رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

11 ـ 2 ـ 2011

التاريخ أعلاه محفور فى سجلات النضال ضد الديكتاتورية.. لن ينساه المصريون، وسيذكرونه جيلاً وراء جيل.. هو  رقم العبور من الحكم العسكرى إلى الحكم المدنى.. وهو عيد ميلاد مصر الجديدة، وتاريخ وفاة النظام الفاسد.

يوم الجمعة 11 فبراير 2011 احتفل الشعب بإسقاط آخر الفراعنة بعد 18 يوماً من قيام ثورة 25 يناير، ومعه حكم العسكر الذى جثم على صدورنا 60 عاماً، فى هذا اليوم تنحى حسنى مبارك عن الحكم أمام إصرار ثورة الشباب على رحيله بعد فترة حكم دامت 30 عاماً متصلة تحول فيها إلى حاكم مستبد، وتحولت مصر إلى عزبة خاصة للأغنياء ودراويش السلطة، وتحول الشعب إلى أجير فى أملاكه، وعبد فى ملكه، وغريب فى بلده.
واليوم «الاثنين» 11 نوفمبر 2013 تحل الذكرى الثانية على سقوط الديكتاتور، وإذا راجعنا كشف حساب 730 يوماً، نجد أنه للأسف لا شىء تغير إلا الأسماء فقط.. أسقطنا نظام مبارك، واستمر حكمه، واستبدلنا ديكتاتوراً بديكتاتور آخر، وانتقلنا من حكم الفرد والحزب الواحد إلى حكم العشيرة والقبيلة والفصيل الواحد، تخلصنا من أمانة السياسات، فوقعنا مع الإرشاد، تمردنا على الحكومات التى كانت ترعى الفساد، فأصبحنا بدون حكومة، لا يوجد رئيس وزراء فى مصر الآن ولا يوجد وزراء، الدكتور قنديل رجل متدين ومهذب، لكنه لا يلتزم بأن «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه» وقنديل ترك ما يعنيه، وتدخل فيما لا يعنيه.. أهان شعب بنى سويف، بل أهان الصعيد، والشعب بالكامل، مش عيب يادكتور يا من تزعم أنك رئيس وزراء مصر، أكبر دولة فى الشرق الأوسط تتهم شعبك بالدعارة، مش عيب تزعم فى لقاء إعلامى أن «الزوج المصرى يذهب يصلى الفجر فى الجامع وزوجته تذهب لتغتصب فى الغيط»، بالذمة ده كلام مسئول، انت يجب ألا تستمر دقيقة واحدة فى منصبك.
نحن فى مناسبة ذكري سقوط النظام السابق، اكتشفنا أن خلع مبارك ما هو إلا بداية الطريق للتخلص من الاستبداد وليس نهاية المطاف، الإخوان سرقوا الثورة، وسطوا على السلطة، وسيطروا على مفاصل الدولة،

واغتالوا القضاء، وأدخلوا الإعلام القومى بيت الطاعة، واتهموا الإعلام الخاص بأنه إعلام يأجوج ومأجوج، ووصفوا المعارضين لهم بأنهم قلة مندسة، حكم الإخوان لم يقدم فكرة مبدعة، ولم يقترح حلاً للمشاكل التى عصفت بالأمن والاقتصاد، لأنه نظام مشلول همه الاستحواذ على السلطة وإقصاء الآخر، حكم الإخوان أهان المصريين، أطلق عليهم شيوخ الفتنة ينهشون فى أعراضهم، ويحرضون على قتلهم، ويشككون فى إسلامهم، كل إنجازات الإخوان ثلاثة أرغفة لكل مصرى يومياً، وسحل وتعرية، وقمع وتحرش بالنساء، وغلاء فاحش، ودماء تسيل تحت عجلات القطارات  والسيارات، وشهداء يسقطون فى المظاهرات بدون ثمن.
الثورة قامت ضد الدولة البوليسية وسياسة التعذيب والمعتقلات، ولإقامة دولة ذات سيادة، فحوّلها الإخوان إلى دولة الفقيه والمرشد، ودولة السمع والطاعة، وفرضوا دستور الانقسام، وأهانوا الأزهر، والكنيسة، وأقاموا دولة سرية داخل الدولة، واستعانوا بالميليشيات العسكرية، للسيطرة على مفاصل الدولة، ورغم ذلك يفتخر الشعب بثورته، ولن يندم على إسقاط نظام مبارك، هناك فئة تقول: دعوت على عمر فمات عمر فسرنى فلما جاء زيد بكيت على عمر! الذين بكوا على مبارك هم الذين كانوا ينعمون بالثروات، ولكن شعب مصر لن يقبل ديكتاتوراً آخر، فحكم الإخوان المستبد انحرف بالسلطة ولا نعرف إلى أين يقودنا، ولذلك الثورة مستمرة حتى تتحقق أهدافها، وفى انتظار «خطاب تنحى» آخر، يا ترى من يقوم بتلاوته وفى أى وقت؟!