رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إدينى عقلك.. يا حمادة!

على الذين يلومون مبيض المحارة حمادة صابر، على تغيير أقواله أمام النيابة عن اتهامه للشرطة بتجريده من ملابسه أمام قصر الاتحادية، وسحله على الأسفلت وهو عار تماماً واتهامه للمتظاهرين بارتكاب ذلك، لاتلوموه

، ولكن لوموا الظروف القاسية التى يعيشها صابر وأمثاله فى المناطق العشوائية الكئيبة، كل أسرة فى حجرة واحدة، والليل يجمع، لوموا الفقر والجوع والمرض، لوموا الخوف الذى يعيشه حمادة على لقمة العيش، لوموا الغلاء الوحشى الذى «يقرص» بطون الغلابة والبرد القارس الذى يضرب صدورهم فى الشتاء القاسى، فى حجرات تحت الأرض، حيث الهواء الملوث، والمياه المخلوطة، بالصرف الصحى، «حمادة» تراجع، وشرب «شاى بالياسمين» ليتخلص من جزء من أوجاعه.
«حمادة» حوّل الفاعل المعلوم عن ارتكاب جريمته، إلى فاعل مجهول تقديره هو، فاعل على المشاع، لأنه خائف على أسرته البسيطة، وقرر أن يستمر فى السير جنب الحيط.
حمادة كان يتوقع أنها «سحلة» تفوت ولا حد يموت، ولكنها تحولت إلى «سحلة» وخراب ديار، بعد أن شاهدها العالم، بالصورة التى لا تكذب، وتساوى مليون كلمة فى العصر الحالى، وأصبحت صور جرجرته عارياً، والناس تشاهد عورته، «فضيحة بجلاجل وجرسة بحناجل». خطيب ابنته الكبرى دفعته الفضيحة إلى تركها وإلقاء دبلة الخطوبة فى وجهها، وأهله فى الصعيد تبرأوا منه، حمادة اقترض عشرة جنيهات من جارته، وذهب إلى محيط قصر الاتحادية ليشرب حاجة ساقعة، وجرى له ما جرى، عمة حمادة رفعت السلاح فى وجه الإعلاميين، وقالت «سيبونا فى حالنا، واللى مش حيبعد حأطخه»، والله فعلاً، اعتقدت أنها تحوز سلاحاً للدفاع عن النفس فى هذه الأيام الغبراء، وسمعتها تقول هذا هو سلاح حمادة الذى أحتفظ له به، وكان السلاح ياللهول «طالوش» و«بروة» واللى ما يعرفش أقول له هذه عدة حمادة التى يستخدمها فى تمحير الشقق يعنى مبيض محارة، يقوم بتغطية الطوب الأحمر بالأسمنت تمهيداً لـ«النقاشة والألوان».
أهالى المطرية الطيبون، سكان الأوض والعشش، قالوا مش حنسيب حمادة ابن حتتنا، ولازم نجيب حقه، زميله الحداد بكى، وقال حمادة زميلى أنا حداد وهو مبيض محارة، وبنكمل بعض، وسأجمع كل زمايلنا الصنايعية وسنتظاهر فى ميدان المطرية، لازم نرجع حقه من الذين فضحوه، وقلعوه ملط، وجعلوه فرجة للناس، ابن شقيقة، حمادة قال لوزير الداخلية: بذمتك تقبل يحدث لابنك ما حدث لخالى! راندة ابنة حمادة المسحول قالت: خايفة عليه، وأطلب له الحماية،
بابا تراجع لأنه خايف، سامح عاشور

نقيب المحامين قال: ما حدث لحمادة شىء مخجل وجريمة تمس كرامة المصريين وهيبة الدولة، وتستوجب إقالة ومحاكمة وزير الداخلية، واعتذار رئيس الجمهورية.
أشرف ابن عم حمادة قال: عذبوه فى مستشفى الشرطة حتى يغير أقواله، الرئاسة قالت: الفيديو صادم، وزير الداخلية قال: شاهدت الفيديو، واستأت منه، وحولت الواقعة للتحقيق، اللواء هانى عبداللطيف المتحدث الإعلامى للداخلية قال: نحن نعتذر ونعتذر كمان للمرة الثانية والثالثة والرابعة وسنعلن نتائج التحقيقات عن واقعة السحل.
واقعة سحل حمادة تعيدنا إلى ما كان يحدث فى سجن أبوغريب، عندما كان يقوم الأمريكان بتعذيب العراقيين بطرق وحشية، العالم شاهد حمادة وحوله مدرعة شرطة وقيام جنود وضباط بجره على الأسفلت وهو عار تماماً، ويقذفونه بأرجلهم.
من أنتم؟ ألستم من الشرطة.. أم كائنات فضائية!! لا يستطيع مخرج أن يخرج لنا هذا العرض «فشر» ولا يوسف شاهين فى فيلم الأرض. وأتصور أن المطرب الشعبى أحمد عدوية سيغير كلمات أغنيته إلى «السحل.. الدح.. امبوه» تضامناً مع حمادة.
أحمد ابن حمادة قال: والدى غلبان، ولو قالوا له حانوظفك، أو نعطيك فلوس فسيغير أقواله، وهو عايش تحت الأرض وغلبان، وزير الداخلية قال: حمادة يتم علاجه الآن فى مستشفى الشرطة وسيخرج بعد شفائه معززاً مكرماً، وهو مواطن مصرى وأخ!
أتصور أن حمادة قال بعد تراجعه عن اتهام الشرطة بسحله: الضباط شالونى من على الأرض شيل وجابولى تورتة، واحتفلوا بعيد ميلادى، وغنوا «هابى بيرث»! كما أتوقع أن يقول حمادة: أنا من جبروتى، سحلت نفسى، وقلعتنى هدومى، وضربتنى بالشلوت، وعلشان أنا مفترى مراتى بلغت عنى النيابة.
إدينى عقلك ياحمادة يا أبودم خفيف!!