عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

أهم حدث

أهم حدث فى مصر حالياً ليس انتخاب رئيس الجمهورية، ولا حتى الكتاب الذى أصدره مجلس الشعب عن انجازاته فى مائة يوم لاستغلاله فى الدعاية للدكتور محمد مرسى مرشح الجماعة للرئاسة، ولامرتب الدكتورين سعد الكتاتنى وأحمد فهمى رئيسى مجلسى الشعب والشورى،

الحدث الأهم الذى تتراجع أمامه كل الأحداث فى مصر وفى العالم هو الحكم على المتهم محمد حسنى السيد مبارك الذى سيصدر غداً فى محكمة جنايات القاهرة المنعقدة فى أكاديمية الشرطة، وأهم وأشهر قاض فى مصر والعالم سيكون المستشار أحمد رفعت رئيس المحكمة الذى سينادى على اسم مبارك مسبوقاً بلقب المتهم، وهو الشخص الوحيد الذى قال له مبارك أفندم بعد آخر مرة قالها  للرئيس السادات قبل اغتياله بدقائق فى العرض العسكرى بمناسبة احتفالات أكتوبر عام 81.
لن يكون مبارك وحده فى القفص سيكون معه وزير داخليته حبيب العادلى و6 من كبار مساعديه المتهمين معهما بقتل المتظاهرين فى أحداث 25 يناير، وسيكون معه نجلاه علاء وجمال المتهمان معه فى جرائم فساد مازالت تتوالى رغم مرور «16 شهراً» على الثورة وآخرها اتهام جمال وعلاء بالتلاعب فى أسهم البورصة لتحقيق أرباح غير مشروعة بلغت مليارى جنيه وأحيلا للمحاكمة الجنائية مع آخرين.
قضى الأمر، وكتب المستشار أحمد رفعت الحكم الذى يستحقه مبارك وعصابته، واستعدت مصلحة السجون لتجهيز سجن مزرعة طرة لاستقبال المذنب محمد حسنى السيد مبارك، فلا يعقل أن يعود بعد الحكم عليه إلى فندق الـ«7» نجوم الذى يقيم فيه منذ صدور قرار حبسه احتياطياً فى أغسطس الماضى والمسمى بالمركز الطبى العالمى.
منذ حبس مبارك والشائعات لا تتوقف عن تدهور حالته الصحية، مرة عن إصابته بالجنون، ومرة عن تدهور فى القلب أو تفشى مرض السرطان فى جسده، ومرة عن دخوله فى غيبوبة، ومرة عن وفاته، ويتردد حالياً فى وسائل الإعلام أن مبارك فى صحة جيدة، ويتابع الأحداث أولاً بأول ويقول رأيه فى المرشحين للانتخابات الرئاسية، وقال إنهم ـ كما ذكرت احدى الصحف ـ لو أداروا «كشك» سيؤدون إلى إفلاسه كما قال عن النواب فى مجلس الشعب «إيه الدقون دى كلها»، ووصف وزير الداخلية

الحالى بـ«الخرع»، وأن وزير داخليته العادلى لو كان فى المسئولية لقضى على الانفلات الأمنى، كما تحدث عن مشكلة العذرية وأحداث ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء.
إذن لو صح هذا الكلام ونحن أمام متهم فى كامل قواه العقلية، فهل نراه يدخل القفص على قدميه ويتحدث ولو مرة واحدة، يعتذر فيها للشعب المصرى أم سيواصل رقاده على السرير الطبى حتى آخر لحظة قبل النطق بالحكم، ربما يكون مبارك قد لجأ إلى التمديد فوق السرير بزعم المرض لكسب عطف أهالى الشهداء الذين يطالبون بإعدامه ولا ينتظرون غير هذا القرار غداً، لأنهم لن يتعاطفوا معه ويتمنون إعدامه أمام أعينهم، ومعه وزير داخليته وباقى أفراد العصابة، المتهم محمد حسنى السيد مبارك ليس مسئولاً فقط عن قتل المتظاهرين لكنه أفسد الحياة السياسية لمدة 30 عاماً وأطلق العنان لقوى القهر والنهب فى تجريد المواطنين من آدميتهم، وخلق طبقة حاكمة، عاثت فى الأرض فساداً، وسيطرت علىكل شىء واستمتعت بالثروات وتركت معظم الشعب يعيش تحت خط الفقر.
المستشار أحمد رفعت سيصدر حكمه وهو مرتاح الضمير بعد أن أخذ الوقت الكافى فى دراسة أوراق القضية التى تضم آلاف الصفحات، ونثق فى نزاهته أياً كان قراره، المستشار أحمد رفعت سيبدأ شهر يونية بأشهر حكم ضد رأس النظام السابق كما يشهد هذا الشهر انتهاء  حالة الطوارئ بعد 30 عاماً وذكرى نكسة «5 يونية» وانتخاب رئيس جمهورية جديد.