رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مصر أهم من الرئيس

المصريون يحبسون أنفاسهم فى انتظار القرار التاريخى الذى سيصدر من قصر الأندلس لإعلان اسم رئيس الجمهورية الثانية، وإعلان اسم الفائز فى هذه الانتخابات فى الحقيقة هو ليس مجرد قرار عادى يتلوه المستشار فاروق سلطان رئيس اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، ولكنه عملية مخاض عسير استمرت حوالى أسبوع، فى انتظار قدوم الرئيس من رحم صناديق الانتخابات التى عبر فيها المصريون عن إرادتهم، فى اختيار الرئيس القادم.

قضيت يوماً كاملاً فى البحث عن المستشار حاتم بجاتو الأمين العام للجنة الانتخابات الرئاسية فى جميع الفضائيات لمعرفة ساعة إعلان النتيجة أو الاطمئنان على نتائج الطعون الانتخابية التى تقدم بها المرشحان الفريق أحمد شفيق والدكتور محمد مرسى فلم أجده، كف عن التصريحات حول العملية الانتخابية وتوقيت إعلان النتيجة استعداداً لساعة الصفر، كلام هذا الرجل مطمئن، يشعرك بالثقة والحيادية والشفافية، تحمل مع زملائه هذه المهمة الثقيلة، واعتبروها رسالة يؤدونها من أجل مصر وشرف الوطن، لا يريدون جزاءً ولا شكورا، ولا يعنيهم إذا فاز شفيق أو مرسى، هم تحملوا أمانة، وسيسلمونها إلى أصحابها، وهم الشعب المصرى.
مطلوب من جميع المصريين أن يتقبلوا نتيجة الصناديق ونحتفل جميعاً بالفائز، وتتعهد الحشود المرصوصة، فى التحرير بالاحتفال برئيس الجمهورية إذا كان الفريق أحمد شفيق أو الدكتور محمد مرسى، هذه هى الديمقراطية كما يجب أن تكون فالفريق شفيق مصرى وهدفه انقاذ مصر من عثرتها والعبور بها إلى بر الأمان وانقاذها من الانزلاق فى أزمة سياسية واقتصادية تعصف بها والدكتور محمد مرسى مصرى لديه مشروع يريد تحقيقه للنهوض بمصر، فإذا فاز فلابد أن نقف إلى جانبه، فلا فرق بين شفيق ولا مرسى إلا من وضع شعبها الطيب فى عينيه وجنبها شر المخاطر التى تحيط بها.
إن الاصطفاف الحالى فى ميدان التحرير للاحتجاج على أحكام القضاء فيما يتعلق بحل مجلس الشعب ورفض نتيجة الانتخابات الرئاسية إذا جاءت بالفريق أحمد شفيق يعرض مصر لمخاطر غير محسوبة العواقب، ويدخل أبناء الوطن الواحد فى صراعات ندفع ثمنها جميعاً، لابد أن يعى الشباب أن مصر دولة قانون، واحترام أحكام القضاء واجب، والخروج عليها مجرم، وأن مصر أكبر من أى رئيس، وسلامتها أهم من انتخاب

رئيس الجمهورية، إن حالة التعصب، وفقدان الرشد وغياب الثقة، والتشكيك، والتخوين، تشعل نار الفتنة، والفتنة تؤدى إلى القتل، والاقتتال يسقط الثورة، ويفتح الباب على مصراعيه للتدخل الخارجى الذى ينتظر ماذا نحن فاعلون.
مصر تمر بلحظة مصيرية، الثورة مهددة، تصريحات الدكتور محمد مرسى عن فوزه بالرئاسة قبل إعلان النتيجة رسمياً أججت الموقف، وهيأت شباب التحرير لعدم تقبل نتيجة أخرى، نحن لا يهمنا الفائز برئاسة الجمهورية، وسنعمل مع أى طرف، لكن يهمنا سلامة مصر وسلامة أبنائها، وسلامة الملايين من الغلابة الذين مازالوا يعيشون تحت خط الفقر، ولم يشعروا بأى تغيير فى حياتهم، هم يقولون إنهم أزاحوا نخبة حصلت على كل شىء فى النظام السابق، واكتشفوا ظهور نخبة جديدة تكوش على كل شىء لا تجعلوا الناس تكفر بالثورة، أضيئوا لهم الطريق حتى يسيروا وراءكم ويسمعوا كلامكم.
الناس تتساءل ماذا سيحدث فى مصر اليوم؟ نريد أن نجعله يوماً للديمقراطية، وتقبل الآخر، نريد أن نأخذ من الدول الأخرى أحسن ما عندها وآخرها قيام الرئيس الفرنسى ساركوزى الذى خسر الانتخابات بتهنئة الفائز هولاند، اعترف بالهزيمة وأكد أنه أصبح مواطناً فرنسياً وهناك رئيس غيره اختاره الشعب لأن فرنسا عنده أهم من أن يصبح هو سيادة الرئيس، ومصر عندنا أهم بكثير من أى رئيس، مصر الباقية لأبنائنا وأحفادنا، الرؤساء زائلون، والذى يريد عظة فأمامه طرة أو مستشفى المعادى العسكرى يذهب للزيارة ليشحن رئتيهه بالعبر والمواعظ، حيث يرقد الرئيس السابق.