رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حرب المنصات!

الحكاية أن الإخوان منحوا البرلمان إجازة بعد تشكيل لجنة تقصى الحقائق «كده وكده» عن شهداء ومصابى الثورة وتوجهوا إلى الميدان يوم جمعة «العزة والكرامة» للاحتفال بالذكرى الأولى للثورة وبالإنجازات التى تحققت ونصبوا منصة فى الميدان، ورفعوا الميكروفونات، وشغلوا أغانى وطنية للأستاذة نانسى عجرم والأستاذة شيرين «لو سألتك انت مصرى»، فرحانين بقه!

وتوجهت إلى الميدان أيضا بعض الحركات الليبرالية مثل كفاية و6 إبريل والجبهة فى يوم «جمعة الغضب الثانية» رغم أنه نفس اليوم وارتدوا السواد ونصبوا الحداد على شهداء الثورة، وقالوا مافيش احتفالات  الا بعد أن نأخذ بثأر الشهداء وحاولوا فرض رأيهم على الإخوان الذين رفضوا الاستجابة لهم واستمروا فى الاحتفالات، وكلمة من هنا على كلمة من هناك دبت الخناقات والهتافات المتبادلة. شباب الثورة انضموا الى كفاية و6 إبريل ورددوا: اثنان خانوا الميدان العسكر والإخوان ورد الإخوان: احنا حمينا الثورة يوم موقعة الجمل ورد شباب الثورة: اختاروا بين الثورة أو العسكر.
ورد الإخوان: الاحتفالات ماتزعلش واحنا بنقلد فلسطين فهى تحتفل بالانتفاضة رغم عدم تحرير القدس، ورد شباب الثورة الكلام ده قولوه فى حتة تانية! وانتم عقدتم صفقة مع العسكر وحققتم مكاسب وتحاولون رد الجميل.
هذا ملخص حالة الاحتقان بين شركاء ثورة واحدة لا يوجد أحد ضد الثورة.. الجميع يتفق على أن الثورة لم تحقق أهدافها والجميع يتفق على ضرورة الانتقال الكامل للسلطة لكنهم يختلفون على طريقة وتوقيت الانتقال، فريق يرى أن هناك انجازات تحققت تستحق الاحتفال، وفريق يرى أن ما تحقق لا يساوى دماء الشهداء ويطالب بالقصاص. هل نحتفل أم نبدأ الثورة من جديد؟
الثورة حية نابضة فى الميادين، الملايين التى نزلت يوم الجمعة فى جميع المحافظات تؤكد أن الشرعية الثورية قائمة، الإخوان قرروا الانسحاب من الميدان بعد تحقيق أهدافهم، وبعض الحركات أصرت على الاستمرار فى الاعتصام لحين تنفيذ مطالبها شباب الثورة يريدون انتقالاً فورياً للسلطة، وتسليمها الى رئيس مجلس الشعب بصفة مؤقتة لمدة «60 يوماً» وبدون صلاحيات ويتم خلالها

وضع آليات انتخاب رئيس الجمهورية، والإخوان وتيارات أخرى تطالب باستكمال خارطة الطريق التى رسمها استفتاء مارس وهى أن يستكمل العسكر الفترة الانتقالية ويسلم بعدها الحكم للرئيس المنتخب يوم 30 يونيو، شباب الثورة لا يثقون فى العسكر، ويرون اذا دخل العسكر قرية ورثها، والإخوان لا يريدون نقل الحكم بطريقة استثنائية، لأنهم مطمئنون.. حصدوا مقاعد البرلمان ويسعون إلى تشكيل الحكومة، ثم القفز على السلطة.. راجعوا تصريحات الإخوان قالوا: سندفع بـ52 ألف مرشح للمحليات يعنى جميع المقاعد.. انهم يسيرون على خطى الحزب الوطنى المنحل فى التكويش على الكعكة، وقالوا: لن نتقدم بمرشح للرئاسة وقد يكون ذلك تكتيكاً كما حدث فى مجلس الشعب.
استمرار الثورة ونزول الملايين الى الميادين والاختلاف المتحضر وإبداء الآراء وطرح الحلول للمشاكل شئ إيجابى لكن محاولة أى فصيل مهما كان حجمه إملاء رأيه على الشعب أمر مرفوض، إن أى قرار لابد ان يحوز توافق الشعب المصرى..
الثورة ليست ملكاً لفئة أو لحزب أو حركة أو تيار.. ثورة 25 يناير ملك المصريين جميعاً، والمصريون لن يقبلوا ظهور فرعون جديد، المصريون يريدون رئيساً منتخباً بسلطات محددة ويريدون محاكمة سريعة لقتلة الشهداء ويريدون حرية وكرامة وعدالة اجتماعية ودستوراً توافقياً وبرلماناً ينحاز إلى الشعب ويتحدث باسمه، المصريون يرفضون المزايدات والشعارات وحرب المنصات ومعارك الشاشات والبطولات الزائفة..