رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لا تسامح ولو منحوك الإبل!

مسلسل نزيف الدماء علي قضبان السكة الحديد متي ينتهي؟ هذا السؤال ينتظر إجابته المصريون وفي مقدمتهم أهالي شهداء أسيوط من الحكومة باعتبارها مسئولة عن توفير الأمان لكافة مواطنيها، ربما تخف آلام الفراق وتخمد النيران المتأججة في الصدور وتهدأ أوجاع القلوب علي فلذات الأكباد الذين تناثرت أجسادهم الصغيرة الطاهرة علي قضبان الموت.

لماذا يموت الفقراء فقط بهذه الطريقة البشعة.. آه يا بلد أرخص ما فيكي دم الفقير السايل علي أسفلت الطرق وقضبان السكة الحديد.. حتي في الحروب أبناء الفقراء هم الذين يستشهدون.. أمهات شهداء ثورة 25 يناير وأمهات شهداء رفح، يواسين ثكالي أسيوط في مصابهم الأليم.. في فقد الأحباب الذين خرجوا لتلقي العلم ولم يعودوا.. الفقراء يموتون علي أبواب المستشفيات وفي العبارات، وفي قوارب الهجرة وفي طوابير الخبز والبوتاجاز، ويموتون وهم أحياء، من قسوة الحياة، وضيق الرزق، وارتفاع الأسعار. الفقراء استشهدوا في الثورة لتغيير واقعهم، واكتشفوا انهم اسقطوا نظاما فاسداً ليأتي نظام أفسد منه.. لا تحسبن أن القطار هو الذين دهس  أطفال  أسيوط، بعد ان تعلق اتوبيسهم في مقدمته وسار به حوالي كيلو مترين بأقصي سرعة حتي تطايرت أجسام الأطفال علي القضبان لا، الذي دهس الأطفال هو الحكومة الفاشلة التي تعلم سوء أحوال القطارات والمزلقانات ولم تتحرك لإصلاحها، والذي دهس الأطفال النظام الجديد الذي جعل كل همه هو التربع علي سدة الحكم بأي وسيلة، وقام باختطاف الدستور ليفصل مواده علي مقاسه، والذي دهس أطفال أسيوط هو استمرار الفساد المتغلغل في جسد الدولة، والذي دهس أطفال أسيوط هم مشايخ الفضائيات وأصحاب  الفتاوي الهدامة التي  تشكك في ايمان الناس، الذي دهس أطفال أسيوط هم الذين يرمون المحصنات بالزنا.
كلكم راع.. وكل راع مسئول عن رعيته، وزير النقل المستقيل والذي لا أعرف لماذا أخلت النيابة سبيله، اعترف في تحقيقات النيابة معه بعدم كفاية الاعتمادات المالية للتطوير المطلوب في السكة الحديد، وأن العنصر البشري يحتاج الي اعادة تأهيل.  معني كلام الوزير المستقيل انه يعترف بأن هناك

خطورة علي حياة  ركاب القطارات لأنها  لم يتوفر لها التطوير المطلوب لضمان السلامة، ولم  يتلق العاملون التدريب الكافي للقيام بمهامهم، ومنهم طبعا ملاحظو البلوكات وعمال المزلقانات فكيف نحاسب ملاحظ بلوك وعامل مزلقان غير مدربين، ويتم حبسهما 15 يوما ونفرج عن الوزير، الذي أريد أن أسأله ماذا فعلت عندما اكتشفت أن الأموال المعتمدة لهيئة السكة الحديد لا تكفي للتطوير والتدريب؟
هل طلبت اعتمادات اضافية؟ وماذا كان رد الحكومة عليك؟ ولماذا لم  تقدم استقالتك لارضاء ضميرك عندما اكتشفت أن هناك خطورة علي  الركاب من وراء ترك القطارات بدون تطوير والعمالة بدون تدريب أم أن المنصب كان أهم عندك من حياة المواطنين، وتعاملت معنا علي قد فلوسنا، وأرضيت الحكومة بزيادة عدد القتلي بدلا من زيادة عجز الموازنة.
لن نسامح في حقوق أبنائنا ولا تصالح إلا بعد المحاسبة الحقيقية لجميع المقصرين في الحادث وعلي أعلي مستوي كما قال النائب العام وليس علي طريقة كبش الفداء. أهالي الشهداء لا ينتظرون تعويضات مادية. يشعرون بألم من عمليات تقدير التعويضات التي يتحدث عنها بعض المشايخ، البعض طلب رفع تعويض  الطفل الي مائة إبل أو مليون جنيه، والبعض تحدث عما يقابلها من ذهب أو فضة، أهالي الشهداء يرفضون تحويل فلذات أكبادهم الي سلعة تقدر بثمن أو قابلة للبيع والشراء فلا تصالح إلا بالقصاص.