رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

نبوءة الجنزورى!

تحققت النبوءة الثانية للدكتور كمال الجنزورى، وأصبح الدكتور سعد الكتاتنى خارج مجلس الشعب للمرة الثانية! الإخوان يعتبرون الجنزورى مكشوفاً عنه الحجاب، ويقرأ أخطاءهم بين السطور، ويتوقع سقطاتهم، ويخطرهم بها قبل اكتشافها بفترة كافية، الكتاتنى اتهمه بأنه هدده بأن حكم حل مجلس الشعب فى الأدراج،

وقامت أزمة حادة بين الطرفين وانتهت وتم حل مجلس الشعب، وعندما قرر الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية إعادة المجلس بقرار جمهورى متحدياً بذلك حكم المحكمة الدستورية العليا بحله، التقى الجنزورى والكتاتنى فى مكتب رئيس الجمهورية بعد دعوة الكتاتنى لمجلس الشعب للانعقاد ـ وكما نشرت احدى الصحف ـ نشبت مشادة بين الجنزورى والكتاتنى قال خلالها الجنزورى للأخير اوعى تكون فاكر نفسك رئيس لمجلس الشعب، ورد الكتاتنى حاتشوف، وبعد 12 دقيقة انعقاد فقط للمجلس أصدرت المحكمة الدستورية العليا حكماً جديداً بوقف قرار رئيس الجمهورية بعودة مجلس الشعب وعاد الكتاتنى إلى منزله.
الدكتور الجنزورى كاريزما سياسية يفتقدها الكتاتنى، كان الجنزورى رئيساً للوزراء يشار إليه بالبنان خلال حكم النظام السابق، كانت قاعة البرلمان تشبه قاعة الصلاة عندما يلقى الجنزورى بيانه.. لا صوت، لا حركة، لا قزقزة لب، ولا طرقعة لبان، رفع حاجب واحد من الجنزورى كفيل بأن يعيد الانضباط، ويضع النواب فى وضع الانتباه. وخرج الجنزورى من حكم مبارك لأنه كان أكبر من المنصب وقاربت قامته رئيس الجمهورية.
وعاد الجنزورى رئيساً للحكومة، مع أول برلمان منتخب بعد ثورة 25 يناير، وواجه مظاهرات فئوية منعته من دخول مقره الرئيسى فأدار مهامه من المقر البديل فى مدينة نصر. ووقف معه الإخوان ودافعوا عنه، وتعاطف الجنزورى معهم، وحاول مساعدتهم، وقال فى أول لقاء له مع نواب البرلمان: سبحان الله أري اليوم وجوها لم يكن مسموحاً لها فى السابق بالجلوس هنا! الجنزورى رئيس الوزراء لا يقبل إلا أن يكون رئيساً لوزراء

مصر، يمارس مهام منصبه، ويتشاور في قراراته مع أعضاء حكومته، ويحترم الرقابة البرلمانية على كافة أعماله، الإخوان يريدونه رئيساً لوزراء دولة المرشد.
وبدأ الصدام، وخطط الإخوان لإقصاء الجنزورى، وقدموا له مئات الاستجوابات والأسئلة فى مجلس الشعب لم يعرض منها شيئاً لأنها كانت أسلحة للتهديد والتهويش فقط، كما فشلوا فى سحب الثقة منه أو استبعاده عن طريق المجلس العسكرى صاحب السلطة الحاكمة.. واستمر الجنزورى رئيساً للوزراء بعد وصول رئيس حزب الحرية والعدالة صاحب الأكثرية البرلمانية الدكتور محمد مرسى الى سدة الحكم، ومازال الدكتور الجنزورى هو خط الدفاع الأخير عن سمعة الاقتصاد المصرى التى انهارت بعد الاعتداء السافر من جماعة الإخوان على السلطة القضائية، ومحاولتهم جز رأس المحكمة الدستورية العليا.
أعتقد أن الدكتور «الكتاتنى» قد استوعب الدروس التى كان يعطيها له الدكتور الجنزورى، وتأكد أنه لن يكون رئيساً لمجلس الشعب بالمخالفة للقانون، ولى ذراع القضاء، وتمزيق ملابس المحكمة الدستورية العليا، وبعثرة شرفها، الدستورية لن تسلم نفسها لدولة المرشد، ستظل تدافع عن شرفها وشرف القضاء المصرى، ومعها ملايين المصريين يضعونها فوق رؤوسهم رمزاً للقضاء المصرى الشامخ، وستخرج منتصرة من الشراك الذى حاولت الجماعة اصطيادها فيه. كما نجا الجنزورى من محاولات إسقاطه.