رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ثورة تايهة

الثورة لم تجهض، ولم تلد، وهناك من يرى أنه حمل كاذب، هل هى ثورة، أم حالة ثورة، أم شبه ثورة؟!، وهل هى شبيهة بالثورة العرابية؟!، وهل ستأخذ وقت الثورة الفرنسية؟!، أم هى شقيقة ثورة الياسمين التونسية؟!، على كل حال يوم الجمعة القادم

تحل الذكرى الثانية لثورة «25 يناير»، وزير الإعلام قال نستقبلها بحفل فنى، الإخوان يدشنون فى هذه المناسبة حملة «مصر يا أم.. ولادك أهم».. طبعاً لا يقصدون شهداء الثورة الذين قتلهم «اللهو الخفى»، ولا المصابين الذين ضحوا بأجزاء من أجسامهم، ولا ضحايا القطارات والعمارات الذين تحصدهم آلة الإهمال كل يوم، ولا الفقراء الذين يتلوون من الجوع والمرض، ولا العاطلين الذين يكلمون أنفسهم فى الشوارع، وتحول بعضهم إلى مدمنين، احتفالات الإخوان تدور حول سياسة الاستقطاب للقفز على مقاعد البرلمان القادم، بعد قيام مجلس الشورى بتجهيز قانون الانتخابات على مقاس الجماعة، ولم يتبق إلا البروڤة النهائية.
هل شاهد أحد صبحى صالح مقرر اللجنة الدستورية المكلف بعرض تقرير اللجنة عن مشروع القانون أمام مجلس الشورى، وهو يأخذ الموافقة على مواد القانون بنفسه بدلاً من رئيس المجلس، فيسأل النواب هل توافقون؟!، ويرد نواب الجماعة «موافقة»، بينما يجلس الدكتور أحمد فهمى رئيس المجلس على المنصة لا يحرك ساكناً مشغولاً بتوقيع البوسطة! حتى نبهه أحد الأعضاء لوقف تجاوزات صالح.
أين شباب الثورة بعد عامين من قيام الثورة؟ الشباب الذى قام بالثورة، اكتشف خدعة الإخوان فى العام الثانى الذى نودعه بعد أيام، قفز الإخوان على السلطة باستخدام سلاح الزيت والسكر، الشباب علقوا على فوز مرسى بالرئاسة قائلين: اكتب على جدران البيت مرسى فاز بـ«زجاجة زيت»، «يا أبوذقن وجلابية مصر دولة مش تكية»، الشباب فى حالة غضب، يشعرون بأن الثورة سرقت منهم، ويبحثون عن ثورتهم التائهة، أو المخطوفة، هؤلاء الشباب سيكونون فى حالة ثورة جديدة لاستكمال رحلة البحث عن «اللهو الخفى»، أو «الطرف الثالث» الذى قتل الشهداء بعد البراءات المستمرة للمتهمين، وقاضى محاكمة المتهمين فى قضية أحداث محمد محمود قال كلاماً خطيراً وهو ينطق بحكم وقف السير فى إجراءات الدعوى الجنائية وقال: الحكم صدر بناء على قانون العفو الصادر من رئيس الجمهورية عشان مايقولوش القضاء مشاهم، ويطلع «شوية عيال مأجورين» يقولوا الشعب يريد تطهير القضاء»!، المتهمون فى القضية رفضوا العفو، واعتبروه إدانة، وطالبوا بالبراءة، وقالوا «نحن

ثوار مش قتلة»! هناك أسرار خفية فى هذه القضية تكشف الطرف الثالث وتكشف عملية مقايضة دماء الشهداء بمقاعد البرلمان السابق الذى تم حله بحكم الدستورية العليا!
يوم السبت القادم وبعد ساعات من بدء العام الثالث للثورة، يسدل القضاء الستار على أبشع مذبحة شهدتها الملاعب الخضراء فى العالم، والمعروفة بمذبحة ستاد بورسعيد، وراح ضحيتها أكثر من «70» مشجعاً أهلاوياً يوم أول فبراير الماضى فى ستاد بورسعيد خلال مباراة الأهلى والمصرى.
ألتراس مصراوى يحاصر ستاد بورسعيد لمنع نقل المتهمين للمحاكمة فى أكاديمية الشرطة بالقاهرة، وألتراس أهلاوى يعسكر فى التحرير، وأمام الاتحادية، وأكاديمية الشرطة، ينتظرون حكماً مشدداً ضد المتهمين، الحكم لن يرضى أحداً، وسيكون يوم «26 يناير» يوماً عاصفاً. وأقترح  عقد المحاكمة فى بورسعيد حرصاً على الاستقرار الأمنى ولن يغير ذلك من الحكم الذى قر فى ضمير القاضى أو يؤجل النطق بالحكم.
القوى الثورية التى تمثل التيارات الليبرالية تبحث عن وسائل سلمية لتصحيح مسار الثورة، ووزارة الداخلية تتحمل عبء مرور الذكرى بكافة إرهاصاتها، اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية قطع عهداً على نفسه إما أن تمر ذكرى الثورة بسلام أو يروّح بيته، من المتوقع أن نسمع وعوداً زائفة فى هذا اليوم من الرئاسة، وسيمر اليوم بسلام أو بأقل خسائر بعد حشود كثيفة كل يبكى على ليلاه، لكن البكاء الحقيقى مستمر على الشهداء الذين لم تجف الدموع على فقدهم، ولن تجف إلا بعد القصاص لهم، فإذا اقتص للشهداء من المتهمين الحقيقيين، ووقفنا على طريق ممهد لتداول السلطة تبقى الثورة نجحت وعادت لأصحابها.