رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كذبة إبريل!

كنت أراجع كلمات أغنية باحبك ياحمار، استعداداً لزيارة الأستاذ سعد الصغير إلى شارعنا لعرض مطالبنا عليه بعد أن أعلن نيته الترشح للرئاسة، اقترح شباب الحى تعليق بوسترات للمطرب الشعبى الكبير فى المنطقة، واكتشفوا أن «أبوإسماعيل» لم يترك مكاناً خالياً من صوره لأننا نسكن فى منطقة

وسط ما بين محل إقامة الأستاذ سعد ومنافسه الشيخ حازم أبوإسماعيل، وقرر سعد الرد عملياً على أبوإسماعيل الذى قام بتقديم أوراق ترشحه للرئاسة وسط مسيرة طولها 17 كيلو متراً من الدقى حتى قصر الأندلس بمصر الجديدة، وقال سعد: إن مسيرته المكونة من أهل منطقته ستمتد من شبرا الخيمة إلى مصر الجديدة ومن حق أبوإسماعيل الطعن إذا كان لديه أى شك فى طول المسافة، كما قدم سعد برنامجاً طموحاً! شقة وتوك توك مرخص لكل مواطن! ولم ينس الوعود الانتخابية وقال: أنا بإمكانى أعطى الشعب أكثر من المرشحة التى ستقدم «كتاكيت» للناخبين، والله أفضل وأفضل كمان من الست التى قالت انها لو فازت فى الانتخابات ستعين نائب رئيس جمهورية يربى حفيدها!
وفى الساعات الأخيرة من اليوم الأخير فى شهر مارس وأنا مشغول بمرشح العنب والهيصة، انفجرت قنبلة مدوية فى حقل ألغام الرئاسة نقلتنا من حالة التهييس التى أسفرت عن ترشح أكثر من 1200 لمنصب رئيس الجمهورية معظمهم هاربون من مستشفى الأمراض العقلية إلى مرحلة التكويش بعد إعلان مكتب الإرشاد ترشيح المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام للإخوان المسلمين للرئاسة!
القرار يبدو للوهلة الأولى أنه كذبة إبريل، لا يمكن لأحد أن يتوقع أن جماعة دعوية تتمتع بقيم أخلاقية تتراجع عن مواقفها وتعهداتها خلال الشهور الماضية بعدم ترشيح أحد من أعضائها للرئاسة، ولم أصدق القرار إلا بعد سماعه من الدكتور محمد بديع المرشد العام للإخوان شخصياً، قال: وجدنا مصر تتطلب منا تضحيات أكثر وتقديم نماذج لخدمة بلادها! ثم توالت مبررات ترشيح الشاطر للرئاسة بأنه جاء بعد تلويح العسكري بحل مجلسى الشعب والشورى والصخب حول التأسيسية ورفض مجلس الشعب بيان الحكومة، وترشح أعضاء من رموز النظام السابق، وسرحت فى كلام الشيخ بديع الذى قاله فى السابق أن الوضع بالنسبة لنا مشاركة وليس مغالبة.
المبررات الواهية لترشيح الشاطر لا

تخفى التراجع الذى يمس جوهر فكرة الإخوان، وتقضى على كل ما تبقى من الديمقراطية والتعددية التى افتقدناها طوال الـ60 عاماً الماضية، وعندما حاولنا تطبيقها بعد قيام ثورة 25 يناير ظهر لنا حزب وطنى جديد يريد التكويش على كل شىء من البرلمان والحكومة إلى الرئاسة.
تراجع جماعة الإخوان عن مواقفها لم نكتشفه فى الترشح للرئاسة فقط ولكنه بدأ عندما قالوا انهم لن يترشحوا إلا على 30٪ من مقاعد مجلس الشعب ثم ترشحوا على جميع المقاعد، وقالوا انهم يسعون إلى نسبة 40٪ من البرلمان فى التأسيسية وسيطروا على حوالى 75٪ من أعضائها، وأخيراً قالوا لن يكون لهم مرشح رئاسى لأنهم لا يريدون أن يكونوا وحدهم فى الساحة وأثبتوا انهم لا يرون غيرهم!!
الإسلام لا يعرف الوعود الكاذبة وترشيح نائب المرشد العام للرئاسة ينسف مصداقية الجماعة ويكشف عن التخبط الواضح داخلها ويؤكد فكرة محاربة أبوالفتوح الذى يحوز ثقة شباب الإخوان، كما يأتى ترشيح الشاطر خصماً من رصيد أبوإسماعيل والعوا عند الجماعة، وخصماً من مصداقية الجماعة في الشارع.
يبقى السؤال هل يكون رئيس الجمهورية الجديد رجل أعمال؟ وما هو دور المجلس العسكرى فى هذه المفاجأة؟ بعد ما أصدر عفواً شاملاً عن عقوبة الشاطر فى «قصة سلسبيل»؟ وهل وضع الشاطر القانوني أصبح صحيحاً الآن؟! المرشح الإخوانى من مواليد عام 50 وله 10 أولاد وبنات و10 أحفاد. وعيد ميلاده هو نفس يوم عيد ميلاد «مبارك» 4 مايو! مبروك.. مبارك