رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مناظرة فى المترو

لا صوت يعلو فوق صوت الانتخابات الرئاسية، باق «4» أيام فقط، ويسطر المصريون أول كلمة فى كتاب مصر الجديدة، يتألف منها إسم الرئيس الجديد الذى سيقود البلاد فى مرحلة هى الأصعب والأهم فى تاريخ مصر شعارها نكون أو لا نكون. كل مصرى ومصرية مقيد فى جداول الانتخابات

مطالب بأداء واجبه الانتخابى فى التوجه إلى لجنة الاقتراع لاختيار المرشح الذى يراه الأصلح والأقدر على خدمة مصر، المرشحون الـ«13» لمنصب رئيس الجمهورية أصبحوا كتباً مفتوحة أمام الناخبين بعد قيام كل منهم بعرض برنامجه الذى تعهد بتطبيقه فى حالة فوزه.. عرفنا كل شىء عن حياتهم الخاصة والعامة وعائلاتهم وأولادهم وأحفادهم.. وماذا يحبون وماذا يكرهون وفى ماذا يفكرون.. عرفنا نقاط ضعفهم وقوتهم وأمراضهم وآمالهم وآلامهم وطموحاتهم، ولم يتبق أمامنا إلا أن نهرع يوم الأربعاء القادم إلى صناديق الاقتراع ليضع كل منا علامة صح أمام مرشحه الذى استقر عليه.
الحديث عن المرشحين أصبح هو اللغة المشتركة بين المصريين هذه الأيام، فى البيوت، وفى المواصلات، وفى أماكن العمل وفى المقاهى والمطاعم، أينما تحل تجد مجموعات يتكلمون عن الرئيس، كل مصرى رسم فى مخيلته أوصاف رئيسه. فى مترو الأنفاق استمعت إلى حوار ديمقراطى عن الرئيس القادم صحيح أنه كاد أن يقلب إلى خناقة من شدة الحماس الزائد بين الركاب حول مواصفات الرئيس المطلوب فى المرحلة القادمة ولكن العقلاء من الركاب تدخلوا لإنهاء المناظرة التى جرت بالصدفة بين مجموعة من الركاب معظمهم من الشباب تحمس كل منهم لمرشحه، بدأ شاب الحديث قائلاً: لن نرشح أحداً من التيارات الدينية، هؤلاء لن ننتخبهم مرة أخرى بعد المقلب اللى شربناه منهم فى الانتخابات البرلمانية.. صدقناهم وسمعنا كلامهم بعد استيلائهم على البرلمان، اكتشفنا انهم يبحثون عن السلطة ولا يهمهم مصالح الشعب، وتفرغوا للخناق مع الحكومة لتركيع الجنزورى.. ورد عليه آخر: حرام عليك لا تظلم الناس، وكلمة من هنا وكلمة من هناك، كادت تحدث مباراة فى البوكس، الشباب تحدثوا عن التصويت فى الخارج ومحاولات التزوير التى جرت، وتحدثوا عن رشاوى السكر والزيت والتخويف بالثعبان الأقرع فى الآخرة لمن لا يعطى صوته لفلان وتدخل رجل كبير استطاع أن يوفق بين ركاب العربة التى تحولت إلى مؤتمر انتخابى كبير تم فيه تشريح برامج جميع المرشحين من التيارات الدينية والليبرالية، مثلاً تحدث

شاب عن مرشح متهم بإهدار المال العام واقتنع الجميع بأن كل واحد حر فى اختيار مرشحه الذى يراه من وجهة نظره قادراً على تحمل المسئولية واتفقوا على أن الأهم هو أن يترجم الجميع هذا الحماس إلى فعل يوم الانتخابات ويتوجهوا إلى اللجان الانتخابية للإدلاء بالأصوات.
حديث الناس كان من الأهمية رغم الانتقادات الحادة التى وجهوها إلى بعض المرشحين طالت سمعتهم إلا انهم اتفقوا على ضرورة تكثيف الأمن خلال هذه الفترة لإحباط المخططات التي تحاول زرع روح الفتنة، وتكثيف حملات ضبط الأسلحة الثقيلة قبل أن تصل إلى أيدى المخربين، وتأمين تحركات المرشحين والتصدى لمظاهر العنف وتكثيف التواجد الأمنى حول اللجان الانتخابية، وتوفير كافة السبل التى تمكن الناخبين من الوصول إلى الصناديق دون مشقة، والتصدى لمحاولات الصدام بين أنصار المرشحين، ومنع الدعايات الفجة أمام اللجان الانتخابية التى تستفز المواطنين، وثبات المجلس العسكرى على تعهده بالوقوف على مسافة واحدة من جميع المرشحين، والتنبيه على الأجهزة التنفيذية فى المدن والقرى والمحافظات بعدم الانحياز إلى مرشح ضد آخر، وأن يؤدوا واجبهم فى إطار القانون والمهام المكلفين بها.
نعم إنها دولة جديدة تبنى نظاماً جديداً يؤسس، ولابد أن نرتفع فوق خلافتنا، ونحن نختار رئيسنا لأول مرة فى انتخابات حرة يتابعها العالم، ولابد أن نثق فى قضائنا النزيه، وأن تكون أصواتنا فى صناديق الاقتراع هى الكاشفة عن الرئيس القادم، وأن يتقبل المرشحون النتيجة بروح طيبة ويهنئوا الرئيس المنتخب، فالفائز هو رئيسنا جميعاً، علينا أن نلتف حوله، ونمد له أيدينا لنبنى مصر الجديدة.