بين ضحكى وبكائى!
أشار علىَّ بعض الأصدقاء، باستشارة طبيب نفسى، لتشخيص حالتى، بعد أن أصبت بعدوى الضحك الهستيرى، منذ تعيين حكومة الدكتور هشام قنديل، ثم ينقلب الضحك إلى بكاء شديد فجأة، هذه الحالة ملازمانى منذ شهر أغسطس الماضى، بعد أداء «قنديل» ووزرائه لليمين الدستورية أمام السيد رئيس الجمهورية،
واستمررت على هذا الحال هكذا بين ضحكى وبكائى كلما شاهدت الدكتور قنديل يتحدث فى أى وسيلة إعلامية عن إنجازاته! وتجاهلت نصائح الأصدقاء بالذهاب إلى الطبيب، لاقتناعى بأن الهموم التى حطت علينا منذ ابتلائنا بسحنة هذه الحكومة تتبدل كل فترة بين هموم تضحك وهموم تبكى، ولأن مصائب قوم عند قوم فوائد، فإن من مصائبنا استمرار هذه الحكومة الفاشلة، وكلما ضاقت واستحكمت حلقاتها، وطالبنا الرئيس مرسى بتسريح هذه الحكومة النحس، يعاند، ويصر عليها، خاصة «قنديل»، ويقول لنا الرئيس «مش هاتنازل عنه أبداً مهما يكون».
إذن قنديل مستمر، وأنا حالتى تزداد سوءاً من الضحك والبكاء، والإصرار على عدم استشارة الطبيب حتى تدهورت حالتى، وارتبكت تصرفاتى وأصبحت أبدأ بالبكاء ثم أضحك بعد ذلك بدلاً مما كان العكس، هذه المرة التى جربت فيها البكاء أولاً ثم الضحك ثانياً كان فيها الرئيس مرسى قد استقبل أعضاء جبهة الضمير، وبصراحة أنا لا أعرف من هم أعضاء هذه الجبهة، والضمير مستتر تقديره هم، فهل هم الذين عندهم ضمير والباقى معندهمش، المهم قال أحد أصحاب الضمير بعد لقائهم مع مرسى، إن الرئيس فاجأهم بأن قنديل مستمر فى منصبه، ولن يتم تغييره فى «الترقيع» الوزارى القريب، وقال الرئيس لبتوع الضمير أيضاً إن سبب إصراره على بقاء قنديل هو أنه من الصعب إيجاد بديل له، وبدل ما أضحك بكيت، بشدة وبحرقة كمان، ثم فجأة ضحكت بقهقهة، ثم دخلت فى فترة صمت عميق، وتخيلت نفسى فى عيادة «طبيب نفسى» ممدداً على «الشزلونج» وبدلاً من أن يسألنى الطبيب بدأت أنا أسأله هل أنا مريض، عندما أضحك وأبكى أو أبكى وأضحك، وأسقط على الأرض وأرفس برجلى كمان، عندما أستمع من الرئيس أنه لا يجد بديلاً لـ«قنديل» يتولى رئاسة الوزراء، هل مصر نضبت من الكفاءات، وما عدش فيها غير قنديل، وكمان الرئيس يقول: أداء الحكومة تحسن بعد مشاركتى فى تسيير أعمالها، ثم أى تحسن طرأ علينا، يمكن يكون حياة الانقسام والترويع وذبح القضاء وتهديد الإعلام والجيش هو ده المقصود ولا يكونش قطار الأخونة انطلق