رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الرئيس فى الصندوق!

من جد وجد، ومن زرع حصد، إذا زرعت القمح تحصد القمح، وإذا زرعت الشوك تجنى الشوك، والمصريون زرعوا محصولاً نادراً، يبذرونه لأول مرة خلاف المحاصيل التقليدية فى صناديق اسمه الرئيس، وينتظرون جنى الثمار،

اليوم تتحدث الصناديق وتبوح بأسرارها، ويصمت الناخبون والمرشحون، والمصريون وقعوا بالأحرف الأولى مع الرئيس الجديد، ويكتمل العقد بالتوقيع النهائى بعد إعلان النتيجة لا أحد يعرف من هو الرئيس رغم انتهاء الجولة الأولى من الانتخابات، كل ما يتردد من كلام يرسم ملامح غير واضحة للرئيس، الرئيس مازال فى الصندوق، نحن ننتظر الإعلان الرسمى عنه خلال الساعات القادمة، الحصاد الذى ينتظره المصريون سيكون ثمرة ما زرعوه فى الصندوق، فإذا كانوا قد أكثروا من بذور الليبرالية جاء الرئيس ليبرالياً، وإذا كانوا قد أكثروا من بذور النزعة الدينية جاء الرئيس من هذا التيار، وعلى الجميع أن يتقبل النتيجة، قد يعلن اسم الرئيس نهائياً فى الجولة الأولى، وقد تكون هناك إعادة بين مرشحين وهذا هو الغالب قد تكون الإعادة بين مرشح ليبرالى وآخر دينى، قد يتوجه الرئيس إلى قصر العروبة خلال ساعات، وقد يتأخر إلى الشهر القادم.
معدن المصريين يظهر فى المواقف الصعبة، مرت الانتخابات بسلام فى مرحلتها الأولى، التجاوزات التى وقعت عادية، ولا تؤثر على النتيجة، واحتوتها القوات المسلحة وأجهزة الداخلية فى مهدها، تحية للقوات المسلحة المصرية التى وعدت فأوفت، فى تأمين العملية الانتخابية، وخروجها بهذا الشكل الحضارى مما جعلنا نرفع رؤوسنا أمام العالم الذى تابع التاريخ الجديد الذى كتبه المصريون أمام صناديق الانتخاب، العالم العربى والخارجى اعترف بأهمية هذه الانتخابات فى تقرير مصير الأمة العربية، وتغيير شكل الشرق الأوسط.
تحية للمرأة والفتاة المصرية التى خرجت لتمارس حقها فى اختيار رئيس الدولة، وتحية إلى كل المسنين وذوى الاحتياجات الخاصة الذين أصروا فى بحرى والصعيد رغم ارتفاع درجة الحرارة إلى أكثر من «44» مئوية فى بعض المناطق على تأدية الواجب، وبللوا بعرقهم ورقة التصويت، وجاهدوا لوضعها فى الصندوق لإضافة رقم إلى نسبة المشاركة السياسية، تحية إلى شهداء الثورة الذين منحونا هذه اللحظات المضيئة لنختار الرئيس بإرادتنا الحرة لأول مرة منذ آلاف

السنين، وتحية إلى السيدة التى ثارت فى وجه المشرف الذى حاول التأثير على رأيها فى اختيار المرشح وقال لها مرسى إن شاء الله؟! وعذراً للسيدة التى تم ضبطها تقوم بتصوير بطاقة الاقتراع بالموبايل بعد الإدلاء بصوتها لتقدمها إلى الذين طلبوا منها ذلك لتحصل على المكافأة، وتباً للشباب الذين اعتدوا على قاضٍ تمسك بالقانون وطلب من منتقبة كشف وجهها.
الجديد فى هذه الانتخابات انها كشفت عن تغيير كبير فى ثقافة المصريين من السلبية إلى الإيجابية فوجدنا شباباً يخترقون فترة الصمت ويقومون بالدعاية لمرشحيهم وآخرين يعترضون عليهم ويشرحون لهم عقوبة هذه التجاوزات، كما كشفت الانتخابات ان هناك مخزون رغبة عند المصريين فى المشاركة وإقامة الشهادة.
دخلنا حالة القبول بالنتائج، لنبدأ مرحلة البناء مع الرئيس الذى تكشف عنه صناديق الانتخابات، مطلوب من جميع المصريين سواء الذين اختاروا المرشح الذى فاز بالرئاسة أو الذين اختاروا مرشحاً أخفق، أن يلتفوا حول الرئيس المنتخب، ويقفوا حوله وخلفه للعبور من هذه المرحلة الصعبة وعلى الرئيس أن يتعامل مع جميع المواطنين على قدم المساواة، ويعتبر أن الجميع انتخبوه، فلا يفرق بين من قالوا له نعم وبين من كانوا يتمنون غيره، هذه هى لعبة الديمقراطية، أول شىء نطلبه من الرئيس هو انجاز الدستور الذى يعتبر كشاف النور الذى يهدينا إلى الطريق الصحيح، والرسم الهندسى الذى نطبقه فى بناء مصر الجديدة، ونبدأ باسم الله مرحلة الاستقرار.