عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على مشارف إنقاذ وطنى

توالت المبادرات الوطنية لوقف مسلسل الدم الذى يسيل يومياً منذ قيام ثورة 25يناير، الشعور الحقيقى بالخطر الذى يحيط بالوطن هو الدافع وراء قيام حكماء الأمة بطرح الحلول للخروج من الأزمة، وإنقاذ المركب من الغرق، الجميع فى مركب واحد، وشركاء مسئولية واحدة ومصير مشترك، إذا نج المركب نجا الجميع، وإذا غرق ضاع الوطن وهلك الجميع.

هناك حقيقة مؤكدة ومجربة هى أن مصر تمرض ولا تموت، هناك ترمومتر يقيس درجة الخطر قريب من وجدان كل مصرى فقبل أن يصل القياس إلى الشرطة الأخيرة فى الترمومتر، يستيقظ الضمير الوطنى، ويهب العقلاء، ويتصدرون الصفوف لتسيير مركب الوطن إلى بر الأمان.
«كونسلتو الحكماء» يلتف حول مركب الوطن حالياً، التقت إرادة جبهة الإنقاذ الوطنى مع حزب النور، اتفق الليبراليون والسلفيون على هدف واحد هو إنقاذ المركب، ليس المهم الآن من يقوده ومن هو الربان، التقوا على رفض الأخونة، وتدفقت الأفكار والأهداف المشتركة فى إقامة دولة للجميع عنوانها المواطنة، جذورها الاستقرار، وفروعها الحرية لإقامة العدل وتطبيق القانون على الجميع دون تفرقة.
هناك اتفاق على تشكيل حكومة وفاق وطنى وإقالة النائب العام المعين بقرار من رئيس الجمهورية وإزالة آثار الإعلان الدستورى الصادر فى «22 نوفمبر» الماضى، وتشكيل لجنة قضائية للتحقيق فى أسباب سقوط الشهداء.
كما التقى الجميع حول وثيقة الأزهر النابضة بأفكار الشباب لنبذ العنف، وحماية النسيج الوطنى، والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة، وتشجيع الحوار.. وثيقة الأزهر تعبير عن الضمير الجمعى لحماية حقوق الإنسان فى الحياة، الجميع يتنازل ويتقارب من أجل الوطن للخروج من الأزمة وهناك مبادرات فردية للدكتور البرادعى والدكتور إبراهيم فوزى وزير الصناعة الأسبق، ومبادرات أخرى تبنتها قوى سياسية فى العديد من المحافظات، هذا هو وقت الجلوس إلى طاولة الحوار، لتغليب العقل على العنف، واستبدال الأفكار وطرح الحلول بـ«المولوتوف» و«الخرطوش»، هذا وقت خروج الوطن من غرفة الإنعاش بعد أن تسرى فى عروقه دماء الحياة.
بعد عامين من الخلاف والاختلاف يجلس جميع الفرقاء إلى طاولة واحدة للتفكير من أجل الوطن، وأصبحت الكرة الآن فى ملعب رئيس الجمهورية

لاتخاذ الإجراءات التنفيذية لما يتم الاتفاق عليه، إذا فهم الإخوان أنهم لن يحكموا وحدهم، ولن يستطيعوا أن يحكموا وحدهم فإن عليهم أن يستوعبوا حالة الحراك الجديدة والجادة لحل الأزمة ونبذ العنف، وإنقاذ مركب الوطن من الغرق. العنف الذى يسود الشارع الآن يضر بالجميع ويفتح الباب أمام الفوضى، وانهيار العملية السياسية بالكامل، هجوم الإخوان على حزب النور حالياً مرفوض، الإخوان هم الذين يعيشون طفولة سياسية عندما يتمسكون بحكومة عاجزة فاشلة، ويتحدون مطلباً أجمعت عليه كل القوى السياسية بضرورة إقالة الحكومة الحالية وتشكيل حكومة وفاق وطنى تجرى الانتخابات البرلمانية القادمة، «قنديل» ليس هو رجل المرحلة الحالية، الكرسى واسع عليه، هذا ليس تقليلاً من شأنه.
يمكن أن يصلح لمكان آخر، المرحلة الحالية تحتاج إلى رئيس وزراء سياسى، صاحب قرار، وقنديل ووزراؤه دون المستوى ليس لديهم فكرة عن أى شىء أغرقوا البلد فى المشاكل وفشلوا فى تقديم شىء يخفف من الأعباء اليومية التى يعيشها المواطنون، أو يوقف نزيف الدماء، وإذا كان الرئيس مرسى جاداً فى إجراء انتخابات برلمانية محايدة، فالبداية تكون تشكيل حكومة جديدة تدير هذه الانتخابات بدلاً من الحكومة الحالية التى تنتظر التعليمات وإقالة النائب العام الملاكى، احتراماً للقضاء، التأخر فى الاستجابة للمطالب المنطقية عواقبه وخيمة على الوطن ولن يحقق الرغبة فى عبور الأزمة، يجب أن نستغل المناخ المهيأ لوقف العنف.