رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بورصة الوحدة الوطنية

أصبحنا فى حاجة إلى بورصة تحدد حجم التسامح بين أبناء المجتمع الواحد ارتفاعاً وهبوطاً بعد التأرجح الشديد في معدلات استقرار الوحدة الوطنية التى تمر بحالات ارتفاع إلى مستوى الرقى والتحضر تبلغ عنان السماء وبين هبوط الى مستوى الجهل

والتدنى لتغوص فى بحار الجاهلية والظلمات. واقعتان فى الفيوم والإسكندرية خلال أسبوع واحد تؤكدان أن هناك روحاً شريرة تعبث فى الوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين لتغذية الفتنة الطائفية عن طريق استغلال الظروف غير المستقرة التى تمر بها البلاد من انفلات أمنى وتقلبات سياسية تفوق حركة الرياح. فى الفيوم حاول مالك مسكن مسلم طرد مستأجر مسيحى من الشقة المؤجرة وأحضر لودراً وهدم سور الحجرتين اللتين يقيم فيهما المسيحى وأسرته ولجأ المسيحى الى أحد رجال الدين المسلمين وتم عقد جلسة عرفية، وحكم على المسلم بدفع 350 ألف جنيه تعويضاً للمسيحى وإقامة السور على حسابه وانفرجت أسارير المسيحى بهذا الحكم العادل الذى يؤكد سماحة الإسلام، وقرر التنازل عن التعويض وقام بمعانقة جاره المسلم وعاد الى شقته وعادت المياه الى مجاريها، وفى الإسكندرية ترددت شائعة لم يثبت صحتها عن علاقة بين شاب مسيحى وفتاة مسلمة، وقضت جلسة عرفية بطرد 8 أسر مسيحية من منطقة العامرية.
وقال الدكتور عماد جاد عض برلمان الثورة أن المحكمين طلبوا من الأسر المسيحية مغادرة مساكنهم فوراً، والذهاب إلى أى مكان، وسيتم بيع ممتلكاتهم وإرسال قيمتها إليهم، وتحولت المشكلة إلى أزمة  وصلت إلى البرلمان، فى الواقعة الأولى تجلت سماحة الإسلام فى أرق صورها وجلال معانيها، وتجسدت فيها الوحدة الوطنية فى أبهى صورها، وارتفعت كلمات: ولكم فى رسول الله أسوة حسنة، وتغلبت فى الواقعة الثانية روح التعصب وفكرة العقاب الجماعى، وغاب القانون، وسيطرت

أحكام الجاهلية الأولى، وابتعدت عن تعاليم ولاتزر وازرة وزر أخرى، عيب لما يتحدد مكان السكن على أساس طائفى ويترحل واحد من بيته، ويترك عمله ومدارس أطفاله، مطلوب العدل وتعامل الجميع على قدم المساواة المسلمون والمسيحيون أبناء وطن واحد لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات، مطلوب تفعيل قانون المواطنة، ورفض محاولات الوقيعة والفتنة التى تحاول شق الصف، وضرب الثورة التى قام بها الشعب المصرى مسملوه ومسيحيوه منذ الأيام الأولى للثورة في ميدان التحرير رفع الشباب المسلم والشباب المسيحى علم مصر ينشدون بصوت واحد أنا مصرى وأبويا مصرى، ويطالبون الطاغية بالرحيل، وكان الشباب المسيحى يصب مياه الوضوء لأخيه المسلم، ويحرسه وهو يصلى، وكان المسلم يحرس المسيحى وهو يؤدى صلواته، ورفضوا مغادرة الميدان إلا بعد تحقيق الحلم المشترك وهو سقوط النظام الفاسد، كما شهدت الثورة قتلى وجرحى من الطرفين،ان مصر شعب واحد ووطن واحد وستظل الى الأبد، إن الخطأ فى معالجة المشاكل الطارئة أمر طارئ وعلاجه سهل وموجود فى كتاب الله وسنته وفى الدستور وفى القوانين الوضعية التى لا تفرق بين أحد على أساس الدين أو اللون أو الجنس.