رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

النحاس في ضيافة عمدة المراشدة

انتصر صوت العقل في المراشدة، وتم نبذ العنف، للحفاظ علي الوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين، وتفويت الفرصة علي دعاة الفتنة في تحقيق مكاسب سياسية علي حساب الاستقرار وعلاقات المحبة  والأخوة التي تجمع بين أهالي القرية

منذ عشرات السنين. ونجحت جهود عمدة القرية الأستاذ محمود علي عبدالمجيد بالتعاون مع مشايخ وشباب القرية في نزع فتيل الأزمة، وحقن الدماء، والحفاظ علي الأرواح والممتلكات ووضع الحادث الذي كان وراء هذه الأزمة في حجمه الطبيعي  كونه حادثا ً جنائياً يحسم عن طريق القضاء، وقد بدأت التحقيقات فيه وتم حبس المتهم، والمطلوب ألا  تطول الإجراءات القانونية فقد يؤدي حسمها سريعاً، إلي سرعة التئام الشرخ الذي حدث في العلاقة بين أبناء القرية الواحدة بسبب هذا الحادث الغريب علي القرية، والذي يتعارض مع الأخلاق والشرف والقيم والعادات والتقاليد التي ينعم بها أهل القرية وإذا كنت أؤيد أن يحصل المتهم علي العقاب الذي حدده القانون في حالة ثبوت ارتكابه واقعة التحرش بالطفلة إلا أنني أرفض الإقصاء القسري الذي يدعو إليه البعض بطرده من القرية أو طرد  أسرته لأنه يتعارض مع المواطنة إلا إذا كان ابتعاده عن القرية يأتي برغبته أو باتفاق بعد صلح يقبله المتهم بإرادته دون ضغوط أو تهديد كرد اعتبار لأسرة الفتاة التي أضيرت في سمعتها.
وليس غريباً علي عمدة القرية أن يقود هذه الأزمة رغم بشاعتها، إلي بر  السلامة، ويقنع شباب المسلمين الذين خرجوا بالمئات للانتقام من المسيحيين، وتأديبهم علي طريقة البادي أظلم، بأن العنف لن يفيد،  وسيؤدي إلي خراب ودمار، وأن سيادة القانون والاحتكام إليه دليل علي التحضر، والعنف من اسلوب الغابة، وهذا درس يقدمه عمدة المراشدة للذين فقدوا عقولهم في كل مكان وغلبوا لغة الرصاص علي لغة العقل والمنطق، وفرضوا سياسة البقاء للأقوي علي سياسة التعايش والمواطنة. كان في امكان أهالي المراشدة أن يضاعفوا من أحزان مصر في ظل الانفلات الأمني والأخلاقي الذي نعيشه في هذه الفترة، ولكن عقلاء القرية رفضوا التضحية بالمواطنة والمحبة في سبيل حادث ومازلت أكرر أنه شرخ في العلاقة الأبدية  بين مسلمي ومسيحيي القرية ويحتاج إلي  علاج عاجل وسريع من الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادي والأنبا كيرلس قمص كنيسة أبي فام الجندي بالمراشدة، وفي مقدمتهما قيادات قنا وعلي رأسها المحافظ المحترم اللواء عادل لبيب ومدير الأمن اللواء صلاح مزيد، واللواء أحمد عبدالغفار مدير مباحث قنا، ومباحث مركز شرطة ونيابة الوقف. وقد يكون الصلح الذي سيدعو إليه العمدة بعد أن تهدأ  الأوضاع، ويأخذ القانون مجراه، هو

المناسب لالتئام الجرح بين أهل المحبة والأخوة.
والمراشدة إذا كانت قرية من الناحية الإدارية تتبع مركز الوقف، إلا أنها من الناحية الاجتماعية والانسانية هي بيت كبير يجمع عائلة واحدة، رغم التسميات الشكلية للبيوت وهي هكذا من أيام العمدة الكبير رحمه الله علي عبدالمجيد وهب الله أو علي بيه، وهو والد العمدة الحالي محمود  علي عبدالمجيد. كان العمدة الكبير المنتخب من أهالي القرية قوي الشخصية له هيبة ومكانة، وكان من مؤسسي حزب الوفد ويعشق  فؤاد باشا سراج الدين وله معه ذكريات كثيرة كان يرويها لأهل القرية عن المواقف الوطنية للباشا. كما أن هناك واقعة تربط العمدة الكبير بزعيم الأمة مصطفي  النحاس، عندما كان النحاس باشا في زيارة إلي أسوان، فأصر العمدة الكبير علي عبدالمجيد، علي تقديم واجب الضيافة للنحاس وصحبه، فرست السفينة بهم في النيل  أمام المراشدة، واستقبلهم العمدة ومن خلفه أهالي القرية، وتناول النحاس والوفد المصاحب له طعام الغداء الذي أشرف العمدة علي إحضاره من القاهرة من أفخم المطاعم، وتم إطلاق اسم موردة النحاس علي المكان الذي رست فيه سفينة النحاس ومازال هذا المكان يحمل هذا الاسم حتي الآن، والمورد هو المكان الممهد للنزول إلي النيل بما يشبه المرسي للسفن، وكان العمدة الكبير عطوفا علي مسيحيي القرية فقد ساهم في بناء كنيسة أبي فام الجندي تكريما لمكرم عبيد باشا ابن قنا وصديق العمدة وكان الخواجة واصف هو كاتم أسرار العمدة الكبير لأنه  كان التليفون في ساحة العمدة  وكانت أوضة التليفون مشهورة حيث كان يتم فيها حجز المتهمين أو المطلوبين، حتي يتم إقضاء الحقوق، وكانت أغلب المشاكل تتم بالتصالح وقليل منها محال  إلي مركز الشرطة.