رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الهجرة المشروعة!

سألوا المهاجرين بطريقة غير مشروعة إيه اللى رماكم على المر قالوا اللى أمر منه! ولن يتوقف الشباب المصرى عن الفرار إلى المجهول بحثا عن مراعٍ أكثر خضرة، وتحقيق حلم الثراء، رغم الأهوال التى يواجهونها فى رحلات تلمس شواطئ الغرب الأوروبى التى ينظمها تجار الرعب، وغالبا لم تكتمل هذه الرحلات وتنتهى بغرق الشباب فى البحار أو تعرضهم للسجن إذا كتب لهم النجاة ووصلوا إلى الشاطئ الآخر!!

لن أنسى كلام أب من الفيوم مات له ابنان فى هجرة غير مشروعة منذ عدة سنوات قال إنه يجهز ابنه الثالث للسفر، وعندما سأله الصحفيون عن السبب، رغم أنه حزين على فقد ابنيه، والمفروض أنه يخاف على الثالث من أن يلقى مصير شقيقيه، فكان رد الأب المكلوم: يمكن الثالث ينجح وينقلنا نقلة ثانية!!
وبمناسبة النقلة الثانية التى تحدث عنها الرجل البسيط بتلقائية شديدة والتى تعنى الانضمام إلى نادى الأغنياء وتوديع حياة الفقر التى قال عنها الإمام على كرم الله وجهه الفقر فى الوطن غربة، فإن محافظة الفيوم تعد من أولى محافظات الجمهورية التى يلجأ شبابها إلى الهجرة غير المشروعة، وودعت منذ أيام عددا من أبنائها غرقوا فى مركب كان فى طريقه إلى إيطاليا، والسبب وراء اصرار شباب الفيوم على مغامرة السفر بهذه الطريقة غير المأمونة، كشفه الأستاذ أسامة عبدالمنعم خبير التنمية البشرية قائلا: الناس هناك اتجننت، لأن مجموعة من المدرسين فى قرية تطون التابعة لمركز إطسا بالفيوم كانوا يعملون فى اليمن، وحصلوا على تأشيرة سياحية إلى إيطاليا، ونجح من نجح وفشل من فشل، وعاد الناجحون إلى تطون محملين بالأموال وأقاموا القصور والمولات التجارية الراقية رغم بساطة القرية وتواضعها، ودبت الغيرة فى قلوب شباب المحافظة بالكامل وقرروا تجربة الهجرة وانتقل هذا الحلم من مكان إلى مكان حتى انتشر فى جميع المحافظات وقال محافظ الفيوم المهندس أحمد على قالوا لى: إن «تطون» عاملة اتفاقية مع ميلانو والأسماء فى القرية أصبحت إيطالية والشباب بيبص للأثرياء ويريدون أن يصبحوا مثلهم!!
هل نمنع الهجرة طبعا لا يمكن لأن الدستور يؤيد حرية التنقل والقرآن دعا إلى السعى فى مناكبها، إذن كيف يكون الحل الذى يوفر فرص

عمل للشباب فى الخارج بطرق مشرعة، يجبنهم مغبة التعرض للغرق أو السجن، أو الضرب على القفا فى الخارج، وخاصة ما يتعرض له المصريون فى دول الخليج هذه الأيام وكان لا يجب أن تأتى من الأشقاء الذين أرسلنا لهم المدرسين لتعليمهم والأطباء لعلاجهم والمهندسين لتشييد قصورهم، ووقفنا إلى جانبهم فى عصور التخلف حتى وصلوا إلى أعتاب الرقى الذى هم فيه الآن!
أسامة الغزولى رئيس المنظمة العربية للهجرة، أكد عدم الاستغناء عن الهجرة لأنها حولت 14 مليار دولار إلى مصر العام الماضى، من خلال 10 ملايين مصرى يعملون فى الخارج، واقترح تطبيق تجربة الفلبين فى إنشاء مجلس أعلى للهجرة لتأسيس صناعة الهجرة لتقدم للعالم منتجًا مدربًا اسمه مهاجر يحترم قيمة العمل والوقت. ودعا إلى حل مشكلة الهجرة على مستوى القطر وليس على مستوى كل محافظة على حده.
اقتراح الغزولى وجيه وأطالب الرئيس مرسى بطرحه على أول اجتماع لمجلس المحافظين بعد تعيين المحافظين الجدد لكن ما أخشاه أن يكون مصير هذا الاقتراح مثل المجلس الأعلى للتدريب والمجلس الأعلى للتنمية البشرية اللذين لم نسمع لهما صوتا منذ تشكيلهما، يطمئننا علاء عوض المتحدث الرسمى باسم وزارة القوى العاملة بأن الأستاذ خالد الأزهرى الوزير الجديد سيجمع كل مراكز التدريب تحت مظلة واحدة، وسيكون عندنا خلال فترة وجيزة العامل المدرب الذى يطلبه سوق العمل فى الداخل والخارج دون الحاجة إلى الهجرة غير المشروعة التى نفقد فيها كرامتنا.