عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ابن الشعب

نحتاج أن نرتفع إلي مستوي الحدث الذي ننتظره بعد ساعات وهو انتخاب رئيس الجمهورية. الجديد في هذه الانتخابات انه أول مرة منذ آلاف السنين لن نعرف من هو الرئيس القادم قبل أن تعلن لجنة الانتخابات رسميا عن اسمه بعد فرز أصوات الناخبين.

أيام الست نعيمة التي قالت «نعمين» انتهت الي الأبد، والرئيس الجاهز خلاص دخل المخازن والمفاتيح القيناها في البحر! أصبحت لنا كلمة مسموعة مدوية في اختيار الحاكم عن طريق صناديق الانتخابات المرشحون يخطبون ود50 مليون مصري لاختيار خادم الشعب من بينهم. نعم الرئيس القادم لمصر  بعد ثورة 25 يناير لن يكون سيدا للشعب، ولن تكون زوجته سيدة أولي، فالرئيس هو رئيس مجلس إدارة الجمعية العمومية للشعب المصري يدير شئونه بالقانون ويطبق قواعد العدل الاجتماعي بين أفراده الذين لن يكون لأحدهم فضل علي الآخر إلا بالتميز والكفاءة.
انتهي دور المرشحين هم الآن في مرحلة الصمت الانتخابي يمتنع عليهم عقد المؤتمرات أو  المسيرات بعد أن قال كل منهم ما عنده، وجاء الدور علينا لنتكلم، ونعبر عن رأينا فيهم، ويتم ذلك بالتوجه إلي صناديق الاقتراع غداً صباحا، ليختار كل من له حق الانتخاب مرشحه الذي وقر اسمه في عقله وقلبه بإرادته الحرة  المستقلة.
يجب أن ننجح في هذه التجربة الجديدة لنثبت لأنفسنا وللعالم أننا نستحق ثوب الحرية الناصع الغالي الذي غزلناه بدماء الشهداء ودموع أمهاتهم، كما يجب أن يتقبل المرشحون  النتيجة، بالطبع لن تكون مرضية للجميع لأن الرئيس سيكون واحداً فقط، لكن الذي اختاره هو الشعب، لا يهمنا اسمه أو توجهه طالما جاءت به صناديق الانتخابات يجب علي المرشحين الذين لم يحالفهم الحظ والذين اجتهدوا وخرجوا من السباق الرئاسي تقبل النتيجة، وأن يصافحوا الفائز، وينخطروا وأنصارهم تحت  لواء الحكم الجديد.
يجب أن ننجح في هذه التجربة لأنها فرصتنا الوحيدة التي سنكتب من خلالها شهادة نجاح الثورة

أو شهادة رسوبها، هي لحظة ميلاد دولة، أو اجهاض حلم، نريد أن نجعلها مناسبة قومية، متأكد اننا سننجح، المعدن المصري الأصيل يظهر في المواقف الصعبة بشرط أن نرتفع فوق خلافاتنا، وننكر ذاتنا، ونرفع شعار «مصر فوق الجميع».
بالتأكيد اننا مررنا بظروف صعبة قبل  اسقاط النظام السابق وبعده، كما تحمل المرشحون للرئاسة انتقادات نالت من سمعتهم ووضع بعضهم نفسه في مواقف هزت صورته وتبادل أنصارهم فتح ملفات أساءت إليهم لكن لابد نعتبرها ضريبة الديمقراطية والحرية والتصدي للعمل العام.
مصر في ساعات امتحان صعبة غداً الأربعاء وبعد غد الخميس، يجب أن تتوفر فيها كافة مقومات النجاح، وتختفي السلبيات والتدخلات التي تؤثر علي سير العملية الانتخابية، جميع أجهزة الدولة تتسابق لتوفير الاستقرار في عرس الديمقراطية. نثق في تعهدات وزير الداخلية محمد ابراهيم بوضع الأمن في مصلحة الشعب ولن تكون له مصلحة مع أي مرشح. نعم جميع المرشحين هم أبناء الشعب، وسيخرج 50 مليونا يختارون أحد أبنائهم أو أشقائهم ليكون رئيساً للجميع. كما أن انتشار قوات الأمن والجيش في الشوارع وأمام اللجان يهييء الظروف لاجراء انتخابات آمنة وهادئة، وحضور عشرات الشخصيات الدولية لمتابعة سير الانتخابات وعلي رأسهم الرئيس الأسبق كارتر يؤكد ثقتنا في اجراء انتخابات نزيهة.