رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تحية طيبة وبعد..!

السيد رئيس برلمان الثورة، لا تنس اليوم أن تطلب من مدير مكتبك وهو يقدم لك برقيات التهانى بالمنصب التى  تصل من دول شقيقة وأخرى صديقة، وكروت أصحاب باقات الورود التى تزين الطرقات، وأسماء المهنئين الذين حضروا ولم يتمكنوا من مقابلتك لإمطارك بالقبلات، أن يقوم بتعليق نتيجة حائط ورقية بأيام السنة من الحجم الكبير فى مكان بارز فى مكتبك،

حتى تكون أمام عينيك وأنت تجتمع مع هيئة مكتب البرلمان المكونة من سيادتك ووكيلى المجلس عن الفئات والعمال فى أول يوم عمل لكم.. وقد تستغرب سيادتك من هذا الطلب والذى سيكون ضرورياً بسبب أهمية الأيام القادمة التى ستبدأ من يوم انعقاد جلسة الإجراءات البرلمانية التى أسفرت عن اختبارك رئيساً للبرلمان وهو اليوم الموافق 23 يناير فهذا اليوم ومن بعده يوما 24 و25 يناير أيام لا تنسى فى تاريخ مصر، يوم 23 كان شباب مصر قد اتخذوا قرارهم النهائى بالخروج فى مظاهرات حاشدة، واختاروا يوم عيد الشرطة للتعبير عن رفضهم للتوريث والاعتقالات والفساد، ويوم 24 تواصل الشباب على مواقع الإنترنت، وتوكلوا على الله ظهر يوم 25، وبدأوا بوقفة أمام دار القضاء العالى، وفجأة طرحت ميادين مصر قلوباً صغيرة طاهرة تهتف بسقوط النظام فسقط وسقط معه البرلمان المزور، والذى حرمك النظام السابق من عضويته أنت شخصياً وجميع رفاقك بعد عملية تزوير لم تحدث فى تاريخ مصر.
السيد رئيس البرلمان تحية طيبة وبعد، اليوم ونحن نستشرف الذكرى الأولى للثورة ننظر حولنا فلا نجد المئات من أصحاب القلوب الطاهرة، انهم استشهدوا والآلاف غيرهم أصيبوا برصاص القناصة والغاز السام والدهس بالسيارات والخيول والجمال بتعليمات من الرئيس السابق إلى جهاز الأمن ورغم ذلك تحاول هذه العصابة الإفلات من العقوبة وتتمسك بالبراءة وتشير بعلامات النصر من داخل قفص محكمة الجنايات، وإذا كان الشهداء ضحوا بحياتهم لتبقى مصر حرة، فهذه الثورة العظيمة أهدت لمصر أول برلمان يمثل كافة طوائفها بما فيها تيارات كان مكانها المعتقلات وأصبحت تحت قبة البرلمان فلابد أن يتضمن جدول أعمال البرلمان فى أول اجتماع لهيئة المكتب القصاص لدماء الشهداء بعد أن أصبح البرلمان هو اللبنة الأولى لثورة 25 يناير، والمطلوب اتخاذ قراراً بالاجماع بعقد محاكمات سياسية لجميع عصابة النظام السابق بداية

من مبارك وباقى المتهمين معه انتهاء بالذين عاثوا فى الأرض فساداً ومازالوا طلقاء يخططون للقيام بالثورة المضادة فى مناسبة الذكرى الأولى لثورة 25 يناير، افتحوا الملفات يا نواب برلمان الثورة ثوروا.. اصرخوا... جددوا الاستجوابات التى حرمتم من مناقشتها فى البرلمانات السابقة لتفضحوا النظام الفاسد.
سيادة رئيس برلمان الثورة، ثورة 25 يناير مازالت على الأرض، أسقطنا النظام، وانتخبنا البرلمان، ولكن الخطر المتوقع مازال أكثر من النجاح المحتمل، وتجاوز مرحلة الخطر وبلوغ النجاح يتوقف على أداء البرلمان الذى أصبح حالياً هو المسئول عن استكمال باقى مؤسسات الدولة وتحقيق أهداف الثورة وفى مقدمتها الدستور الجديد الذى يجب أن يأتى عن طريق التوافق بين كافة التيارات ليمثل كافة الشعب المصرى، وبعده انظروا فى قضايا العدالة الاجتماعية وتحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين، ومراجعة كافة التشريعات لسد الثغرات التى يتسرب منها الفساد والمخالفات، فإذا نجحتم فى تحقيق هذه الأهداف وقفنا خلفكم وإذا فشلتم فهيئة الناخبين باقية لتأتى بغيركم.. السيد رئيس برلمان الثورة تذكر من فوق المنصة أنك تحمل رقم «46» فى تولى هذا المنصب، وبعض من سبقوك انتموا للشعب وبعضهم انحاز للحاكم، وقبل أن تجلس فى مكتبك تذكر أن سلفك جلس فيه «21» عاماً متصلة وتعرف أين هو الآن، وأقترح عليك أن تسترجع هذه الفترة جيداً، وأنت كنت نائباً فى الفصل التشريعى التاسع 2005 ـ 2006، فلن تجد فيها ايجابيات تستحق التمسك بها،فإذن تخلص من السلبيات التى دفعت سلفك إلى هذا الدرك.. وإلى لقاء.