عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أطفال الفتنة

أغلق الرئيس محمد مرسى، باباً من أبواب الفتنة بعد تدخله للإفراج عن الطفلين المسيحيين ببنى سويف المتهمين بازدراء الأديان، بعد أن تم إيداعهما احدى دور رعاية الأحداث تمهيداً لمحاكمتهما.

ونطالب الرئيس مرسى مستغلين فيه حرصه على مستقبل النشء بأن يفتح باباً من أبواب الحرية وحقوق الإنسان والطفل، بأن يأمر بالإفراج عن 43 طفلاً محكوماً عليهم بالسجن منذ أحداث ثورة 25 يناير بعد محاكمتهم أمام محكمة عسكرية لم تراع حقوقهم كأطفال، ولم توفر لهم محاكمة عادلة، وأصدرت أحكامها ضدهم خلال دقائق.
هناك فرق كبير بين الواقعة التى حدثت فى قرية ماركو ببنى سويف وبين ما حدث من الأطفال الذين تمت محاكمتهم عسكرياً لكن تجمعهما الطفولة البريئة. فإذا كان الرئيس مرسى قد تدخل لإنقاذ طفلين حرصاً على مستقبلهما، وإخماد فتنة بين المسلمين والمسيحيين فى مهدها، فإن تدخله لإنقاذ الأطفال الذين تم القبض عليهم من الميادين، وتمت محاكمتهم أمام محكمة عسكرية ينقذ مستقبل هؤلاء الأطفال ويعيد البسمة إلى أسرهم.
طفلا بنى سويف تسللا تحت جنح الليل إلى مسجد القرية، وتركا حقيبة بها أوراق من المصحف الشريف عليها آثار نجاسة من بول وبراز، وتم ضبط الطفلين، وتدخل مسلمون ومسيحيون بمدينة الفشن وقرية ماركو وقاموا باحتواء الفتنة على أن يأخذ القانون مجراه، ولكن صغر سن الطفلين أدى إلى قيام النيابة بإيداعهما احدى دور رعاية الأحداث وأوصت بالتجديد لهما فى الميعاد، وعندما علم الرئيس مرسى بقصة الطفلين طلب من المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام إخلاء سبيلهما حرصاً على مستقبلهما، وإخماد الفتنة فى مهدها، بالتأكيد الطفلان لم يرتكبا هذا التصرف الذى يسىء إلى الأديان من تلقاء نفسيهما فهناك من حرضهما على ارتكاب هذا التصرف للوقيعة بين المسلمين والمسيحيين فى هذه الظروف الملتهبة ضد الفيلم المسىء للرسول الكريم.
والأطفال الذين خرجوا فى المظاهرات أثناء

الثورة، لم يخططوا لارتكاب أعمال تخريب أو قتل، وقد يكون هناك من  حرضهم على العنف دون إدراك منهم لعواقب ذلك بسبب صغر سنهم، كما أن محاكمتهم أمام محكمة عسكرية غير دستورى ويتعارض مع حقوق الطفل، أحد هؤلاء المسجونين الطفل إسلام حربى، خرج من منزله أثناء أحداث الثورة لشراء احتياجات أسرته، وتم القبض عليه، وقدم إلى محاكمة عسكرية؟ لماذا لا أحد يعرف؟ وقضت المحكمة بسجنه 15 عاماً، وتم تخفيضها إلى «7 سنوات»، قضى منها عامين حتى الآن!!
تقول والدته: تم إيداعه مؤسسة حلوان وتم نقله إلى مؤسسة المرج، وعندما قامت بزيارته وجدته يمسح البلاط بـ«الخيشة»، رغم مرضه.
الغريب أن اللجنة التى شكلها الرئيس محمد مرسى لبحث أوضاع المسجونين والمعتقلين فى أحداث الثورة لم تصل إلى هؤلاء الأطفال المسجونين لبحث أوضاعهم وانصاف ما يستحق الإفراج منهم، رغم أنه  تم الإفراج عن آلاف المتطرفين الذين ارتكبوا جرائم جديدة بعد خروجهم من السجون.
نطالب الرئيس مرسى بتوجيه اللجنة إلى بحث أوضاع الأطفال المسجونين لإنصاف المظلومين حتى يستمر باب الحرية مفتوحاً كما أوصد الرئيس باباً للفتنة فى بنى سويف بالإفراج عن طفلين ارتكبا جريمة لا يد لهما فيها وكادا يصبحان سجينين رغم أنفيهما.