رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أجواء "54"!!

"إن كنتم نسيتم اللي جري هاتوا الدفاتر تنقرا". هذا هو ملخص الرسالة التي أراد المجلس العسكري توصيلها إلي جماعة الاخوان المسلمين وذراعها السياسية حزب الحرية والعدالة من خلال بيانه أمس الأول. البيان هو الأول من نوعه منذ  قيام ثورة 25 يناير، تمت صياغته بأسلوب عسكري تحذيري شديد اللهجة، برر العسكري إصداره  بأنه بعد أن طفح الكيل! البيان يعيد الي الأذهان أجواء عام "54" التي حدثت في مثل شهر مارس الحالي.

جاء في البيان: "اننا نطالب الجميع أن يعوا دروس التاريخ لتجنب تكرار أخطاء ماض لا نريد له أن يعود!! في مثل هذا الشهر منذ 58 عاماً انقلب النظام الحاكم علي الاخوان المسلمين وتحولت العلاقة الناعمة التوافقية الي عداء شديد عندما قام عبدالناصر بإيداع قيادات الاخوان في السجن بعد حادث  المنشية وتم حل الأحزاب ووضع محمد نجيب قيد الاقامة الجبرية!!
سقطت خشبة المسرح الهزلي ومعها الأقنعة، ظهرت الوجوه علي حقيقتها، ارتبك المشهد السياسي، وبدأت حرب البيانات بين الاخوان والمجلس العسكري الحاكم بعد ربيع امتد بعد قيام ثورة 25 يناير إلي أن حصل التيار  الاسلامي علي الأكثرية في مقاعد البرلمان وأعلن ضمانه خروج آمن لقادة العسكر من الحكم بعد انتخاب رئيس الجمهورية الجديد. اكتشف "العسكر" أن الاخوان يريدون التكويش علي كل شيء البرلمان والحكومة والرئيس والدستور دافع الاخوان عن حكومة الجنزوري في البداية وطالبوا باعطائها فرصة، واتهموا الشباب الذين حاصروا  مجلس الوزراء بأنهم ضد البلد، ثم انقلبوا علي "الجنزوري" وقرروا سحب الثقة من حكومته، وأصدروا بيانا شككوا في نزاهة الانتخابات الرئاسية القادمة وحذروا من العراقيل أمام مسيرة التحول الديمقراطي، واتهموا العسكري بمساندة حكومة الجنزوري الفاشلة.
ورد العسكري: بأنه لا يستطيع السكوت كما حدث في مرات سابقة ترفعا عن الافتراءات  وعدم الانجراف وراء  محاولات الاستفزاز وقال: الجماهير المصرية تعلم من يصون كرامتها ووصف والتشكيك في نزاهة الانتخابات الرئاسية بأنه محض افتراء لا أساس له من الصحة، وقال أن القوات المسلحة خططت لانتخابات برلمانية نزيهة في اشارة إلي أنها أتت بالاخوان!
الإخوان يضغطون علي "العسكري" لتحقيق حلمهم من البرلمان إلي الرئاسة ويلمحون إلي أن "العسكري" هددهم بأنه قادر علي توجيه المحكمة الدستورية العليا لإبطال مجلس الشعب الحالي الذي يحتكرون أكثرية مقاعده والذي سيوصلهم إلي الحكم والتوجيه كما يتصوره الاخوان هو أن

تقبل المحكمة الدستورية العليا الطعن المحال اليها من المحكمة الادارية العليا بعدم دستورية الانتخابات الماضية وبذلك يخسر الاخوان حلمهم في الوقوف علي رأس السلطة  وتخوفهم من إبطال مجلس الشعب الحالي يؤكد عدم ثقتهم في اختيار الشعب لهم مرة أخري بعد الفشل في تقديم شيء للمواطنين من خلال مجلس الشعب بعد مرور أكثر من شهرين علي بدء أعمال البرلمان. والعسكري رد في بيانه علي هذه النقطة: بأن التشكيك في استقلال القضاء غير مقبول.. والإيحاء بخضوع المحكمة الدستورية العليا للسلطة التنفيذية مرفوض.. والقوات المسلحة خططت لانتخابات برلمانية نزيهة، و يريد المجلس العسكري ان يقول للاخوان هذه الانتخابات هي التي أتت بكم علي قمة السلطة التشريعية!
أعتقد أن الحرب الباردة بين الاخوان و"العسكري" لن تتوقف عند تبادل البيانات وستنتقل إلي الانتخابات الرئاسية  بعد المفاجأة  التي فجرها منصور حسن بانسحابه من سباق الانتخابات الرئاسية والذي كان محسوباً علي العسكري، مما دفع الاخوان الي التفكير جدياً في تقديم مرشح للرد علي "العسكري" قبل أن ينقل تدعيمه الي مرشح عسكري مثل شفيق أو خير الله وربما عمر سليمان الذي بدأ يعيد قراءة المشهد  بعد خروج "منصور" من السباق، لكن "سليمان" يطارده الماضي القريب الذي كان فيه نائباً للرئيس المخلوع خلال موقعة الجمل. ويبدو أن موقعة الجمل ستكون الحلم المزعج لكثيرين من السياسيين منهم أحمد شفيق. ويتصدر المشهد الرئاسي حاليا عمرو موسي  وأبو الفتوح وأبو اسماعيل لكن المفاجآت لن تتوقف حتي 8 أبريل، اسم رئيس مصر القادم مازال في الكنترول!!