاد الفرحة إلي قلوب أسر المحبوسين في الإمارات، لقد أثبت  الإمام للنظام أن  المصريين يتمتعون باحترام وتقدير اشقائهم العرب في كل مكان، بشرط أن يكون المفاوض شخصية لها وزنها وتقديرها، وليس شخصيات كرتونية مغرورة.
إن تحقيقات النيابة سوف تكشف أبعاد هذه المؤامرة التي جمعت بين التسمم الغذائي لطلاب الأزهر، والتسمم السياسي الذي حاولت به الجماعة إقصاء الإمام الأكبر عندما يتم الكشف عن الطلاب الذين دخلوا المطبخ بالقوة بعد أن هددوا بكسر الباب وقاموا بكشف أواني الطهي  وتصويرها كما تجولوا في غرفة غسل الأواني، لماذا فعل بعض الطلاب ذلك،  وهل عبثوا بالطعام ودسوا فيه مواد سامة هذا ما سيتم كشفه، فأما الزبد فيذهب  جفاء وأما ينفع الناس فيمكث في الأرض.