رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

درس خصوصى للنواب!

توزع الأمانة العامة لمجلس الشعب على النواب الجدد عند استلامهم كارنيه العضوية حقائب جلدية تحتوى على قانون مجلس الشعب واللائحة الداخلية والدستور، وتعتبر هذه الكتيبات الصغيرة عدة الشغل بالنسبة للنائب الذى يدخل البرلمان لأول مرة ليتعلم منها كيفية استخدام أدوات الرقابة البرلمانية ومناقشة القوانين ومعرفة حقوقه وواجباته

كنائب وممارسة النائب لمهامه تحت القبة عملية ليست سهلة فهناك أصول وقواعد لاستخدام أدوات الرقابة البرلمانية تبدأ بمتى وكيف يتقدم بطلب الإحاطة أو البيان العاجل أو السؤال أو الاستجواب أو طلب المناقشة أو الاقتراح برغبة أو الاقتراح بمشرع قانون.
وليس كل نائب برلمانى ناجحا فكل برلمان يضم نواباً أكفاء ونواباً جهلة، ونواب الكلام، ونواب الصمت، ونواب التشريعات ونواب الخدمات، ونواباً لا يعرفون سبباً لوجودهم تحت القبة ومنهم النائب الذى ضبطه رئيس المجلس يغط فى نوم عميق، وخبط رئيس المجلس بالشاكوش على المنصة قائلاً «اصحى ياسيادة النايم» وعندما شاهده زميله يسرح كثيراً سأله بتفكر فى إيه فرد أنا مش عارف إزاى الطرابيزة الكبيرة اللى فى القاعة دى قدروا يدخلوها من الباب الصغير ده، فرد عليه زميله قائلاً: ودى حاجة صعبة دخلوا الطرابيزة الأول وبعدين بنوا حولها؟!
ونائب آخر من الفلول دفعه الفخر بفوزه فى أحد الانتخابات السابقة الي اصطحاب أحد أقاربه معه الى مجلس الشعب ولم يكن يعلم أن القانون يمنع تواجد الضيوف فى قاعة الجلسات العامة، ودخل النائب الى القاعة وخلفه قريبه،  وجلسا فى مقعدين متجاورين، وبدأت المناقشات وعندما اشتدت المواجهة، رفع الضيف يده لطلب الكلمة، وسمح له رئيس مجلس الشعب بالكلام، وبعد أن انتهى من ابداء رأيه، شك فيه رئيس المجلس وسأله  عن اسمه، وتبين انه ليس نائباً، وخاف النائب الأصلى من المساءلة وأنكر  معرفته بقريبه وتم استدعاء الأمن وبعد التحقيق مع الضيف تبين  انه حسن النية وتم اخلاء سبيله، وأصدر رئيس المجلس قراراً باستبعاد رئيس الحرس وعدد من الضباط! أما على مستوى استخدام أدوات الرقابة البرلمانية فكان النواب الجدد يخلطون بين طلب الاحاطة والبيان العاجل ويتقدمون باستجوابات تصلح أسئلة، ويقترحون مشروعات قوانين بدون مذكرات إيضاحية، وكان كلامهم تحت القبة عبارة عن لت وعجن، وكان عدد كبير من النواب يأخذونها من قصيرها ويزوغون من الجلسات وعرفوا طريقاً آخر هو استثمار الحصانة.
وتسرب الى مجلس الشعب فى عهد النظام السابق نواب أميين لا يعرفون القراءة ولا الكتابة، كما دخلوا المجلس مرة أخرى بعد تعديل القانون بوضع شرط إجادة القراءة

والكتابة لخوض الانتخابات، وتم الطعن على عضويتهم، وتقرر اجراء امتحان قراءة وكتابة لهم فى اللجنة التشريعية قام أحد نواب الصعيد المطلوبين للامتحان بوضع ذراعه اليمنى فى الجبس ليفلت من الامتحان، وضحك هذا النائب على رئيس المجلس عندما دبر له كميناً فى القاعة وطلب منه ابداء رأيه فى بيان الحكومة فوقف النائب وأخرج من جيب جلبابه بعض الأوراق وقام بقراءتها فى سرعة فائقة، وتبين ان أحد الأشخاص كتب له هذا الكلام وقام بتحفيظه له!! كان وزير سابق رحمه الله لا يحب أحد نواب القراءة والكتابة، فعقد له امتحاناً شفهياً داخل القاعة لاحراجه وطلب منه أن يتهجى عبارة لؤلؤ متلألئ!! وفشل النائب حتى فى نطق العبارة، واستكمل جميع نواب الجهل الفصل التشريعى ولم يتم إبطال عضوية أحد منهم لأنهم كانوا من نواب الأغلبية.
ويضم برلمان الثورة نسبة حوالى 80٪ من النواب يدخلون البرلمان لأول مرة، ويحتاجون الى تعلم ألف باء الممارسة البرلمانية، وحاول المجلس فى فصل تشريعى سابق عقد دورات تدريبية للنواب الجدد، وفشلت بعد أن أطلق عليها البعض دروساً خصوصية، ويحدث فى الخارج استعانة النواب بمساعدين ومستشارين لهم يوفرهم لهم البرلمان أو أحزابهم وعلمت ان المستشار سامى مهران الأمين العام لمجلس الشعب استقى هذه الفكرة وكلف عدداً كبيراً من الباحثين المعينين بالمجلس بمساعدة النواب الجدد من كافة الأحزاب السياسية فى إعداد طلبات الاحاطة والأسئلة وكافة آليات الرقابة بدون مقابل لمد النواب الجدد بالخبرة البرلمانية وشكراً للأمين العام الذى يعتبر عنصر الخبرة الوحيد فى برلمان الثورة حالياً والذى سيكون سبباً فى التغلب على الكثير من مشاكل إدارة الجلسات.