بورصة الوحدة الوطنية
أصبحنا فى حاجة إلى بورصة تحدد حجم التسامح بين أبناء المجتمع الواحد ارتفاعاً وهبوطاً بعد التأرجح الشديد في معدلات استقرار الوحدة الوطنية التى تمر بحالات ارتفاع إلى مستوى الرقى والتحضر تبلغ عنان السماء وبين هبوط الى مستوى الجهل
والتدنى لتغوص فى بحار الجاهلية والظلمات. واقعتان فى الفيوم والإسكندرية خلال أسبوع واحد تؤكدان أن هناك روحاً شريرة تعبث فى الوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين لتغذية الفتنة الطائفية عن طريق استغلال الظروف غير المستقرة التى تمر بها البلاد من انفلات أمنى وتقلبات سياسية تفوق حركة الرياح. فى الفيوم حاول مالك مسكن مسلم طرد مستأجر مسيحى من الشقة المؤجرة وأحضر لودراً وهدم سور الحجرتين اللتين يقيم فيهما المسيحى وأسرته ولجأ المسيحى الى أحد رجال الدين المسلمين وتم عقد جلسة عرفية، وحكم على المسلم بدفع 350 ألف جنيه تعويضاً للمسيحى وإقامة السور على حسابه وانفرجت أسارير المسيحى بهذا الحكم العادل الذى يؤكد سماحة الإسلام، وقرر التنازل عن التعويض وقام بمعانقة جاره المسلم وعاد الى شقته وعادت المياه الى مجاريها، وفى الإسكندرية ترددت شائعة لم يثبت صحتها عن علاقة بين شاب مسيحى وفتاة مسلمة، وقضت جلسة عرفية بطرد 8 أسر مسيحية من منطقة العامرية.
وقال الدكتور عماد جاد عض برلمان الثورة أن المحكمين طلبوا من الأسر المسيحية مغادرة مساكنهم فوراً، والذهاب إلى أى مكان، وسيتم بيع ممتلكاتهم وإرسال قيمتها إليهم، وتحولت المشكلة إلى أزمة وصلت إلى البرلمان، فى الواقعة الأولى تجلت سماحة الإسلام فى أرق صورها وجلال معانيها، وتجسدت فيها الوحدة الوطنية فى أبهى صورها، وارتفعت كلمات: ولكم فى رسول الله أسوة حسنة، وتغلبت فى الواقعة الثانية روح التعصب وفكرة العقاب الجماعى، وغاب القانون، وسيطرت