رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

استقيلوا يرحمكم الله

إذا كانت كارثة قطار البدرشين لا تستحق أن يقدم الدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء استقالته، ويجلس فى بيته بـ«الجلابية» القطن، فمتى يستقيل؟ إذا كان سيدنا عمر بن الخطاب رئيس حكومة المسلمين فى زمن الخلافة قال:

«ويلك ياعمر لو أن بغلة تعثرت فى العراق لسئل عنها عمر لِمَ لم تمهد لها الطريق»، وفى زمن الإخوان يقول رئيس حكومة الكوارث سيدنا هشام بن قنديل إن حادث البدرشين لا يستدعى أن أتقدم باستقالتى، وليس مقرراً محاسبة وزير النقل الجديد أو إقالته، المواطن المصري فى زمن الجماعة أصبح لا يساوى بغلة أيام الخلافة الإسلامية! عمر بن الخطاب يسأل من الله عن بغلة لم يمهد لهاالطريق وهشام بن قنديل، يتمسك بمنصبه، غير عابئ بدماء شباب المجندين الفقراء الذين تناثرت أشلاؤهم فوق قضبان السكك الحديدية، كان يجب أن يستمع الدكتور قنديل إلى شهود كارثة قطار البدرشين، قال الأهالى تأخرت وسائل الإنقاذ، وقمنا بمحاولات لانتشال المصابين، وعندما كنا على كثرتنا نرفع الصاج بالكاد كنا نسمع صرخات الجنود، ولكنه كان يسقط سريعاً من ثقله فيموت من تحته، وشاهدنا جنوداً يصرخون لأن أجزاء من أجسامهم سواء أيديهم أو أرجلهم تحت أطنان من الحديد وهم يتلوون من الألم، وبعضهم بترنا سيقانهم أو أيديهم لإنقاذهم! هل نسيت يادكتور قنديل إنك ستحاسب يوم القيامة عن هؤلاء، ليس عن هؤلاء فقط، بل عن أطفال أسيوط، تلاميذ المعهد الدينى، لا بل عن ضحايا عمارة المعمورة البلد التى سقطت بعد «72» ساعة من كارثة قطار البدرشين فوق سكانها، وضحايا عقار قلابشو فى بلقاس، وضحايا قطار أرض اللواء، ستحاسب يادكتور قنديل عن هؤلاء جميعاً لأنك راع أضعت رعيتك، لم تمهد لها الطرق، ولم توفر لها وسائل نقل آدمية، ركبوا قطارات بتذاكر ذهاب بلا عودة، وسكنوا عمارات أقامها الفاسدون وأشرفت بنفسك على توريدهم إلى الآخرة فى رحلات موت مجانية! ثم تنتظر المزيد!
رئيس الوزراء قال إن الاستقالة ليست حلاً، والأفضل منها وضع الخطط لتطوير السكك الحديدية، أين هوالتطوير، لقد مر شهران على كارثة قطار أسيوط، ولم نشهد أى تطوير، حتى وقعت كارثة البدرشين، ماذا كنت تفعل فى كل هذه المدة، بل ماذا فعلت منذ تعيينك رئيساً للوزراء فى أغسطس الماضى، وزير النقل الجديد الدكتور حاتم عبداللطيف قال: إنه يتحمل المسئولية السياسية عن كارثة البدرشين.
وقال: لا أرغب فى المنصب، ولكنه قدرى ولا أفكر فى الاستقالة بعد أيام

من تكليفى، كلام عظيم، لكن محدش ضربك على إيدك، مش عاجبك، استقل من أولها.
الدكتور حاتم قال كلاماً خطيراً عن السكة الحديد لأنه كما قال جاء من خلفية تعرف حقيقة كل ما يحدث فى السكة الحديد قال: إن «85٪ من عربات السكة الحديد، انتهى عمرها الافتراضى، وصيانة عربات القطارات كانت تتم على الورق، ومنظومة السكك الحديدية مترهلة، وقال من الآن ستكون الصيانة فعلية، ومن مكتبى مباشرة والوعد الذى أقدر عليه هو أن أبذل كل جهدى للحفاظ على أرواح المواطنين، وأرفع مستوى الخدمة فى قطارات آدمية، كتر خيرك على الأقل انت أفضل من الدكتور حسن البرنس الإخوانى نائب محافظ الإسكندرية الذى قال بعد سقوط عمارة المعمورة أنا لست المسئول عن ملف المبانى فى المحافظة، رغم أنه كان يتصرف كأنه المحافظ! واستسلم الرجل الطيب محمد عباس المحافظ الرسمى للإسكندرية، لـ«البرنس محافظ «المنظرة»!
صحيح ورثنا تركة ثقيلة من فساد النظام السابق، لكن لم نقم بالثورة لنرعى هذا الفساد، ونحافظ على استمراره، أين شعارات عيش ـ حرية ـ كرامة إنسانية ـ عدالة اجتماعية، المسئولية كبيرة والمسئول الذى لا يقدر على القيام بها يترك مكانه، لا مكان للفاشلين فى مواقع المسئولية، الوزراء خدام الشعب، وأولهم رئيس الوزراء، ورئيس الجمهورية أيضاً، واللى مش مصدق ذلك يرجع إلى القسم الذى جاء فيه أن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة، وأول هذه الرعاية هى الحفاظ على حياته، واحترام آدميته، والدكتور قنديل أقسم على رعاية الشعب وليس على توريده للآخرة، والآن أصبح الوقت مناسباً لاستقالته وأن يأخذ معه محافظ الإسكندرية ونائبه البرنس، استقيلوا يرحمكم الله.