رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

5 يونيه

تحل اليوم ذكري 5 يونيه رقم «45».. ذكري الألم، والهزيمة، والنكسة، والعار، ذكري الغدر، والخيانة، واحتلال سيناء وتدمير مدن القناة. في 5 يونيه «67» تلقت قواتنا المسلحة هزيمة قاسية من إسرائيل، فقدنا فيها العديد من شبابنا وعتادنا وجزءاً من كرامتنا ودفنت إسرائيل بعض أسرانا أحياء في رمال سيناء وفي 6 أكتوبر 73 خضنا معركة الكرامة وعبرنا الهزيمة وحققنا النصر وحطمنا أسطورة الجيش الإسرائيلي المغرور واستعدنا الأرض بعد أن غدا الهلال صليبا في توحدنا وكان شعارنا الله أكبر.

في نكسة 67 ربما كان معظم آباء وأمهات شباب ثورة 25 يناير لم يأتوا إلي الدنيا وفي معركة الكرامة «73» كان معظم ثوار 25 يناير مشاريع قصص حب أو أجنة في بطون الامهات جيل 25 يناير ما بين 20، 30 عاما سمعوا فقط عن الهزيمة والنصر عن الانكسار والعزة، عن تنكيس العلم ورفرفته عاليا خفاقا عن النشيد الوطني الذي كان الله أكبر فوق كل معتدي، ثم أصبح بعد النصر: بلادي بلادي لكي حبي وفؤادي مصر القوية العفية هي غاية شباب ثورة 25 يناير. شباب الثورة تعاهدوا علي أن يكون التحرير الثاني للأرض علي أيديهم تحريرا ليس من الاستعمار الذي زرعها بالالغام والقنابل والدبابات، ولكن تحرير من الذين أفسدوا فيها ولوثوا ماءها وهواءها وغذاءها، من الذين حرموا أبناءها من خيراتها ووزعوا ثرواتها علي الشبكة العنكبوتية التي حاصرت الحاكم، وعزلته عن الشعب.
شباب مصر هم الوقود في كل المعارك ضحوا بأرواحهم في معارك الكرامة من أجل تحرير الارض، وضحوا بها في معركة الحرية والديمقراطية ومحاربة الفساد حاربوا الاستعمار الذي احتل الأرض وطردوه وثاروا علي الحاكم الفاسد وسجنوه في كل المعارك سالت دماء الشباب، نالوا الشهادة وهم يدافعون عن الوطن ونالوها وهم يدافعون عن حقهم في البقاء أحرار فوق ترابه، في 67، 73 روت الدماء الحرة أرض الفيروز، وفي 25 يناير سالت الدماء الزكية في أغلي الميادين، في عاصمة الميادين الحرة «التحرير» سقط أغلي الأبناء لكن سقوطهم هذه المرة كان مريراً لأنه تم بأيد جبانة خائنة، امتدت علي أطهر وأنبل ما تملك مصر، شبابها الحر الذي رفض الذل والاستبداد والقهر من حكامه الظالمين كما رفضه آباؤهم من قبلهم تحت حكم الاستعمار سقط أبناؤنا في جبهة القتال، ونحن من ورائهم ندفعهم ونشجعهم ونبكي عليهم حتي جاءوا بالنصر، ونحن نهتف يسقط.. يسقط الاستعمار وسقط أبناؤنا في ميادين الحرية، ونحن نشجعهم ونهتف يسقط.. يسقط الفساد.
وسقط الفاسدون ومازال أمامنا قتال جديد

وهو بناء الدولة الحديثة التي تليق بكفاح شعب حرر الأرض في السابق وتحرر من العبودية بعد 25 يناير وأثبت أن الحرية والكرامة إرادة شعب وليس صكوكا يوزعها الحاكم.
مصر الحبيبة التي بذلنا أرواحنا من أجل أن تبقي عزيزة شامخة بين الأمم تمر حالياً بمرحلة خطيرة تهدد بالعصف بها تتعرض لمحاولة خطف من قوي الظلام، مصر تسير في طريق مظلم واقترب منها اللصوص ويحاولون خطفها في قطار بدون فرامل، النخب سرقوا ثورة الشباب وتربعوا خلف عجلة القيادة انفصلوا عن الشارع، ما يقرره البعض يرفضه الآخرون، الانتخابات الرئاسية في خطر، المصريون يصوتون في الخارج لاختيار أحد المرشحين اللذين وصلا إلي الاعادة مرسي أو شفيق، والنخب في الداخل تخطط لإلغاء الانتخابات، البعض يطرح مجلساً رئاسياً، وآخرون يقولون عنه إنه يهدد مسيرة الديمقراطية وقفز علي السلطة، البعض يطالب بمحاكمة ثورية لرموز النظام السابق وآخرون يقولون مستحيل، مرشح يخطط لتأجير قناة السويس لحاكم عربي والثاني يقول لن أسمح بامتيازات جديدة، مرشح يغازل حماس وآخر يقول مصر عاصمتها القاهرة مرشح يقول لن تضيع دماء الشهداء هدرا وآخر يقول له بعتوهم بالدية مرشح يقول إن منافسه يريد تحويل الانتخابات إلي حرب طائفية والثاني يصفه بأنه مشوه تاهت مصر.. ونكاد أن نفقدها بطلقة طائشة. الحل كثير من التوافق قليل من الاختلاف.. كثير من الحكمة قليل من الحمق كثير من احترام القانون والقضاء قليل من إبداء وجهات النظر حولهما كثير من المشاركة قليل من المغالبة. اجلسوا يانخب.. ناقشوا وابحثوا وأنيروا الطريق للشعب بشرط أن تكون له الكلمة الأخيرة في النهاية لأنه صاحب القرار وإذا انفردتم بالقرار فلن يكون الشعب معكم.